تدخل الحرب الاميركية غير المعلنة ضد سوريا في إطار الحملة التي تقودها الولايات المتحدة والرامية الى تفكيك الدول العربية المحورية من اجل تأمين بقاء اسرائيل على المدى الطويل.

وضمان بقاء حالة الضعف في منطقة تزخر بالكثير من الثروات المادية والبشرية‚ دون ان ننسى موقعها الجغرافي كحلقة وصل بين مختلف القارات.

ويلاحظ أن الحملة ضد دمشق بدأت تتصاعد بعد غزو العراق وإشعال الخلافات بين ابنائه‚ والآن فإن كل ما تسعى اليه واشنطن هو خلق واقع مماثل في سوريا من اجل تدمير الدولة المحورية الثانية في المشرق العربي‚ بعد العراق‚ وبطبيعة الحال فإن قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري استغلت بطريقة ملائمة للغاية من اجل تحقيق هذا الهدف حيث يتم توجيه الاتهامات لسوريا عبر تسريب معلومات مفبركة بواسطة وسائل إعلامية لم تجد حرجا في تحويل نفسها مطية لأجندة استخبارات غربية عدة‚ خدمة لأهداف لا علاقة لها اطلاقا بتحقيق العدالة في جريمة اغتيال الحريري‚ التي تحولت الى وسيلة لا اكثر من اجل تمرير مخططات لا تستهدف سوريا فحسب‚ ولكنها تستهدف لبنان ايضا على طريق اعادة رسم خريطة المنطقة بما يلبي الطموحات الاسرائيلية والتطلعات الاميركية.

يوم الجمعة الماضي وجه المتحدث باسم الخارجية الاسرائيلية تحذيرا لسوريا من القيام بـ «أي مغامرات» ردا على ما أوردته اذاعة دمشق باعتماد تجربتي تحرير جنوب لبنان وغزة في تحرير مرتفعات الجولان السورية المحتلة‚ وزعم المتحدث الاسرائيلي في معرض تحذيراته ان اسرائيل استولت على مرتفعات الجولان في «حرب دفاعية» عام 1967‚ عندما هوجمت من قِبل سوريا ودول عربية اخرى‚ وهذه كذبة كبرى من المؤسف انها لم تلق اي رد فعل من جانب الولايات المتحدة‚ فما حدث عام 1967 معروف وموثق وعندما تتجرأ إسرائيل على قلب الحقائق فهي تدرك أنها مغطاة بمظلة اميركية اشد سوءا.

من حق الدول العربية ان تدافع عن نفسها وأراضيها ومصالحها‚ ومن حقها ان تكون لها اهتمامات قد لا تتفق مع الاهتمامات الاميركية‚ وما نراه من واشنطن يشكل تدخلا فجاً في شؤون دول المنطقة سوف يقود الى كوارث مدمرة على المدى الطويل.

اسرائيل قامت على العنف والقتل والارهاب واذا كانت الولايات المتحدة عاجزة عن ملاحظة كل ذلك وعاجزة عن ملاحظة أن ما حدث عام 1967 هو اعتداء اسرائيلي وقح‚ فإنها لم تفقد بصرها فحسب لكنها تكون فقدت بصيرتها ايضا‚ونرجح انها كذلك بدليل ما يحدث من تطورات تقوم على تصفية الحسابات ليس إلا.

مصادر
الوطن (قطر)