في 29 من حزيران 2002 أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش الإبن، في خطابه ا لسنوي عن وضع الاتحاد، أن "محور الشرّ" المؤلف من أيران والعراق وكوريا الشمالية يتعامل مع الإرهابيين للقضاء على الولايات المتحدة. ولفت بوش أن هذه الدول الخارجة عن القانون باتت أكثر حذراً بعد أن دمّرت قوات التحالف طالبان لكنّها في الواقع "لم تتراجع عن هدفها في تدمير بلادنا".

لكن الاتهامات ازدادت دقّة في 11 من شباط 2003 حين عرض وزير الدفاع الأميركي في حينها كولن باول شخصياً، أمام مجلس الأمن، معطيات تؤكّد دعم العراق للمسؤولين عن تفجيرات 11 أيلول. وشاهد أعضاء المجلس ما عرضه عليهم باول صورة التقطها قمر صناعي تظهر قاعدة عسكرية لتنظيم القاعدة شمال العراق تتضمن مصنعاً للسموم الكيميائية. وأظهر أمام الجميع قارورة زعم أنها تحتوي مركزّ الأنتراكس وقال أن كمّية المسحوق المتوفّرة هنا تستطيع تلويث قارة بأكملها. هذه "الأدلة الدامغة" كانت كافية لتدخل القوات العسكرية الأميركية والبريطانية مدعومة بتلك الكندية والأوسترالية والنيوزيلاندية العراق. ومن جديد تحت غطاء الحقّ المشروع بالدفاع عن النفس.

لقد شكّلت هجمات 11 أيلول مبرراً قوّياً وكافياً اعتمده الكونغرس الأميركي ليمنح في 15 من تشرين الأول 2003 الحقّ للرئيس بوش بشنّ حرب على سورية حين "يرى ذلك مناسباً". لقد ضمّت الولايات المتحدة سورية إلى "لائحة الشرّ" بتهمة دعم الإرهاب الدولي. كل ذلك في الوقت الذي كانت فيه القنابل تتساقط بغزارة فوق عاصمة العراق بغداد (بابل القديمة في التوراة اليهودية) وسكّانها.

لم يكن "مقدّراً" لسورية أن تكون أكثر من صحن "مازة" ضمن الوليمة التي كانت تتحضّر والتي كانت إيران فيها الطبق الرئيسي. والملفت أن لجنة التحقيق الرئاسية بتفجيرات 11 أيلول أضافت في اللحظة الأخيرة صفحتين على تقريرها (تمّوز 2004) بيّنت فيهما العلاقة التي تربط طهران بتنظيم القاعدة. وبدا أن النظام الإيراني "الشيعي" يدعم "الإرهابيين من الطائفة السنّية" وقد أمّن لهم قاعدة في السودان وفتح أمامهم باب العمل على أراضيه!

هكذا شغلت الحرب المفترضة القادمة الإعلام العالمي طوال سنتين. وما زال الانتظار مستمرّاً لا لسبب سوى أن الولايات المتحدة لم تتمكن حتى اليوم وبعد مرور ثماني سنوات على تفجيرات 11 أيلول من تقديم "الأدلة والبراهين الدامغة"، التي تثبت تورّط تنظيم القاعدة في التفجيرات المذكورة، إلى مجلس الأمن. والأهم من ذلك أن هذا الأخير أغفل المطالبة بها. أما أسوأ ما في الموضوع فهو أن أحداً لم يعد يعتبر "القاعدة" ذات بنية تنظيمية بل بات الجميع يشير إلى كونها "موجة" أو "حركة غير ملموسة الحضور". أما الفصل المسرحي الأكثر إثارة فتمثّل في عجز استخبارات وقوات العالم مجتمعة عن العثور على أوسامة بن لادن.

وجاء اعتراف كولن باول بأن ما قدّمه من معلومات وصور وأدلة أمام مجلس الأمن كان مجرّد ترهات وأكاذيب. وبدأت قيادة الأركان الأميركية تطالب كل من إيران وسورية بتقديم المساعدة لها في ضبط الأوضاع في "المستنقع العراقي" التي غرقت فيه قواتها. لكن "الأصول الدبلوماسية" تقضي بأن يتصرّف الجميع كأن كل ما قيل صحيح. وكأن تصديق خرافة الرجل الملتحي الذي يختبأ في مغارة ما في أفغانستان ويدير تنظيماً ضرب أكبر إمبراطورية في قلبها ونجا دون عقاب أمر بديهي.

هل صدّق العالم كلّه هذه الأكذوبة؟ ليس الأمر بهذه البساطة. فأولاً لم تكتفٍ قيادات الدول المعنية (أفغانستان والعراق وسورية وإيران وكوريا الشمالية) بتكذيب الاتهامات الموجّهة إليها بل بادرت إلى اتهام الحلف "العسكري- الصناعي" في الولايات المتحدة بتدبير الهجوم وقتل 3000 من مواطنيه. كذلك قام قادة الدول التي لا تربطها علاقات جيّدة بواشنطن مثل فنزويلا وكوبا بالاستهزاء بالرواية "البوشية" لأحداث 11 أيلول. وحتى قادة الدول الحريصون على الحفاظ على علاقة طيّبة مع واشنطن لم يتمكّنوا من "استيعاب" هذه الأكاذيب وأكّدوا أن الهجوم على أفغانستان والعراق لا يحمل صفة شرعية لكنّهم لم يعلّقوا على هجمات 11 أيلول بشكلٍ مباشر. من هذه الدول الإمارات العربية المتحدة وماليزيا وروسيا واليابان مؤخراً.

