ينوي الجيش الإسرائيلي إنفاق حوالى 62.5 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، متسلحا بتضخيم «الخطر» الذي يشكله المحيط الاقليمي، فلسطينيا ولبنانيا وعربيا وإيرانيا، على الرغم من الحديث الاسرائيلي المستمر حول الرغبة بتحقيق «السلام» مع العرب.
وقررت إسرائيل تخصيص 8 في المئة من الناتج القومي المحلي لميزانية الدفاع، أي 6 في المئة أكثر من أي دولة أخرى عضو في منظمة التعاون والنمو الاقتصادي، وفقا لملاحظة رئيس المجلس الاقتصادي القومي في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية البروفسور مانويل تراختنبرغ.
واستنادا للخطة الجديدة، التي لا تزال بحاجة إلى موافقة الحكومة، ستسعى إسرائيل للحصول على سرب أو سربين من طائرات «أف 35 «. وكان سلاح الجو الإسرائيلي عرض، خلال تشرين الأول الحالي، أحدث نموذج من طائرات الاستطلاع من دون طيار، القادرة على التحليق على علو 45 ألف قدم لمدة 36 ساعة، وحمل وزن يصل إلى أكثر من طن، كما تتوقع إطلاق قمر اصطناعي للتجسس قريبا.
وتقوم إسرائيل بتطوير الجيل الثالث من صواريخها الاعتراضية من طراز «السهم» لمواجهة الصواريخ البالستية الإيرانية المتطورة. ويقوم علماء آخرون ببناء نظام «القبة الحديدية» الذي يفترض أن يواجه الصواريخ القصيرة المدى التي يطلقها «حزب الله» وفصائل المقاومة الفلسطينية.
وتتوقع البحرية الإسرائيلية الحصول على غواصتين ألمانيتين إضافيتين، وتريد الحصول على طرادات أكثر تطورا من تلك التي تمتلكها حاليا. وكان الجنرال المتقاعد يفتاح رون تال أعلن مؤخرا أن تعزيز سلاح البحرية يعطي الدولة العبرية «مرونة استراتيجية أكبر» للعمل بعيدا عن إسرائيل.
إلا أن الجهد العسكري الإسرائيلي الأكبر سيكون من خلال تعزيز القوات البرية، من خلال إعادة إحياء المفاهيم الرئيسية التي قادت تقليديا الحروب العامة، وذلك بعد فشل سلاح الجو في تدمير قدرات «حزب الله» الصاروخية. ويعتزم الجيش الاسرائيلي تأسيس فرقة جديدة وبناء المزيد من دبابات «ميركافا 4»، التي يعتقد القادة العسكريون أنها الأفضل حماية في العالم وأكثر تأهيلا للتعامل مع الأرض السورية الوعرة. كما تعتزم اسرائيل تطوير «الميركافا 3»، وتخطط لبناء المئات من ناقلات الجند استنادا إلى تصميم «الميركافا». ولتحسين قدرات الدبابات وقواعد «السهم»، ستقوم إسرائيل بتركيب نظام جديد قادر على اعتراض الصواريخ الموجهة إليها وإذابتها.
وبعض الأموال المرصودة لهذه الخطة تأتي من واشنطن، التي قررت زيادة مساعداتها العسكرية لإسرائيل من 1.8 مليار دولار سنويا إلى 3 مليارات دولار.
وتدرك إسرائيل أنها بحاجة إلى المزيد من الجنود، لذا ستقوم بفتح أبواب المؤسسة العسكرية أمام توظيف المزيد من النساء، وتوسيع حجم الجيش القتالي. وبادرت، بعد الحرب الاخيرة على لبنان، إلى إعادة تدريب جميع وحداتها القتالية بعد سنوات طويلة من وقف هذه التدريبات، وزيادة تدريبات وحدات الشرطة المخصصة للأراضي المحتلة بهدف توفير الأموال. ومنذ نهاية الصيف الماضي، تدربت نصف قوات الاحتياط، واستنادا إلى نشرة «باماهان» الأسبوعية التابعة للجيش الإسرائيلي، فإن كل وحدة قتالية ستخصص 17 أسبوعا للتدريب في العام .2008