محمد ظروف/الوطن القطرية

هناك من يقول ويتصور ان سوريا اذا ما ارادت ان تتخلص ودفعة واحدة من كل هذه الضغوط والازمات التي تواجهها الآن فعليها ان تسعى الى احياء مفاوضات السلام مع اسرائيل لأنه في هذه الحالة ستعيد الولايات المتحدة النظر في موقفها وسياستها الراهنة إزاء دمشق

لأنه ثبت بالدليل القاطع ان ادارة المحافظين الجدد هي من اكثر الادارات الاميركية انحيازا ودعما لاسرائيل‚

ولكن السؤال البديهي الذي يطرح نفسه هو: هل يمكن احياء او استئناف محادثات السلام بين سوريا واسرائيل في هذا الوقت حيث تشهد «الدولة العبرية» تطورات دراماتيكية بدأت بخروج شارون من حزب الليكود وتأسيسه لحزب جديد «كاديما» واقامته لتحالف خطير مع شمعون بيريز بانتظار خوض معركة الانتخابات القادمة‚

ففي ظل هذه الاوضاع المستجدة لا يمكن الحديث لا عن مفاوضات ولا عن اي شيء آخر لأن الاسرائيليين اعتادوا على اثارة وتفجير الازمات كلما كانت هناك ضرورة او حاجة لدفع عملية السلام قدما الى الامام‚

وبالنسبة لشارون فقد رفض عدة عروض تقدمت بها دمشق لاستئناف مفاوضات السلام وكان سبب الرفض كما قال هو انه لم يكن راغبا بإلقاء طوق النجاة الى النظام السوري وكأن سوريا تغرق وبالتالي فإن شارون هذا لم يرغب في مساعدتها على الافلات من الازمة‚

ومثل هذا الكلام لا يمت بأي صلة الى الحقيقة التي تؤكد بأن إحياء مفاوضات السلام مع سوريا يعني ببساطة انسحاب اسرائيل من الجولان المحتل‚

وهناك على ما يبدو اكثر من خطأ في الحسابات الاسرائيلية والاميركية لأن الحديث عن مخطط لعزل سوريا وزعزعة استقرارها الداخلي يعني ببساطة عزل المنطقة العربية كلها والضغط على الاستقرار الاقليمي‚ فهل هم قادرون