صدى البلد

طالبت اسرائيل امس العالم بـ"الاستنفار" ضد ايران غداة تصريحات رئيسها محمود احمدي نجاد بأن يتم "نقل" الدولة العبرية الى اوروبا, نافيا حصول المحرقة اليهودية المزعومة ابان الحرب العالمية الثانية.

واعتبر وزير الدفاع الاسرائيلي شاول موفاز ان موقف احمدي نجاد يثبت ان "النظام الايراني عنصري ومناهض للسامية، اضافة الى كونه متشددا ويريد القضاء على اسرائيل", واضاف ان "على العالم الا يدين هذه التصريحات فحسب، بل عليه ان يضاعف جهوده ضد السباق الايراني على السلاح النووي". وتابع موفاز ان القنوات الدبلوماسية هي الطريقة الصحيحة لمواجهة تطلعات ايران النووية "في الوقت الحاضر"، مشيرا في الوقت ذاته الى ضرورة اعداد "سبل اخرى" في اشارة الى احتمال شن ضربة عسكرية.

ومن جهته، شبّه وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم تصريحات احمدي نجاد بأنها "ناقوس خطر" ينبغي ان يدفع العالم الى ادراك "طبيعة الجهة التي نتعامل معها", واضاف: "يجب النظر بجدية الى هذه التصريحات والقيام بكل شيء لمنع (ايران) من امتلاك القدرة النووية". ورأى انه "اذا حصلت ايران على السلاح النووي فستسعى بكل ما اوتيت الى تدمير اسرائيل".

وقال مارك ريغيف المدير العام لوزارة الخارجية الاسرائيلية بدوره: "آمل ان تؤدي هذه الملاحظات الشائنة الى ايقاظ واستنفار من لا تزال لديهم اوهام حول طبيعة النظام في ايران".

هذا وقالت الامم المتحدة في بيان ان امينها العام كوفي انان "صدم" لدى سماعه تصريحات الرئيس الايراني. ودعا انان جميع الدول الاعضاء في الامم المتحدة الى "التصدي لانكار وقوع المحرقة".

وشجبت روسيا بدورها امس تصريحات احمدي نجاد, وقالت وزارة الخارجية في بيان: "من الصعب التعليق على مثل هذه التصريحات غير المقبولة". ورفضت النمسا مجددا "بحزم" كلام الرئيس الايراني.

وفي برلين اعلن ناطق باسم وزارة الخارجية الالمانية امس ان حكومته ستستدعي السفير الايراني لابلاغه بأن كلام احمدي نجاد "غير مقبول". واعتبر رئيس مجلس يهود المانيا بول شبيغل من جهته ان تصريحات الرئيس الايراني "هي أسوأ تصريحات تصدر عن رجل دولة منذ ادولف هتلر". على صعيد آخر حذر محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية امس من مغبة شن ضربة عسكرية ضد ايران اذا رفضت التخلي عن طموحاتها النووية. وقال من اوسلو حيث يتسلم جائزة نوبل للسلام اليوم: "لا اعتقد انه يوجد حل عسكري لهذه المسألة" في الوقت الحاضر. واضاف: "اعتقد ان الحل العسكري سيكون له رد فعل عكسي".

واكد البرادعي ان "صبر المجتمع الدولي آخذ في النفاد" بالنسبة لملف ايران، الا انه اشار الى ان "باب العثور على فرصة (لايجاد حل دبلوماسي لهذه المشكلة) لا يزال مفتوحا لكن ليس الى الابد"، مشيرا الى ان "الشهرين المقبلين سيكونان هامين جدا".