اهتمت الصحف الإسرائيلية أمس بتعيين اللواء دان حلوتس رئيساً للأركان في الجيش الإسرائيلي محل موشيه يعالون الذي أجرت معه صحيفة“هآرتس” مقابلة وداعية تنبأ فيها بإندلاع العنف الفلسطيني من جديد بعد انهاء اسرائيل إنسحابها من غزة في حال لم تقم بخطوات أخرى في اتجاه التسوية السياسية. ومما قاله: «بعد الإنسحاب من غزة، وفي حال لم يجر تقديم تعهدات اسرائيلية لخطوة جديدة، سوف ينشب العنف وستقع كل انواع الهجمات من اطلاق نار وانتحاريين وراجمات وصواريخ القسام». واضاف: «اذا لم نعط الفلسطينيين المزيد والمزيد، فالعنف سينفجر وخصوصاً في الضفة الغربية وسيكون وضع كفار سابا وتل أبيب والقدس مثل وضع سيدروت وهناك احتمال كبير لحدوث حرب ارهاب ثانية». يرى يعالون ان تصريحات ابو مازن تدل على انه لم يتنازل عن حق العودة، وليس المقصود هنا حق العودة بالمعنى الرمزي وانما بالمعنى الحقيقي أي العودة الى المنازل و القرى، ومعنى ذلك استحالة قيام دولة يهودية. وقال: «قيام دولة فلسطينية سيؤدي في مرحلة معينة الى الحرب، وهذه الحرب ستشكل خطراًعلى اسرائيل. ان فكرة اقامة دولة فلسطينية حتى سنة 2008 وتحقيق الإستقرار هي فكرة غير واقعية وخطرة، وهذه الدولة ستتآمر على دولة اسرائيل».

وتحدث عن موقفه من “حماس”: «عندما تسمح السلطة الفلسطينية لحماس بالمشاركة في الانتخابات من دون التنازل عن سلاحها، فهل هذه ديموقراطية؟ هذه عصابات، عصابات مسلحة تمارس الاعيب ديموقراطية». وسخر يعالون من مقولة دولتين لشعبين التي لن تؤدي في رأيه الى الإستقرار وليست ذات دلالة، ورأى ان تقاطع الارهاب الفلسطيني مع الزيادة الديموغرافية قد يشكل خطراً على بقاء اسرائيل. وكانت الصحف أمس نقلت الكلمة لتي القاها حلوتس في حفل تسلمه منصبه، والتي عكست مواقف مختلفة عن تلك التي أطلقها يعالون. فقد تعهد ان يقوم الجيش بتنفيذ قرار الإنفصال عن غزة بطريقة صارمة وان يبقى محافظاً على وحدته ووفقا لكلامه: «الجيش هو جيش الشعب وسيبقى كذلك». ورفض أن ينجر الجيش الى المناقشات الداخلية التي ترافق موضوع الإنسحاب.

ولكن على ما يبدو لم يمر تعيين حلوتس من دون احداث، فلقد قامت مجموعة تسمي نفسها: “نشطاء ضد مجرمي الحرب”بكتابة شعارات على جدران منزل رئيس الأركان الجديد تتهمه بأنه مسؤول عن مقتل تسعة اطفال فلسطينيين في اثناء عملية الإغتيال التي أمر دان حلوتس بتنفيذها ضد احد زعماء “حماس” صلاح شحادة. أما الناطق باسم حركة السلام“غوش إيمونيم” فاعتبر تعيين حلوتس وصمة عار في الحياة السياسية الإسرائيلية، ولا سيما بعد تصريحه في أعقاب مقتل الأطفال التسعة ان ذلك لم يمنعه من النوم جيداً (...).

مصادر
هآرتس (الدولة العبرية)