للمرة الأولى منذ “ألفي عام”، سيغدو اليهود في إسرائيل في العام 2006، الجالية اليهودية الكبرى في العالم، بعدما كانت الولايات المتحدة تحتل هذه المكانة في العقود الأخيرة.

وأشار تقرير عرض على الكنيست، أمس، إلى أن عدد اليهود في إسرائيل سيزداد بحلول العام 2020 بمليون نسمة. وأعدّ هذا التقرير حول وضع اليهود في العالم عدد من الباحثين في “معهد تخطيط سياسات الشعب اليهودي” في القدس المحتلة.

وجاء في التقرير، الذي عرض على لجنة الهجرة والاستيعاب في الكنيست، أن عدد اليهود في العالم اليوم يبلغ حوالى 13 مليون نسمة، في حين سيصبح عددهم 13,6 مليون في العام 2020 يقيم 46 في المئة منهم في إسرائيل.

وحتى اليوم، يعيش حوالى 80 في المئة من اليهود في الولايات المتحدة وإسرائيل، في حين يعيش العدد الثالث الأكبر في فرنسا حيت يبلغ تعداد اليهود حوالى 494 ألف نسمة. ويشير التقرير إلى أن الجالية اليهودية في كل من كندا والمكسيك تكبر، في حين تتناقص الجاليات اليهودية في البلدان الأخرى.

وللمرة الأولى سيتجاوز عدد اليهود في إسرائيل في العام 2006، عددهم في الولايات المتحدة. ويبلغ تعداد اليهود اليوم في الولايات المتحدة خمسة ملايين ومئتين وثمانين ألفا، في حين أن عددهم في إسرائيل خمسة ملايين ومئتان وخمسة وثلاثون ألفاً.

ويتكهّن التقرير بأن الجاليات اليهودية في العالم ستتقلص خلال السنوات المقبلة، في حين سيرتفع عدد اليهود في إسرائيل بمليون نسمة خلال السنوات ال15 المقبلة. وسيبلغ سكان إسرائيل بعد 15 سنة ستة ملايين ومئتين وخمسين ألفاً.

ومن المتوقع أن يتقلّص عدد اليهود في أوروبا من 1,25 مليون الآن، إلى مليون واحد، في حين سيستقرّ عدد اليهود في أميركا الشمالية على 5,5 ملايين تقريباً. وسيتقلّص عدد اليهود في دول الاتحاد السوفياتي سابقاً من 380 ألفاً إلى 180 ألفاً فقط.

ويعود التوقّع بزيادة عدد اليهود في إسرائيل وتناقصهم في الولايات المتحدة، إلى جملة أسباب في مقدّمها ما يُسمّى بالاندماج. ويبين التقرير أن غالبية اليهود خارج إسرائيل ينصهرون في المجتمعات التي يعيشون فيها من خلال الزواج من غير اليهود. ففي الولايات المتحدة هناك حوالى 800 ألف شخص من أصل يهودي لا يتماثلون مع الشعب اليهودي ولا يرون أنفسهم جزءاً منه.

ويوضح مسؤول المعهد أفينوعم بار يوسف أنه في التسعينات تناقص عدد يهود الولايات المتحدة بحوالى 10 في المئة وأن العدد يتناقص بشكل مضطرد. واعتبر أن الزواج المختلط بين أهم أسباب الاندماج. وقال بار يوسف لصحيفة “يديعوت أحرنوت” أن «السبب الرئيسي لذلك يعود إلى انعدام التربية اليهودية والعلاقة مع إسرائيل، إذ إن المدارس العامة في الولايات المتحدة لا تدرس مواضيع ذات علاقة باليهود لأسباب إيديولوجية وسياسية، ولذا فإن الحل يكمن في إرسال الأهالي أولادهم إلى مدارس يهودية خاصة، التي تبلغ تكلفة الولد فيها قرابة 20 ألف دولار في السنة الواحدة».

واعتبر بار يوسف أن المكانة الاقتصادية والاجتماعية لليهود في الولايات المتحدة، تجعلهم يشكلون جماعة مفضلة للزواج من أبنائها وبناتها من جانب المجتمع الأميركي بشكل عام.
وأشار التقرير إلى أن نسبة الزواج المختلط وصلت في روسيا واوكراينا إلى 80 في المئة من زيجات اليهود، في حين هذه النسبة في إسرائيل 3 في المئة.

وأضاف التقرير أن «الكثير من اليهود، وليس جميعهم، زاروا إسرائيل مرة واحدة على الأقل. وفي حين زار 80 في المئة من اليهود في بريطانيا إسرائيل، كانت نسبة اليهود في الولايات المتحدة الذين زاروا إسرائيل 35 في المئة».

ويبين التقرير أن اليهود «من الشعوب الأكثر ثراء ويتمتعون بمستوى حياة هو الأعلى في العالم». ويقيم 90 في المئة من اليهود في الدول الواقعة في العشريتين الأعلى من ناحية الثراء والتطور.

مصادر
السفير (لبنان)