يبدأ اليوم فك الارتباط بعد مرور أشهر من المداولات، التردد، القرارات الصعبة، الاستعدادات، الاحتجاجات، الغضب، المظاهرات، الاجتماعات العامة. اليوم تنتهي ايام "ما بين الخرابين"، ساعة تنفيذ الأمر الديموقراطي حانت. عشرات آلاف الجنود والشرطة مستعدون لتنفيذ مهمة فك الارتباط بموجب قرارات الحكومة والكنيست.
في اللحظة التي تبصر فيها هذه السطور النور، سيصل رجال المؤسسة الأمنية إلى منازل المستوطنين في قطاع غزة وفي شمالي الضفة ومن على الجانبين ستلتقي النظرات والعيون ستقول كل شيء: "هيا نفعل ذلك معاً، بعضٍّ على الشفتين، بألم مشترك، باحترام وبعناق الأخوة. هيا نسير معاً ووجهتنا نحو المستقبل بايمان باسرائيل وبخلود اسرائيل!".
فك الارتباط مؤلم، ممزق للقلب، ولكنه حيوي لمستقبل دولة اسرائيل اليهودية والديموقراطية، وجيد لأمنها، اقتصادها ولمكانتها الدولية. هو حتمي، لانه لا حياة لاستيطان يهودي صغير في قلب قطاع مكتظ بالسكان، المعادين الفقراء، البائسين وغير المرحبين.

جميعنا ـ مؤيدو فك الارتباط ومعارضوه ـ أبناء ارض اسرائيل، وجميعنا المخلصون لها ومحبوها. القرار الصعب الذي اتخذته الحكومة لا يعبر عن التنكر لحق شعب اسرائيل التاريخي. قرار الحكومة سينفذ بكامله وبالجدول الزمني المقرر. لا توجد أي امكانية اخرى، ولكن يوجد غد لفك الارتباط، وفيه سنفيق جميعنا امام التحديات الكبرى وأمام الاختبارات القاسية التي لا تزال قائمة، موحدين ومرصوصي الصفوف. ولهذا فاننا مطالبون بأن نتذكر بأن وقت الاحتجاج الديموقراطي قد انتهى. الدولة قررت، وهذا هو الوقت لتنفيذ القرار، واني أتوجه مرة أخرى الى المستوطنين بنداء اللحظة الأخيرة: رجاء امنعوا عن أنفسكم وعن أبنائكم وعن الجنود والشرطة الحاجة إلى مواجهة بالقوة. انني ادعو مواطني دولة اسرائيل: علينا جميعنا أن نمنح الدعم والسند للمُخلين. مدوا اليد، ساعدوا أينما تستطيعون. في هذه الأيام التكافل الاجتماعي، الكامن في شعب اسرائيل وفي قيمه مطلوب منا أكثر من أي وقت مضى.

السبت القريب القادم هو سبت العزاء، بدايته بسبعة اسابيع المسماة في تقاليد اسرائيل سبعة المواساة وهي فترة نبوءة ومواساة وخلاص. فك الارتباط ليس خراباً، لا سمح الله. بالعكس، هو خطوة محسوبة وشجاعة ترمي إلى تعزيز دولة اسرائيل، بنائها وضمان مستقبلها. ومع مرور فك الارتباط قد تُفتح كوة لتقدم المسيرة السلمية. ولكن أمن اسرائيل سيقوم كما قام دوماً على قوة وتفوق الجيش الاسرائيلي النوعي وعلى حصانة ووحدة المجتمع الاسرائيلي برمته. المهمات الاجتماعية والتحديات الداخلية تدعو القوى الطيبة لاخواننا المستوطنين إلى الالتحاق وإلى الاتصال.

اصلاح المجتمع، رأب الصدع واغلاق الثغرات هي أهداف لا تقل قيمتها اليهودية والصهيونية عن قيم أخرى وربما أهم منها جميعاً. هذا الدور بانتظارنا جميعاً.

مصادر
يديعوت أحرنوت (الدولة العبرية)