من الواضح أن التشكيك بالرواية الأميركية لا يتعلّق بكون هذه الدولة أو تلك تناهض النفوذ الأميركي أو تؤيده بل بكيفية نظرة كل دولة إلى ماهية استقلاليتها وقدرتها على تأكيد هذه الاستقلالية.

لكن بما أن بعض الصحافة لا يحمل محاذير رجال السياسة ستقوم "أودنينكو" بتقديم الإجابة الأدقّ على سؤال "ماذا جرى فعلاً في 11 أيلول؟".

تقول الرواية الرسمية أن أحد المتطرّفين ويُدعى أوسامة بن لادن غضب من تدنيس الولايات المتحدة لأرض المملكة العربية السعودية الطاهرة عبر إقامة قواعد عسكرية هناك. فقام بالتخطيط لعملية إرهابية كبيرة بإمكاناته المحدودة لكن بمشاركة "كوماندوس" من 19 متطرّف.

ويعيش هذا الرجل في كهف أشبه بكهوف أفلام جيمس بوند. وتمكّن هذا الرجل من تهريب "انتحارييه" إلى داخل الولايات المتحدة كما حصل في فيلم تشاك نوريس "غرواند زيرو". أربعة من هؤلاء درسوا الطيران في نوادي خاصة وأهملوا دروس الإقلاع والهبوط وركّزوا على حصص تعليم قيادة الطائرات في الجوّ.

وفي اليوم المحدد انقسم الانتحاريون إلى أربعة فرق وقاموا بخطف طائرات في الجوّ وذلك عبر التهديد بذبح المضيفات بواسطة "قاطعات السجاد". وفي تمام 8.29 من صباح 11 أيلول تلقّت شركة "أميركان أيرلاينز" اتصالاً عبر جهاز الإتصال في أحد مكاتبها. وأكّد المتصل أنه من طاقم طائرة الرحلة 11 من بوسطن إلى لوس أنجلس وأنه يريد إعلامهم بأن قراصنة اختطفوا الطائرة وقاموا بتغيير مسارها. تقتضي الإجراءات الرسمية في هذه الحالة أن تعلم مصلحة الطيران المدني مكتب الدفاع الجوّي بالأمر وأن تقلع طائرات الاستكشاف خلال ثماني دقائق كحدّ أقصى. لكن ما حصل هو أنه بعد مرور 17 دقيقة وبعد أن اصطدمت أول طائرة ببرج مركز التجارة العالمي لم تكن طائرات الملاحقة قد أقلعت بعد. وحين اختفت الطائرة الثانية عن شاشة الرادارات تنبّه الجميع إلى أن أمراً مريباً يحصل. لكن حين اصطدمت الطائرة الثانية بالبرج في تمام الـ 9.03 لم تكن أية طائرة ملاحقة قد اقلعت بعد.

وتوالت الاصطدامات ببرجيّ مركز التجارة العالمي وكانت عمليات نوعية يعجز عن تنفيذها بدقّة أكثر الطيّارين تميّزاً. لكن الغريب أن متدربين في نوادي خاصة، لأشهر أو أسابيع قليلة، تمكّنوا من القيام بها على أتمّ وجه.

لكن في اللحظة نفسها التي جرى فيها الاصطدام الثانية عبر في حقل آلة تصوير تلفزيون "نيويورك واحد" صاروخ. لكن هذه المشاهد اختفت بعد ذلك ولم يتحدّث عنها أحد بعد ذلك اليوم!

وأكّد شهود عيان أن الطائرتين اللتين اصطدمتا بالبرجين كانتا للشحن ودون نوافذ. لكن السلطات الرسمية قالت فيما بعد أنهما الرحلتان المدنيتان "أأ 11" و"يوأ175".

لم يسمح أي تقريب أو تضخيم لمشاهد الاصطدام المتوفرة من رؤية النوافذ المفترضة في طائرات النقل المدنية. لكن بعض المشاهد تظهر وجود جسم داكن معلّق أسفل كل طائرة. كما تسمح بعض اللقطات بملاحظة وميض يسبق لحظتيّ اصطدام الطائرتين بالبرجين. والغريب أن الطائرة الصادمة تدخل في كل مرّة داخل البناء لحظة التصادم بدل أن تتحطّم على جدرانه وتحطّمها.

لم يمنع مركز قيادة الطيران في هيرندن إقلاع أية طائرة مدنية من مطارات الولايات المتحدة حتى الساعة 9.25. كما قام بتوجيه تعليماته بضرورة هبوط جميع الطائرات المدنية المحلقة في أجواء الولايات المتحدة بعد ذلك بدقائق. وطُلب من الطيارن الخارجي التحوّل إلى مطارات كندا. وأغلق مرفأ نيويورك. في الوقت نفسه عقد مستشار الرئيس الأميركي في شؤون مكافحة الإرهاب، ريتشارد كلارك، اجتماعاً عبر الأقمار الصناعية من البيت الأبيض مع وزارات الخارجية والعدل والدفاع وإدارة الطيران المدني ومسؤولين من جهاز الاستخبارات المركزية.

في تمام التاسعة والنصف رصدت الرادرات المدنية في مطار "دولز- واشنطن" جسماً طائراً يحمل مواصفات طائرة حربية من حيث السرعة وأسلوب الطيران. اخترق الجسم المذكور المجال الجوّي المحظور للتنتاغون (وزارة الدفاع الأميركية) ولم تتحرّك أنظمة الصواريخ الدفاعية الذاتية الإطلاق التي من المفترض أن تحمي المجال الجوّي للمكان. اخترقت الطائرة المجهولة ستّ جدران دفاعية وانفجرت مويدة بحياة 125 شخصاً. بعد ربع ساعة انهار الجزء المتضرر من البناء وأكّد مراسل الـ (سي أن أن) الذي كان متواجداً في المكان أنه لم يشاهد أي أثر لأية طائرة. كما ذكر بعض شهود العيان أنهم رأوا صاروخاً ينطلق نحو البناء. لكن وزير الدفاع دونالد رامسفيلد أكّد لمعاونيه أنه دخل إلى البناء الذي كان يشتعل وشاهد حطام طائرة بوينغ.

