في نقد غير مسبوق يقدم عليه جنرال اسرائيلي لسياسة دولته ضد الفلسطينيين، قال نائب رئيس الموساد الاسرائيلي السابق الجنرال عميرام ليفين، إن مواصلة اسرائيل فرض سيطرتها على الشعب الفلسطيني ستؤدي الى الحاق هزيمة مدوية بالدولة العبرية. واضاف ليفين، في كلمة امام معهد «فان لير» في القدس المحتلة، أن السؤال الذي يجب أن يطرح هنا ليس هل ستلحق هزيمة باسرائيل؟ بل متى ستحل هذه الهزيمة؟ بعد عامين او عشرة او عشرين عاماً؟».

وحذر من ان «الديمقراطيات حتى عندما تدعي التسلح بالاخلاق لا يمكنها أن تنتصر في حال قامت باحتلال شعوب اخرى». واعتبر ليفين، أن الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية هو السبب الرئيسي وراء العمليات «الارهابية» ضد المدنيين الاسرائيليين. وقال ليفين، الذي يوصف بأنه احد أكثر جنرالات جيش الاحتلال مساهمة في محاربة حركات المقاومة الفلسطينية، ان من الامور الطبيعية ان تؤدي السيطرة على شعب اخر واحتلال اراضيه الى عمليات «ارهابية».

ووجه انتقادات حادة جداً لقيادة جيش الاحتلال، بسبب سياسة التنكيل بالمدنيين الفلسطينيين. واشار الى قيام جنود الاحتلال على احد الحواجز العسكرية أخيرا، بمصادرة اعشاب الزعتر من عجائز فلسطينيات بعد عودتهن من احد الحقول، واعتبره امرا لا يمكن تصديقه.

وتساءل ليفين «كيف وصلنا الى حد أن يقوم قائد سرية وقائد كتيبة بتطبيق هذه الاوامر، بصمت من دون تحريك ساكن؟». واعتبر أن مثل هذه الممارسات لا تصدر الا عن «عصابات» وليس عن جيش يتبع دولة. وقال ليفين ان الذي يتحمل المسؤولية عن هذه الممارسات هو القيادة العليا للجيش الاسرائيلي. واضاف «اما أن قيادة الجيش لا تفهم أن اساليب الاحتلال في السيطرة على الشعب الفلسطيني ومن ضمنها الحواجز العسكرية، تفسد المجتمع الاسرائيلي ومن ثم تعجل بهزيمة الدولة، واما أن هذه القيادة تخشى ان تعترف بذلك على المستوى السياسي كحقيقة تاريخية».

وقال «اتوقع من قيادة الجيش ان تقول ان الجدار الذي اقامته اسرائيل في الضفة الغربية، يمثل اجراء قمعيا وتنكيليا بمواطنين مدنيين مساكين، ولا يمكن لمثل هذه الجدار أن يقرب المجتمع الاسرائيلي من التسوية السياسية للصراع». واعتبر ليفين ان اسرائيل تضلل العالم عندما يقوم جيشها بتدمير المناظر الطبيعية في الضفة الغربية بحجة «مكافحة الارهاب». وحسب ليفين فإن الجيش الذي لا يشير للمخاطر الناجمة عن تواصل الاحتلال، هو جيش لا يقوم بواجبه على الوجه الاكمل. واشار الى ان المشكلة تكمن في أن هناك خوفا من ان تسود في اوساط الجيش سياسة ازاحة أي ضابط يتجرأ على قول الحقيقة. واضاف «انهم ببساطة يخافون ان يفتحوا افواههم ويقولوا الحقيقة». واكد ان الحرص الحقيقي على التوصل لتسوية سياسية للصراع هو فقط الذي يمكن ان ينقذ اسرائيل ويمنع هزيمتها.

واقترح ليفين ان تعلن اسرائيل للفلسطينيين وللعالم بأسره انها ستقوم بانهاء احتلالها للمناطق الفلسطينية في غضون عامين، حتى يتأكد الفلسطينيون اننا جادون في ذلك. يذكر ان ليفين عين نائباً لرئيس الموساد في عهد رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق بنيامين نتنياهو. وقبل التحاقه بالموساد تدرج في العديد من المناصب القيادية في الجيش، حتى وصل الى منصب قائد المنطقة الشمالية بدرجة جنرال. وقاد ليفين وحدة «سييرت متكال»، اكثر وحدات جيش الاحتلال نخبوية. وشارك اثناء قيادته للوحدة في تنفيذ الكثير من عمليات الاغتيال التي طالت قادة منظمة التحرير الفلسطينية.

مصادر
الشرق الأوسط (المملكة المتحدة)