صدى البلد

بدا من الاتصالات التي تواصلت أمس لتأمين عودة وزراء التحالف الشيعي الى الحكومة, ان هذه العودة لا تزال تحتاج الى مزيد من التشاور بين الأطراف المعنية بغية تأمين المخرج اللازم بما يؤدي الى انعقاد جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية الخميس المقبل في قصر بعبدا في حضور جميع الوزراء.

وفي هذه الأثناء أطلق رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط جملة مواقف مهمة عبر برنامج على "الهواء" من قناة "أوربت الفضائية" وتلفزيون "المستقبل", اعتذر فيها عن تهجمه على الرئيس السوري بشار الأسد لحظة "غضبه" اثر اغتيال النائب جبران تويني, وأكد ان التسوية من النظام السوري تكون كشف الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وتوقف الاغتيالات في لبنان.
على صعيد الأزمة الحكومية, عكست المواقف وأجواء الاتصالات الجارية ان معالجة هذه الأزمة لا تزال تراوح مكانها, في انتظار مزيد من المقاربات للتوصل اليها, وعلمت "صدى البلد" ان وزراء التحالف الشيعي يشترطون من ضمن ما يشترطون للعودة الى الحكومة صدور قرار عن مجلس الوزراء يؤكد ان القرار 1559 نفذ في شقه اللبناني.
وقد عكس هذا الموقف بطريقة غير مباشرة ما قاله وزير الطاقة محمد فنيش أمس: "نحن لم نسبب أزمة في الظروف الراهنة الا عندما وجدنا ان وجودنا صار كأقلية في مواجهة أكثرية", وأكد ان الموقف لا يزال "العودة الى الروحية الوفاقية القائمة على الأسس التحالفية التي انطلقنا منها على قاعدة الوفاق في المسائل المصيرية المرتبطة بمسار لبنان ومصيره". وأشار الى انه "أمام ضغط الأحداث نسي البعض هذه القواعد وعاد الى منطق الأكثرية والأقلية". وشدد على وحدة الموقف بين حركة "أمل" و"حزب الله", وقال: "لا يتعب أحد نفسه بالبحث عن ثغرة في هذا الموقف".
الى ذلك, أكد النائب جنبلاط ان لبنان يحكمه التوافق "لكن هناك قاعدة ديمقراطية, ونحن الأكثرية". مشيراً الى انه "أمر خطير اذا كان حزب الله وحركة "أمل" لا يريدون التعاون معنا". ورأى "ان عليهم ان يحمونا من النظام السوري".

وكرر جنبلاط اتهامه الاستخبارات العسكرية السورية بالاغتيالات في لبنان, "اذ لديهم مال كثير يرسلونه الى عملائهم في لبنان" وقال: "لأننا قلنا نريد الحرية يغتالوننا الواحد تلو الآخر".
وانتقد جنبلاط رئيس الجمهورية ووصفه بأنه "حصان طروادة لــ"الرئيس بشار الأسد في لبنان". متحدثاُ عن وجود أجهزة تنصت "في القصر الجمهوري وهي أجهزة" تتنصت وتشوش.

واذ أشار الى اقفال قيادة الجيش اللبناني أمس الخط العسكري على الحدود اللبنانية ــ السورية في المصنع قال جنبلاط ان قائد الجيش العماد ميشال سليمان "تلقى تهديداً" من رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السورية اللواء آصف شوكت, ولم يدل بتفاصيل إضافية في هذا الصدد واشار الى ان الحريري اغتيل "لأنه كان يعرف أسرار بنك المدينة".

وقال جنبلاط: "ان لحود يستفيد من دعم سورية ومن بعض الأحزاب في لبنان وربما أمامه لائحة من النواب وكلما شطب أحدهم يرتاح (...) ربما يعتقد انه قد يعاد انتخابه او التمديد له".
وأضاف جنبلاط انهم يريدون اغتيال الفارق في عدد النواب "6 او 7 نواب" من الأكثرية حتى تتغير تركيبة المجلس النيابي ولم يستبعد عودة القوات السورية الى لبنان بقوله رداً على سؤال بهذا المعنى: "كل شيء ممكن".

ولفت جنبلاط الى انه قال للأمين العام لــ"حزب الله" السيد حسن نصرالله عندما التقاه بعد 14 آذار: "ان عدوي حاقد وغبي فرد علي قائلا: ان عدوي حاقد وذكي قاصداً اسرائيل" ونفى وجود أزمة بينه وبين "حزب الله" حالياً لكنه طلب من قيادة الحزب ان يقول للنظام السوري: "الى أين؟" متسائلا هل يستطيع الحزب ان يوجه هذا السؤال؟ وأضاف: "اذا كنت عندما انفعلت (اثر اغتيال تويني) طالبت باسقاط بشار الأسد, فعذراً لهذا. أهذا الكلام كاف؟".
وأيد جنبلاط ترشيح العماد عون للرئاسة "بعد ان يقف معنا بعد ان نتخلص من بقايا الأجهزة (...)"

وقال جنبلاط: "فليحذر العماد عون من شخص من آل رعد ينقل له تقارير ونصائح مضرة وهذا الشخص ينقلها من محمد ناصيف". وأضاف: "هذا الشخص من آل رعد نقل يوماً الى كمال جنبلاط معلومات عن ان انقلاباً يحضر في سورية ضد النظام, وللأسف صدقه كمال جنبلاط يومها ودفع حياته ثمناً لذلك".

وأكد ان "ليس هناك من صراع لبناني ــ لبناني وانما هناك خوف من الحال الامنية ومن حصول مزيد من الاغتيالات والاضطرابات".
واعتبر ان الهدف من الاغتيالات هو "اضعاف" حكومة الرئيس فؤاد السنيورة.

وليلاً صدر عن قيادة الجيش ــ مديرية التوجيه البيان التالي:
"يهم هذه القيادة ان توضح ان قائد الجيش لم يتلق أي تهديد من أي جهة بسبب إقفال الخط العسكري بصورة مباشرة او غير مباشرة".