أما البيت الأبيض فتلقى اتصالاً عبر الخطّ السرّي يؤكّد فيه المتّصل، الذي قال أنه يتحدّث باسم المهاجمين، أن الهدف التالي هو البيت الأبيض نفسه.

في تمام الـ 9.35 أطلق ريتشارد كلارك خطّة "الحفاظ على حياة المسؤولين الحكوميين". فنُقل الرئيس بوش من المكان الذي كان متواجداً فيه إلى الطائرة الرئاسية كما نُقل نائب الرئيس ديك تشيني إلى الملجأ المضاد للقنابل النووية في البيت الأبيض. وتمّ الاتصال بجميع الوزراء والبرلمانيين لنقلهم إلى الملاجئ المحدّدة سلفاً لمثل هذه الحالات.

في الـ 9.42 بثّت شاشة (أي بي سي) مشاهد لطابقين يحترقان في البناء التابع للبيت الأبيض والذي يحتوي على مكاتب معاوني الرئيس ونائب الرئيس. لم تفسّر السلطات الرسمية أبداً ماهية هذه المشاهد ولم يذكرها أحد بعد ذلك اليوم.

بعد ذلك بقليل عقد رئيس بلدية نيويورك مؤتمراً صحفياً متنقّلاً (في شوارع نيويورك) أعلن فيه عن إمكانية انهيار برجيّ مركز التجارة العالمي وطالب بعملية إخلاء سريعة لهما.

في 9.58 دوّى انفجار أسفل البرج الجنوبي لمركز التجارة العالمي تبعته مجموعة انفجارات صغيرة وانهار البرج خلال عشر ثوان. تبعه البرج الشمالي في 10.28.

أخليت أبنية الأمم المتحدة وجميع الوزارات بعد ذلك بقليل خوفاً من استهدافها. وأمرت حكومة "إسرائيل" جميع بعثاتها الدبلوماسية في العالم بإغلاق المراكز التابعة لها. أما البرج الثالث التابع لمركزالتجارة العالمي (البرج رقم 7) فلم تبدأ عملية الإخلاء فيه حتى الـ 11.00. ولم تربط السلطات في البداية انهياره بالهجمات التي وقعت في ذلك اليوم إلى درجة أن التقرير النهائي للجنة التحقيق الرئاسية لم يأت على ذكره.

بعد ذلك تتالت التصريحات الرسمية فبعيد الواحدة بعد الظهر أكّد الرئيس بوش في حديث قصير متلفز للمواطنين أن المسؤولين بخير وأن السلطات ستدافع عن البلاد. ثمّ أُعلنت حالة الطوارئ في واشنطن العاصمة وتصرّف البنتاغون كأن البلاد في حالة حرب.

في الرابعة بعد الظهر أعلنت الـ (سي أن أن) أن السلطات الرسمية تأكّدت من مسؤولية أوسامة بن لادن عن الهجمات. وبعد الخامسة بقليل انهار البرج رقم 7 كما انهار البرجان السابقان.

وفي تمام 6.42 مساءً عقد رامسفيلد مؤتمراً صحفياً في البنتاغون محاطاً بشخصيات جمهورية وديمقراطية من لجنة الكونغرس لشؤون الدفاع. وأكّد الجميع الوحدة الوطنية في مواجهة الخطر. وفي 8.30 من مساء الحادي عشر من أيلول توجّه بوش بكلمة للشعب الأميركي من البيت الأبيض أكّد فيها أن الخطر المباشر انتهى وأن "أميركا" ستواجه أعدائها.

هكذا انتهى الفصل الأول من مهزلة "مبكية مضحكة" ظهرت مشاهدها الهوليودية المدروسة بدقّة لتوصل رسالة محدّدة وتحضّر المشاهدين في العالم للفصل الثاني من أكذوبة القرن الواحد والعشرين الأكثر "ماكيافيلية" من أي مسرحية سبقتها.

أوجدت الأحداث المذكورة آنفاً، والتي تتابعت بسرعة، جوّاً من الرعب منع في حينها التدقيق في تماسك صدقيتها. لكن بعد مرور الوقت بات من الممكن العودة إليها ومتابعة المحطات المشبوهة فيها. ولا بدّ من البدء بالسؤال "لماذا انهارت الأبراج الثلاثة بالشكل الذي انهارت به"؟

يؤكد المعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا في الولايات المتحدة أن ما أضعف أساسات الأبنية أكثر من عملية الاصطدام (بين الطائرات وبينها) هو احتراق فيول هذه الطائرات (كيروزين). أما البرج رقم 7 فأنهار عندما انتقل الحريق إليه.

تُضحك هذه النظرية أصحاب الاختصاص ببعدها عن الوقائع العلمية المعروفة. فقد صُمّم البرجين الأساسين بشكل يسمح لهما بمقاومة أي اصطدام مع طائرة مدنية. وأما احتراق الكيروزين فلا تصل حرارته إلى أكثر من 700ـ 900 درجة مؤية. ويحتاج الفولاذ إلى درجة حرارة تقارب 1538 درجة مؤية ليبدأ بالذوبان. بالإضافة إلى ذلك تعرّض عدد كبير من ناطحات السحاب في العالم إلى حرائق مختلفة لكن أي منها لم ينهار نتيجة ذلك. كذلك أكّد رجال الإطفاء في نيويورك أن سرعة انهيار الأبنية الثلاث بشكل عامودي دون أن يواجه الطابق العلوي أية مقاومة من الطوابق السفلى هو بسبب ما أكّدوه عن سماعهم ومشاهدتهم لسلسلة من الانفجارات في كل مبنى من الأعلى نحو الأسفل.

