لم تختلف صورة الاحتجاجات يوم الجمعة عما سبقه لجهة توالي التجمعات في عدد من المدن والمناطق السورية، فيما سجل الوضع الميداني في جسر الشغور تطورا مهما مع بدء الجيش مهمته لضبط الأمن وملاحقة المسلحين، فيما سجل عدد السوريين الذين فروا إلى الأراضي التركية حوالي 3 آلاف شخص حسب الإحصائيات الرسمية التركية، فيما غادر الآلاف إلى القرى والبلدات المجاورة في اللاذقية وحلب. لكن اللافت في يوم الجمعة الطويل تسجيل مواقف تركية استفزازية مع إعلان الرئيس عبد الله غل جهوزية بلده مدنيا وعسكريا لمواجهة أي طارئ ما وضع علامات تعجب كبيرة حول مغزى كلام غل وأسئلة عن مدى التدخل التركي شمال سورية.

8 شهداء من المدنيين والشرطة

وسجل يوم الجمعة استشهاد عدد من المدنيين وعناصر من قوات حفظ النظام وقوى الشرطة والأمن وجرح آخرون برصاص وسكاكين مجموعات مسلحة استغلت تجمعات للمواطنين في عدد من المحافظات عقب صلاة الجمعة.

في حين أعلن نشطاء حقوقيون أن عد قتلى يوم الجمعة بلغ 28 محتجاً، وقالوا إن قوات الأمن أطلقت النار على تظاهرة كبيرة في معرة النعمان في إدلب ما أدى إلى سقوط 11 قتيلاً على الأقل.

وبحسب وكالة سانا استشهد ثمانية من المدنيين وقوات الشرطة والأمن أمس باعتداءات المجموعات المسلحة التى استغلت تجمعات المواطنين في بعض المناطق ومن بين الشهداء الثمانية اثنان قضيا باعتداءات بالسكاكين وآخران قضيا بأسلحة كاتمة للصوت فيما استشهد الرقيب أول وائل يوسف الحسين من عناصر حفظ النظام ومدني وجرح آخر اثر إطلاق النار عليهم من قبل مسلحين استغلوا تجمعات المتظاهرين في بصر الحرير بريف درعا.

وتجمع المواطنون عقب صلاة الجمعة بالقرب من دوار غسان عبود في مدينة دير الزور ما لبثوا أن انتقلوا إلى دوار الباسل وتفرقوا دون أي إشكالات مع قوى الأمن كما شهدت مدينة البوكمال تجمعا مشابها انفض عقب وقت قصير.

وفي اللاذقية تجمع العشرات بالقرب من جامع المنصور بجبلة وتفرقوا عقب وقت قصير وسجل تجمع آخر شارك فيه عدد محدود من الشباب في حي الصليبة باللاذقية وتفرقوا من تلقاء أنفسهم وحاول مسلحون في حي الرمل اقتحام مجمع لطلائع البعث قيد الانشاء واطلقوا النار باتجاه الحراس.

عملية الجيش في جسر الشغور

وصلت وحدات من الجيش بعد ظهر الجمعة إلى مداخل مدينة جسر الشغور في إطار تنفيذ مهامها الوطنية التي بدأتها صباحا لإعادة الأمن والطمأنينة إلى المنطقة والقرى المحيطة بها.

وذكر التلفزيون السوري أن وحدات الجيش ألقت القبض على عدد كبير من أفراد هذه التنظيمات إضافة لقتل وجرح عدد منهم وذلك رغم قيام هذه التنظيمات بتفجير بعض الكمائن التي نصبتها لوحدات الجيش بالديناميت الذي قامت بسرقته من منطقة سد وادي ابيض.

وأحبطت وحدات الجيش محاولات لمحاصرة صوامع الحبوب الموجودة في المنطقة وتهديد الأهالي بحرق المحاصيل الزراعية وحرق كل مركبة ستنقل الحبوب إلى الصوامع.

وقال التلفزيون السوري إن التنظيمات المسلحة استهدفت الإعلاميين العرب والأجانب الموجودين في المنطقة لنقل حقيقة ما يجري وخاصة أن أفراد هذه التنظيمات تتآمر مع عدد من القنوات التي امتنعت عن مرافقة الجيش إلى جسر الشغور وهي تنسق مع العناصر المسلحة لاستخدام أفلام مفبركة وكاذبة بعد أن سرقوا ملابس عسكرية وصوروا بعضهم بعضا استباقا لدخول الجيش.

رسالة سورية الى مجلس الأمن

في هذه الأثناء طالب وزير الخارجية وليد المعلم الأمم المتحدة بمساعدة بلاده على محاربة الجماعات الإرهابية، محذرا من اتخاذ مجلس الأمن أي تصرف يعد تدخلا في الشأن الداخلي لبلاده ما يسمح للإرهابيين بمواصلة جرائمهم.

وشدد المعلم في رسالة عاجلة بعث بها الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على أهمية عدم إدراج الشأن الداخلي السوري على أجندة مجلس الأمن وأن أي قرار سيصدره المجلس تحت أي عنوان لن يعمل إلا على تفاقم الموقف في سورية وإرسال رسالة الى هؤلاء الإرهابيين بأن ما يمارسونه مدعوم من المجلس.

ولخص المعلم في رسالته موقف بلاده المتصدي لأحداث العنف التي يرتكبها المتطرفون والجماعات الإرهابية في بلاده فضلا عن الحملة المضللة التي تقوم بها جهات معروفة جيدا لتشويه صورة سوريا والهجوم عليها بسبب موقفها الإقليمي والدولي.

وأوضح أن الرئيس بشار الأسد أعلن عن برنامج إصلاح شامل سينفذ استجابة لمطالب المتظاهرين، وأن سورية ستشهد في الأيام القليلة المقبلة حوارا وطنيا شاملا مع جهات مستقلة لتعزيز الوحدة الوطنية.

إلى ذلك، أعلنت موسكو نيتها استقبال وفداً من المعارضة السورية في موسكو .وقال ميخائيل مارغيلوف الممثل الخاص للرئيس الروسي للشؤون الإفريقية والأزمات في العالم العربي أمس أنه سيستقبل قريبا وفداً من المعارضة السورية في موسكو.

يشار ان روسيا أكّدت أمس، أنها تعارض أي قرار في الأمم المتحدة بشأن سوريا، في ردّ مباشر على المشروع الأوروبي الذي عُدّل علّه ينجو من الفيتو الروسي خصوصاً، وربما الصيني.

وقال المتحدث باسم الحكومة الروسية، ألكسندر لوكاشيفيتش، إن موسكو "تعارض أي قرار في مجلس الأمن بشأن سوريا لأن الوضع في سوريا لا يمثّل في رأينا تهديداً للأمن والسلم العالميين". وأشار إلى أن "من الأفضل أن يتعامل السوريون أنفسهم مع الوضع في سوريا"، لأن "مجرّد مناقشة القرار في مجلس الأمن يمكن أن يكون أمراً خطراً من ناحية التوتر الداخلي".

http://www.souriaalghad.net/index.php?inc=show_menu&dir_id=36&id=29333