أكد رئيس مجلس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أمس رفض حكومته لأي وجود للسلاح الفلسطيني خارج المخيمات، لكنه نفى وجود أي نية للدخول في مواجهة مع الفلسطينيين، وقال عشية حواره المرتقب اليوم السبت مع الفصائل الفلسطينية أن السلاح الفلسطيني خارج المخيمات لا يجوز أن يستمر لأنه يخلق جزراً أمنية ولا يخدم القضية الفلسطينية، لكنه أضاف: ’’نحن لسنا ذاهبين الى مواجهة مع الفلسطينيين وليس عندنا هذا الاتجاه وليس لدينا هذه النية على الاطلاق•• الفلسطينيون هم ضيوف وعلينا أن نتحاور معهم’’•

وأعرب السنيورة عن أمله بحل المسألة بالحوار، داعياً دمشق الى استخدام علاقاتها بالفصائل الفلسطينية لضبط النفس، وقال: ’’لا نية لدينا ولا قرار للدخول في مواجهة•• علينا حماية الفلسطينيين وتأمين الجو المناسب لهم من الناحيتين الانسانية والمعيشية وتأمين فرص العمل حتى يستطيعوا العودة إلى بلدهم الأصلي’’، داعياً القيادة السورية الى استخدام علاقاتها بهذه الفصائل لضبط النفس، وقال إنه طرح الموضوع مع المسؤولين السوريين خلال زيارته دمشق فور تسلمه منصبه وإنه كان هناك استماع ولكن لم يحصل تجاوب •
وأشاد السنيورة بموقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي أبلغه في اتصال هاتفي ان السلطة ضد وجود البندقية الفلسطينية خارج المخيمات• فيما أكد القيادي المعارض النائب وليد جنبلاط ايضاً رفضه لوجود السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، وقال إنه غير مفيد، مشدداً على ضرورة حماية الفلسطينيين وعلى أن تؤمن لهم السلطة اللبنانية الحد الأدنى من الحقوق المدنية •

وأكد الرئيس اللبناني اميل لحود ايضا أمس ان لبنان معني بالمحافظة على أمن الفلسطينيين وسلامتهم وتوفير المناخات الاجتماعية المناسبة لهم، الا انه اضاف أن ذلك الحرص لا يعني تساهلاً من الدولة في المحافظة على امنها وسلامة ابنائها ومنع أي جهة كانت لبنانية أو فلسطينية من تهديد اللبنانيين في عيشهم وحياتهم مهما كانت الاعتبارات، وذكر أن تحويل السلاح الفلسطيني الى غير وجهته الطبيعية لن يكون في مصلحة أحد ولا سيما الإخوة الفلسطينيين•
مؤكداً تطلعه الى نقلة نوعية في المجال الأمني تلتقي وتطلعات اللبنانيين وآمالهم وتسقط كل محاولة هدفها إشعال الفتن لضرب وحدة اللبنانيين وتماسكهم •

وسارعت قيادة الجيش اللبناني الى اصدار تعميم على جميع الوحدات العسكرية المتمركزة بجوار المخيمات من أجل اتخاذ كافة التدابير اللازمة للتصدي لمحاولات الانزال الإسرائيلية والطيران الإسرائيلي المعادي لدى تحليقه في منطقة الانتشار• في وقت أعلنت الميليشيات الفلسطينية أمس عن حالة تأهب قائلة إن الجيش اللبناني قام بإحكام الخناق حول المخيمات، وقال سلطان ابو العينين زعيم حركة ’’فتح’’ في مخيم الرشيدية في صور:’’لا يعقل ان نبقى نائمين••إن الوقت ليس مناسباً من أجل نزع سلاح الفلسطينين قبل انهاء معاناة اللاجئين وإن كانت الفصائل منفتحة في الوقت نفسه على الحوار بشأن قضية السلاح خارج المخيمات•

وقال وكيل وزارة شؤون الأسرى الفلسطينية زياد ابو عين من جانبه إن اللاجئين ينتظرون حلاً سياسياً لقضيتهم وفي طليعتها حق العودة، وأضاف اثر اجتماعه مع رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب اسامة سعد في صيدا :’’نحن نرفض نقل المعركة الى البيت العربي او ان تصبح صراعاً فلسطينياً لبنانياً ’’، داعياً الى توفير الحماية السياسية للشعب الفلسطيني والمخيمات ومحذراً من ان اي تعاط امني خاطئ يضع البلد في فوضى كبيرة وفي دائرة الخطر الحقيقي• في وقت نفذت ’’الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة’’ امس اعتصاماً شعبياً في مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان استنكاراً للقرار الدولي 1559 الذى ينص ضمنا على نزع السلاح الفلسطيني، واعتبرت ان القرار 1559 يهدف الى تصفية قضية اللاجئين بحرمانهم من حق العودة الى وطنهم وايوائهم فى بلاد الشتات خدمة للاهداف الاستراتيجية الاسرائيلية•

مصادر
الاتحاد (الإمارات العربية المتحدة)