وفي النهاية أكّد الفيزيائي البروفيسر نيلز هاريت (أستاذ الفيزياء والكيمياء في جامعة كوبنهاغن)، في مقال نشره في المجلّة العلمية "أوبن كيميكال فيزيكس"، وجود مادة متفجّرة عسكرية في المكان وقال أنها مادة النانوتيرميت.

يُرجّح أن المتفجرات وضعت في المكان من قبل خبراء بطريقة أدّت إلى قطع قاعدة الأساسات الفولاذية للأبنية ثمّ تدمير هذه الأساسات الطابق تلو الآخر من الأعلى إلى الأسفل. وتُظهر الصور، المأخوذة خلال الأيام التي تلت الانفجار الكبير، هذه الأساسات وكأنها قُطعت بآلة حادة ولم تتعرّض للذوبان بفعل الحرارة العالية. ولم تحتفظ لجان التحقيق بها، كما هي العادة، كدليل ملموس بل تمّ التخلّص منها عبر مؤسسة كارمينو أغنيلو (رئيس فرع المافيا التابع لآل غامبينو). وأعيد بيعها بعد ذلك في السوق الصينية. هذا ما حصل في البرجين الأساسين أما البرج الثالث (برج رقم 7) فقد أكّد المستأجر لمركز التجارة العالمي، لاري سيلفرشتاين، أنه أُبلغ أن البرج 7 سينهار فسمح بتدميره. بعد هذه المقابلة التلفزيونية صمت سيلفرشتاين لكن شريط المقابلة لا زال موجوداً.

ما هي المكاتب التي كانت متواجدة في البرج 7؟ إنها مكاتب إدارية تابعة لبلدية نيويورك وقاعدة مركزية لجهاز الاستخبارات المركزية الأميركية (سي أي إي). وكان عمل هذه القاعدة يقتصر على التجسس على البعثات الأجنبية التابعة للأمم المتحدة. لكن في عهد بيل كلينتون بات من ضمن مهامها التجسس الاقتصادي على كبريات المؤسسات في مانهاتن. فإذا اعتبرنا أن عملية 11 أيلول الحقيقية أديرت من هذا البرج نستطيع أن نفهم أن تفجيره بهذه الطريقة دمّر أي دليل حسّي يمكن أن يشير إلى حصول مؤامرة.

أما إذا عدنا إلى الوراء قليلاً وبالتحديد إلى ما قبل حدوث هجمات 11 أيلول بشهر ونصف، فنلاحظ أن لاري سيلفرشتاين، أمين صندوق حملة بنيامين نتنياهو الانتخابية والخبير المالي المحنّك، أبرم صفقة خاسرة حين استأجر أبنية مركز التجارة العالمي التي لم تعد تطابق المواصفات القانونية المطلوبة. لكن "حدسه" القوّي خدمه في مكان آخر حيث ابتاع بوليصة تأمين على الأبنية ضد الأعمال التخريبية الإرهابية تضمنت بنداً يشمل الهجوم المدمّر!

وقد طالب سيلفرشتاين بمبلغ مزدوج (4.5 مليار دولار) وناله لأن هجومين وقعا بطائرتين مختلفتين.

لكن التفصيل الأهم هو أن الشركة التي أولاها سيلفرشتاين مهمة حماية المركز التجاري هي شركة "سيكورا كوم" التي يديرها شقيق رئيس الولايات المتحدة في ذلك الحين جورج بوش الإبن. وإذا كانت عملية زرع الألغام (المانوتيرميت) قد جرت بالفعل فإن دقّتها تتطلّب عدّة أيام لإنجازها. هذا يعني أن ذلك لا يمكن أن يتمّ دون أن يلاحظ رجال الأمن المولجين حراسة الأبنية حدوث أمر مريب على الأقل.

قدّرت بلدية نيويورك عدد من قضوا في المركز التجاري العالمي بـ 40000 في الليلة التي تلت الهجوم وطلبت تهيئة مواد كافية لإقامة جنازت مثل هذا العدد الكبير من الضحايا. لكن اتضح أن العدد الفعلي اقتصر على 2200 ضحية مدنية و400 ضحية من عمّال الإنقاذ. ولم يقضي في الانفجار أي من المدراء الكبار الذين يملكون مكاتب في الأبنية المنهارة. فكيف حصلت هذه العجيبة؟

تمام السابعة من صباح 11 أيلول تلقّى موظفو شركة "أوديغو" رسائل هاتفية تحذّرهم من الحضور إلى مكاتبهم بسبب الهجوم الذي سيتمّ على مركز التجارة العالمي الذي يقع مقابل مكتبهم. و"أوديغو" شركة "إسرائيلية" صغيرة رائدة في مجال الرسائل الإلكترونية. وتجمع علاقة وثيقة مالكيها بعائلة نتنياهو وجهاز الاستخبارات العسكرية "الإسرائيلية".

