رأى سياسيون لبنانيون أن القمة باتت في مهب الريح مع إخفاق الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في إيجاد مخرج للأزمة في لبنان.

وغداة الفشل الخامس لجهود موسى في إيجاد مخرج للأزمة السياسية اللبنانية، يتزايد الحديث عن ارتباط مصير القمة أو مستوى التمثيل فيها، وتالياً إمكانات نجاحها أو فشلها بحل الأزمة اللبنانية، في حين تدرك جميع الأطراف في الداخل والخارج أن «أي عنصر جديد طارئ على المعادلة الراهنة، قد لا يعني سوى الانفجار الشامل الذي يطيح كل شيء».

وتعتقد جهات لبنانية أن سوريا تريد أن تنعقد القمة «بنصابها الكامل لأن من شأن ذلك إزالة انطباع بأنها تعيش وسط عزلة عربية»، مضيفة أن «هذه الحاجة لا بد أن تدفع دمشق إلى التجاوب مع مطالب مصر والسعودية لتسهيل انتخاب رئيس جديد في لبنان»، غير أن مصادر أخرى حاورتها «البيان» أمس تعتقد أن «دمشق غير مستعدة للتنازل في لبنان من أجل تأمين انعقاد قمة موسعة لأن السعودية بصفتها رئيسة لقمة 2007 مضطرة إلى تسليم هذه الرئاسة في 29 مارس المقبل».

وتلفت أوساط لبنانية إلى ما قاله موسى عن أمله في أن «يكون هناك رئيس للبنان قبل القمة»، مؤكدة احتمالات التوصل إلى تسوية قبل القمة، فيما يعتقد البعض أن الأوضاع في لبنان تتجه نحو تمديد «الستاتيكو» الراهن حتى نهاية مارس لمعرفة «مجريات القمة العربية سلباً أو إيجاباً، لأن انعقادها بتمثيل عربي منقوص أو معقول من دون انتخاب رئيس سيرخي ظلالاً خطيرة على الأزمة اللبنانية».

وتبعاً لهذا لا تبدي مصادر سياسية لبنانية «أي ارتياح إلى تحوّل موضوع القمة العربية عنصراً مقرراً في الأزمة الداخلية ولو أن بعض الأطراف يرى في ذلك عاملاً أساسياً في أهميته، ذلك ان هذا الارتباط بين العاملين لن يحول دون دفع لبنان ثمن التطورات التالية ما دام انتخاب رئيس له ليس أمراً مضموناً».

ويعتبر عضو «كتلة المستقبل» النائب عزام دندشي أن الأزمة اللبنانية «هي قمة رأس الجليد» في الخلافات العربية. ويؤكد أن السعودية «ليست راضية بتاتاً» على دخول سوريا في حلف مع إيران وتعتبره «مضراً بالمصالح العربية».

في المقابل، يستبعد عضو «كتلة التنمية والتحرير» النائب عبدالمجيد صالح أن يكون سبب الخلاف مرتبطاً بالعلاقة بين سوريا وإيران، ويلفت إلى أن «العلاقات الإيرانية العربية تحسنت وأن العلاقة الثنائية بين إيران والسعودية شهدت تطوراً واسعاً»، كما أن إيران «فتحت نافذة علاقات مع مصر».

أما مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله نواف الموسوي فيقول إن «من يستهزئ بالمبادرة العربية هو الجانب الأميركي الذي يمارس هيمنة مطلقة على فريقه في لبنان»، معتبراً أن «هذا هو السبب الأعمق للخلافات اللبنانية». ويرى أن من يتحمل المسؤولية منذ شهور وإلى اليوم، هم من يرفض الإصغاء إلى الوقائع القائمة في لبنان.

مصادر
البيان (الإمارات العربية المتحدة)