ها قد وصل الثورجيون التقدميون المتضررون من الإرهاب الأصولي، إلى نفس المقولات المؤسسة للفكر الإرهابي الأصولي، أي إلى الحقد والكراهية التي يكنها الآخر لنا ـ ( تذكروا جورج بوش ولماذا يكرهوننا وكأصولي هو الآخر ) ـ هذه الكراهية هي سبب ما شن ويشن وسيشن، ومن هذا الباب علينا الاستنفار والرد، وبذلك نكون قد وقعنا بنفس الفخ الذي نصب لنا، وسوف يكون التعامل معه من نفس أدواته، أي ما هو مرسوم للفخ كي يكون فخا، وسوف نعيد نفس اللغة الفجة التي تفتح الأبواب على الذرائع والتبريرات التي تقودنا إلى هلام فكري اجتماعي يعبث به ويشكله صاحب السطوة، لأن حملة الحقد والكراهية علينا لن تفسح لنا المجال كي نشتري أسلحة منهم كي نقتلهم بها، وبالتالي علينا إذكاء الحقد والتكاره لنصل إلى حافة السلاح الوحيد لدى المهزوم والمقهور أي الاندفاع الأعمى إلى الهيجا بسلاح الإيمان بالأمة والدفاع عن كرامتها والسبب هم يكرهوننا، والأدهى هم يستفردون بنا !!!!!!

خطاب أعجف من بقايا علم وشهادات وشعارات، خطاب أعجف من بقايا سطوة ودلال على وسائل النشر، كلنا نعلم ان حتى الولد الصغير يعرف ان لا مكان للحب أو الكره في الأداء السياسي للأمم، بل هناك مصالح مصالح مصالح، افهموها بقى !! مصالح خاضعة للقياس العلمي، خاضعة لسبب و نتيجة، خاضعة للخبرة بالخصم وردود أفعاله و طريقة أداؤه، خاضعة لمقاييس القوة التي لم تعد خافية على احد، وخاضعة لنتائج الأداء السياسي الداخلي المقاسة بأحدث الوسائل والمعايير، والاهم انها مقاسة على العصر الذي لم يعد فيه ما يخفى على أحد، أي لا احد يمشي وحده كي ( لا يستفرد به ).

طوال التاريخ كان للمستعمر أو الفاتح أو المحتل أو الغازي، ادعاء حمله لرسائل حضارية ولم يكن يصدقها المستعمر أو المفتوح أو المغزي، طوال التاريخ كان للفاتح مبررات وذرائع ( هل يصدق احد ان للعراق قوة نووية حتى المحافظين الجدد ؟ )، ولكنها حركة التاريخ أما ان نكون داخلها ونكون جاهزين للمنافسة أو الخصام أو نكون خارجها، ونبكي أنهم يكرهوننا، وكأن العيش بين الأمم يشبه العيش في رياض الأطفال.

أيها السادة رفقا بورق الجرائد، فليس الحصول على جمهرة مستمعين يثبت ان الخطاب صحيح، لا احد يكرهنا، لأننا لا نريد ان نكره احد، لا احد يستفرد بنا وإمكانياتنا نهدرها بأيدينا ….. هناك مصالح أمم أما ان نعرف كيف نحافظ على مصالحنا أو لا نعرف …. إننا في القرن الواحد والعشرين فلا تعودوا بنا إلى القرن العاشر، والله انه لجرة قلم الآن أمضى من سيوف ألف ألف فارس غاضب وحاقد من بني عربان.