أما في الثامنة من صباح اليوم نفسه فكان رجل الأعمال الكبير، وارن بوفيه، يستقبل في نيبراسكا، ولأول مرّة، جميع المدراء الذين يملكون مكاتب في مركز التجارة العالمي. أما المناسبة فالإفطار الخيري السنوي الذي يقيمه. لكن هذه المرّة لم يتمّ ذلك في فندق فخم كما جرت العادة بل في القاعدة العسكرية الجوّية "أوفيت" حيث مقرّ قيادة الردع النووي. وطبعاً وصل "المحسنون" المدعوون إلى الإفطار قبل يوم واحد وباتوا جميعاً في القاعدة وأُعلموا في الصباح باصطدام طائرة بالبرج الشمالي للمركز التجاري ثمّ وقع الاصطدام الثاني وأدرك الجميع أن الأمر ليس حادثاً عرضياً بل هجوماً مدبّراً. وبقي الجميع في أماكنهم بعد حظر الطيران الداخلي في أجواء الولايات المتحدة.

"ما لم يكن مدبّراً" هو تحوّل رجل الأعمال وارن بوفيه إلى أكثر رجال الأعمال ثراءً بعد ذلك حيث بات ينافس صديقه بيل غايت بحجم ثروته. وقد قاد حملة باراك أوباما الرئاسية لكنّه رفض أن يصبح وزير المالية في إدارته.

بعد ظهر ذلك اليوم حطّت طائرة الرئاسة الأميركية وعلى متنها جورج بوش في قاعدة "أوفيت" وانضم الرئيس الأميركي إلى غرفة عمليات إدارة الأزمة وتحدّث إلى الأميركيين في بثّ مسجّل.

أما الصدفة الأهم فتواجد عناصر وكالة إدارة الكوارث في مكان الهجوم بعد دقائق من حدوثه. وسبب ذلك أن هذه الوكالة كانت قد نظّمت تدريباً لعناصرها في مركز التجارة العالمي. أما موضوع التدريب فكان معالجة ومواجهة هجوم بيولوجي وكيميائي مزعوم. ويدير هذه الوكالة أمين صندوق حملة جورج بوش الإبن، جو ألبوغ الذي تولّى فيما بعد إدارة المناقصات في العراق المحتلّ.

في العودة إلى البنتاغون يوم الهجوم يواجه الخبراء سؤالاً أساسياً "لماذا لم تعمل منظومة الدفاع الصاروخية التي من المفترض أن تحمي أجواء البنتاغون على الرغم من اختراق صاروخ (أو طائرة) للمدى الحيوي الجوّي للمكان؟". إجابتان لا ثالث لهما على هذا السؤال، الأولى أن المنظومة كانت مفصولة تاركة أجواء البنتاغون دون حماية والثانية أن شيفرة التعريف كانت متوفّرة لدى المخترق لذا لم تتعامل المنظومة معه على أنه جسم عدو.

ومن يملك هذه الشيفرة؟ إنها متوفرة لتأمين سلامة دخول المروحيات التابعة للوزراء وقيادة الأركان إلى أجواء البنتاغون.

أما الصدفة الغريبة فهي أن الصاروخ أصاب الجناح الذي كانت مجموعة من المدقّقين الماليين المدنيين تجري تحقيقاتها فيه. وموضوع التحقيق أكبر عملية اختلاس في ميزانية الدفاع الأميركية. هذا الأمر يفسّر غياب العسكريين الكبار من بين القتلى. وتوقّف التحقيق بعملية الاختلاس المذكورة بسبب احتراق الأرشيف بالكامل.

أما قدرة الصاروخ على اختراق الجدران المحصّنة فتعود حسب بعض التحاليل إلى وجود اليورانيوم المنضّب في الطلاء الخارجي لجسم الصاروخ. ويؤكّد هذا الأمر درجة الحرارة العالية التي أجبرت رجال الإطفاء على ارتداء البذلات الخاصة المقاومة للحرارة. هذا بالإضافة إلى التدابير التي اتخذتها السلطات حين دمّرت الجناح بالكامل وهي تدابير تُتخذ في العادة للقضاء على النفايات التي تخلّفها المواد المشعّة.

هذا الأمر يدفع إلى التشكيك بقوّة بصدقية تواجد رامسفيلد، مرتدياً ملابسه العادية في المكان ومشاهدته لحطام الطائرة المنفجرة. لا سيّما أن رجال الإطفاء أكّدوا أن الحريق ودرجة الحرارة في المكان لا يشبهان ما يسبّبه الكيروزين عادة بالإضافة إلى عدم مشاهدتهم لأي حطام.

وتُظهر الصور التي أُخذت بعد الاصطدام مباشرة، دخول الصاروخ من باب مخصص لدخول سيّارات تسليم البضائع. كان الصاروخ ينطلق على علوّ منخفض جدّاً يكاد يلامس الأرض. ولم تتضرّر حتى واجهة المكان. فكيف يمكن لطائرة مدنية أن تقوم بمثل هذا الإنجاز المستحيل؟؟

أضف إلى ذلك أن محيط البنتاغون مزروع بآلات المراقبة أي أن الجسم الذي اخترق المكان مرّ أمام 80 آلة تصوير على الأقل قبل أن يبلغ هدفه. وقد رفضت السلطات عرض أشرطة التصوير هذه واكتفت بعرض صور تظهر الإنفجار لكن ليس الطائرة.

أما المأساة الحقيقة في هذا الأمر فتعود إلى البقايا التي قيل لعائلات ضحايا الطائرة المفترضة أنها تعود لأبنائهم وأقاربهم. لقد أكّد خبراء السلطة أن طائرة البوينغ تحلّلت بالكامل بسبب الحرارة المرتفعة. كيف يمكن أن يتبخّر معدن الطائرة وتبقى أعضاء إنسانية أو خلايا تسمح بتحديد الشيفرة الوراثية وبالتالي أسماء الأشخاص الذين تعود لهم هذه البقايا؟؟

في سياق آخر، اعتمدت رواية الطيارين الذين خطفوا الطائرات على شهادات من اتصلوا بأقاربهم وأكّدوا وجود خاطفين على متن الطائرات المعنية. لكن خلال محاكمة زكريا موسوي عام 2006، بتهمة نيّته الانضمام إلى مجموعة الانتحاريين الطيّارين، أكّد الخبراء أن الاتصال بين الطائرات التي تحلّق على علوّ مرتفع وبين الأرض لم يكن ممكناً بواسطة التقنيات التي كانت متوفّرة في العام 2001. وأدّت التحقيقات في هذا المجال إلى اعتبار جميع الشهادات حول الاتصالات المزعومة مزيّفة وقيل أن الاحتمال الأول أن يكون هناك شهادات زور من قبل أهالي الضحايا أو أنهم تعرّضوا للخداع لهدف ما.

يحمل التاريخ أحياناً بعض التفسيرات التي يمكن استخدامها لإيضاح أمور تجري في الحاضر. وفي هذه الحالة يمكن العودة إلى ما اقترحته قيادة الأركان في العام 1962 على الرئيس الأميركي في ذلك الحين جون كندي. أي عملية "نورثوودز" التي كان من المفترض أن تبرّر إطلاق هجوم شامل على كوبا. وفي تفاصيل المؤامرة أن طائرتين كوبيتين مزعومتين تقومان بتدمير طائرة أميركية أمام آلاف الشهود.

وتمّ ترتيب الأمر على النحو التالي، أمّنت القوات الأميركية طائرتيّ ميغ من دولة من دول العالم الثالث وطلتها بالألوان الكوبية. في المقابل قام بعض الأشخاص بالصعود على متن طائرة مدنية في رحلة إلى ميامي وتمّ تصوير بعض اللقطات "العائلية" لاستخدامها لاحقاً. بعد ذلك يقطع الطيّار في الرحلة المعنية أجهزة الاتصال فتعجز الرادارات عن تحديد موقعه حتى يتمّ استبدال الطائرة المدنية بأخرى فارغة. وبعد أن يقفز الطاقم من هذه الأخيرة وتكمل رحلتها بمساعدة الطيّار الآلي تقوم "الطائرات الكوبية" بقصفها أمام آلاف الشهود بالقرب من شاطئ ميامي.

إذا نظرنا إلى ما حدث في 11 أيلول وطبقنا ما حصل في العام 1962 نستطيع أن نفهم قصّة انقطاع البثّ والاتصالات الهاتفية المزعومة من الأقارب. وقد أظهرت بعض التحقيقات أن الطائرات الأربع التي "تمّ خطفها" كانت تحوي ثلث عدد الركاب الذي تستطيع استيعابه. ذلك على الرغم من أنه معروف عن شركات الطيران الداخلية في الولايات المتحدة أنها تبيع بطاقات أكثر من الأماكن المتوفرة لديها في معظم الأحيان.

كما أن معظم المفقودين هم من عائلات موظفين في وزارة الدفاع أو شركات متعاقدة مع البنتاغون أو مقرّبون من البيت الأبيض مثل باربارا أولسون الإعلامية العاملة في شبكة فوكس نيوز وزوجة محامي جورج بوش الإبن تيودور أولسون.

من جهة ثانية وُضعت فرضية اصطدام طائرة مدنية بثقف البنتاغون في التسعينيات. وقامت وزارة الدفاع حينها بعدّة تدريبات تهدف إلى محاكاة هذا الاحتمال بقيادة قائد وحدة عسكرية جوّية هو تشارلز بورلينغام. وقد استقال هذا الضابط من الجيش بعد ذلك والتحق بخطوط الطيران المدني (أميركان أيرلاين). وكان يا للصدفة يقود الرحلة 77 التي زُعم أنها اصطدمت بالبنتاغون!

لماذا يجب أن يكون هناك طائرات قد خُطفت في 11 أيلول؟ ليست الإجابة بذاتها هي المهمّة بل التداعيات التي نتجت عنها ولا زالت مفاعيلها حتى اليوم. لكن الإجابة بذاتها تحمل تفاصيل مهمّة وترجيحات مخيفة.

اعتمدت وزارة العدل الأميركية، في الأيام الثلاث الأولى التي تلت الهجوم، على شهادات المتصلين من الطائرات التي خُطفت لتحديد شخصية الخاطفين وأسلوب عملهم. وساهم الاتصال الذي قام به المضيف على الرحلة "أأ11" بتحديد شخصية محمد عطا قائد المجموعة الانتحارية على متن تلك الطائرة أو الراكب الذي كان يجلس على المقعد رقم "8د".

لكننا بتنا نعلم الآن أن هذه الاتصالات لم تكن ممكنة في ذلك الحين وأن جميع هذه الشهادات مزيّفة و"مفبركة". وتبيّن كذلك من لائحة الركاب التي قدّمتها شركات الطيران في الأيام الأولى بعد الهجوم أن الانتحاريين الـ 19 لم يكونوا على متن تلك الطائرات.

لكن الدليل القاطع على وجود محمد عطا على متن الطائرة "التي اصطدمت بالبرج الشمالي" لمركز التجارة العالمي توفّر بعد بضعة أيام من انهيار الأبراج الثلاث. لقد عثر أحد رجال الشرطة على جواز سفر محمد عطا بين ركام البرج الشمالي! نعم لقد احترق المبنى وأساساته الفولاذية وحطام الطائرة وكل شيء لكن جواز السفر الذي يمثّل الدليل القاطع على تورّط محمد عطا بقي سليماً!!!!

وأرادت إدارة بوش أن تدعم هذا الدليل الواهن فبثّت صوراً تظهر محمد عطا وشريكه العمري وهما يصعدان على متن الطائرة. أية طائرة تلك؟ في الواقع إنها الطائرة التي أقلعت من مطار بورتلاند وليست تلك التي انطلقت من بوسطن نحو البرج الشمالي في نيويورك. أضف إلى ذلك أنه توفّر فجأة لدى السانداي تايمز (لصاحبها روبير ماردوك) عام 2006 شريطاً يظهر محمد عطا وهو يتدرّب في مخيم تابع لأوسامة بن لادن في أفغانستان وذلك في العام 2000!

بعض الانتحاريين المذكورين من قبل السلطات الأميركية ظهروا بعد الهجوم وبعض هؤلاء موظفون محترمون في أماكن مختلفة من العالم. لكن معظمهم من المرتزقة الذين عملوا لحساب الأمير السعودي بندر بن سلطان أو بندر بوش كما يدعونه في بعض الدول العربية. وقد شاركوا في عمليات لحساب هذا الأخير (وعبره لحساب السي أي إيه) في أفغانستان والبوسنة والهرسك وروسيا.

والأمير بندر بن سلطان كان سفيراً لبلاده (المملكة العربية السعودية)، وقد عيّنه في هذا المنصب الملك فهد منذ صعوده على العرش 1982 وبقي في منصبه حتى عام 2005 حين كان الملك فهد يحتضر. واعتبره جورج بوش الأب إبناً له بالتبني وعامله على هذا الأساس منذ بداية تعارفهما!؟

قاد "الأمير الأسود" مجموعته داخل الـ (سي أي إي) طوال عشرين عاماً وكان تمويل أعمال هذه المجموعة يأتي من مصادر مشبوهة ومختلفة. مثل صفقة اليمامة التي كان كبار المسؤولين البريطانيين متورّطون فيها. وقد جنّد بندر بن سلطان إسلاميين من مختلف مناطق العالم الإسلامي للقيام بمهام مختلفة لحساب جهاز الاستخبارات المركزية الأميركية.

بالعودة إلى إدارة بوش وتعاطيها مع قضية الانتحاريين المزعومين، فضّلت هذه الإدارة تجاهل الشكوك والتركيز على شخصية أوسامة بن لادن ودوره المزعوم في ا لهجوم. لكن ما لم يُذكر كثيراً أن هذا "الفتى الذهبي" هو شقيق سالم بن لادن شريك جورج بوش الإبن في الشركة النفطية "هاركن إينرجي" في هيوستن. وقد تمّ تجنيده في بيروت بواسطة برجنسكي في أواخر السبعينيات من القرن الماضي.

انضمّ أوسامة بن بعد ذلك إلى عصبة مناهضة الشيوعية العالمية ونظّم تمويل عمل "المجاهدين" ضد القوات السوفياتية في أفغانستان. واستُخدمت "فرقته العربية" في مناطق أخرى من العالم لتنفيذ عمليات في البوسنة والهرسك بالتحديد.

ومنحت الـ (سي أي إي) واجهة دينية لشخص أوسامة بن لادن ليكون الغطاء المقبول لدى المتطرفين للأمير السعودي بندر بن سلطان. وبالفعل قبل كثيرون قيادة "الشيخ أوسامة" في حين ما كانوا ليوافقوا على العمل لصالح أحد أبناء "المملكة الفاسدة". لكن أوسامة بن لادن بقي من أهم حجارة الشطرنج التي تحرّكها وتحتاج إليها الاستخبارات الأميركية على ساحة الشرق الأوسط.

عام 2001 كان أوسامة بن لادن مجهولاً لدى معظم الأميركيين والغربيين لكن إدارة بوش الإبن مدّت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة بمجموعة خاصة من الأشرطة التي يظهر فيها بن لادن وذلك لتغذية الحرب على الإرهاب وترسيخ القناعة بضرورتها لدى الشعوب الغربية.

أشهر هذه الأشرطة تلك التي يزعم فيها بن لادن أنه قام بحسابات دقيقة لكيفية الاصطدام الذي سيؤدي لانهيار برجيّ مركز التجارة العالمي. إنه الاعتراف الأصرح والأخطر بمسؤوليته عن الهجوم!

لكن في العام 2007 قام معهد الذكاء الاصطناعي السويسري "دال مول"، الأبرع في العالم في تحديد مصداقية ما تظهره أشرطة التسجيل الصوتية والمرئية، بدراسة الأشرطة المتوفرة لبن لادن. وخلص الخبراء في المعهد إلى نتيجة واحدة هي أن جميع التسجيلات التي تلت 2001 مزيّفة ومن بينها تسجيل الاعتراف الشهير!

يبقى أن ما لا يُصدق أكثر من كل ما ذُكر حتى الآن هو غياب أقوى جيش في العالم بجميع فروعه عن "ساحة الحرب" في بلاده في 11 أيلول المشؤوم!

أين كان جيش الولايات المتحدة في ذلك اليوم؟ ولماذا لم تحاصر الطائرات الحربية الطائرات المختطفة خلال 8 دقائق (المدّة التي ادّعت قيادتها دائماً أنها كافية للقيام بمثل هذه العملية)؟ ولماذا لم يتمكّن ريتشارد مايرز (الذي كان ينوب عن قائده المتواجد في أوروبا في ذلك اليوم في قيادة الأركان في الجيش الأميركي) من الإجابة على أسئلة البرلمانيين عن سبب هذا التقصير؟ وكيف لم يتمكّن حتى من تذكّر ما الذي كان يقوم به في ذلك الوقت؟!

لكن الجيش الأميركي كان في حالة استنفار في ذلك اليوم... فقد كان 11 أيلول 2001 موعد إجراء أكبر مناورة لهذا الجيش الذي كان مستنفراً لصدّ محاكاة هجوم نووي روسي من المفترض أن ينطلق من كندا نحو الولايات المتحدة. وكانت غرفة عمليات قيادة المناورة في قاعدة "أوفيت" الشهيرة!(راجع الجزء الثاني)

في ذلك اليوم، وأكثر من أي يوم آخر، كانت الطائرات الحربية الأميركية تحلّق بكثافة في أجواء الولايات المتحدة وكانت القيادات العسكرية تراقب الطيران المدني لمنع أي اصطدام محتمل مع تلك العسكرية!

ليس هذا فحسب بل إن قيادات أركان معظم جيوش الدول الكبرى كانت تراقب مناورة جيش الولايات المتحدة القوي.

وحين وقعت الواقعة حاول الجميع معرفة ما حصل ومصدر الهجوم كما حاول الرئيس الروسي حينها، فلاديمير بوتين، الاتصال بنظيره الأميركي ليؤكّد عدم مسؤولية روسيا عن الهجوم. لكن الرئيس الأميركي لم يكن بحاجة لهذا التأكيد ورفض تلقّي الاتصال!

وقد خلص الجنرال ليونيد جيفاشوف إلى أن ما حصل هو صراع داخلي قادته مجموعة عسكرية- اقتصادية ذات نفوذ ونفّذته شركة عسكرية خاصة.

لكن الدعاية المخيفة والضخمة وإعلان الحداد الرسمي في بعض البلدان وفرض دقائق الصمت في كل مكان أدّت إلى حالة من الذهول لدى الرأي العام الغربي الذي عجز في ذلك الوقت عن تبيّن الحقائق. وكان صوت نفير الحرب قد وصل إلى أفغانستان!

لكن كاتب هذه السطور بدأ بنشر مجموعة من المقالات على الانترنت وقد تُرجمت هذه المقالات من الفرنسية إلى لغات مختلفة وبدأت تنتشر. ثمّ جاء كتاب "الخدعة الرهيبة" للكاتب نفسه والذي تُرجم إلى 28 لغة ليحرّك موجة من الاعتراضات على الرواية الرسمية الأميركية.

في ألمانيا الوزير السابق أندريه فان بولو وفي البرتغال المدير الإقليمي السابق للـ (سي أي إي) أوزوالد وينتر وفي بريطانيا المتخصص في الشؤون السياسية نافذ أحمد وفي الولايات المتحدة المؤرخ ويبستر تاربليه، جميع هؤلاء نشروا إيضاحات إضافية عن "المؤامرة".

وقام كاتب هذا التحليل بحملة عالمية وقابل مجموعة كبيرة من المسؤولين السياسيين والعسكريين والدبلوماسيين في أعلى المناصب وفي جميع دول العالم وحرّك مؤسسات دولية وتلقّى دعماً غير متوقع في هذا المجال.

وبدأت عائلات الضحايا، التي اعترضت في البداية على التشكيك بالرواية الرسمية، بطرح الأسئلة والمطالبة بإجراء تحقيقات جديدة. لكن إدارة بوش حاربت بضراوة من يشكّل منهم خطراً حقيقياً مثل الملياردير الأميركي جيمي والتر الذي تمّ نفيه من الولايات المتحدة. ومنعت هذه الإدارة تدخّل الكونغرس وشكّلت لجنة تحقيق رئاسية.

وكما هو متوقّع جاء تحقيق اللجنة الرئاسية ليؤكّد تورّط القاعدة ومسؤوليتها عن الهجوم. لكن دون تقديم "البراهين الدامغة" التي وعدت بها!

اليوم يوجد عشرات الآلاف من الأشخاص، من مختلف الاختصاصات وفي مؤسسات عديدة في جميع أنحاء العالم، مقتنعون بأن المجرم الحقيقي المسؤول عن هجوم 11 أيلول ما زال مجهولاً وطليقاً. ويقود هؤلاء البروفيسر في مادتيّ المنطق واللاهوت، دايفيد راي غريفين.

ولم يساهم انتخاب باراك أوباما بتغيير ردّة فعل الإدارة الأميركية على طلب فتح تحقيقات جديدة. وتتهرّب إدارته من هذه المطالبة بالقول أنها تريد أن تنظر إلى المستقبل لا أن تنكأ جراح الماضي!

لكن بعض المستجدات تجعل من إعادة فتح التحقيق أمراً ممكناً فقد انهار نفوذ بندر بن سلطان بعد خلافه مع ملك السعودية الحالي عبد الله الذي يحاول التملّص من العلاقة الخانقة مع الولايات المتحدة.

وأتت الضربة القاضية من غباء بندر بن سلطان نفسه الذي حاول اغتيال الملك السعودي في أوائل صيف 2009 ووضع والده سلطان على عرش المملكة العربية السعودية.

لقد اختفى بعد ذلك "بندر بوش" ومعه 200 من أفراد عائلته... ويمكن لبعض الألسنة التي كانت تخشى عقابه أن تنطلق الآن لتتحدّث عن حقيقة ما جرى في ذلك اليوم المشؤوم.

ذلك اليوم الذي فتح الباب أمام "قوى الشرّ" الفعلية كي تحتلّ أفغانستان وتدمّر العراق وتضغط على الدول الأوروبية كي تسير في ركب "جنون" من لم يكن أكثر من ألعوبة بيد "المحافظين الجدد" وأسيادهم، أغبى رئيس عرفته الولايات المتحدة جورج بوش الإبن.

مصادر
Однако (روسيا)