الديار/مايا جابر
خلال اقل من اسبوع، عاود نائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام اطلالته الاعلامية، من دون ان يضيف المزيد عما ادلى به سابقاً، بخصوص تهديد الرئيس السوري بشار الاسد للرئيس الشهيد رفيق الحريري.
لكن خدام دعا، هذه المرة، وبوضوح، الى انتفاضة الشعب السوري ضد نظامه الحاكم، بعدما كان قد حاول في مقابلته الاولى تحريض الشعب السوري على الثورة من خلال ما بثه من عبارات تحريضية غير مباشرة ولا سيما تلك التي تتحدث عن فقر المواطنين السوريين وعن «تفتيشهم في القمامة عن لقمة عيشهم، فيما دائرة محدودة من المقربين والاصدقاء للرئيس الاسد واعوانه ينعمون بملايين الدولارات...».
اما ما هو لافت في تصريحات خدام الاخيرة ايضاً، فهو تشديده وتكراره لمقولته السابقة «بأنه في حال ثبت تورط اي سوري في جريمة اغتيال الرئيس الحريري، فانه من غير الممكن ان يكون متورطا من دون قرار من رئيس الدولة، لان جميع القرارات الصغيرة والكبيرة تتطلب موافقته».
من هنا تتساءل بعض المصادر والاوساط السياسية المتابعة، حول خلفية تركيز خدام على هذه النقطة في الوقت الذي يدّعي فيه حرصه على عدم استباق نتائج التحقيقات في جريمة اغتيال الرئيس الحريري.
وهل صحيح، في المعنى القانوني، ان تورط احد السوريين او حتى احد الامنيين السوريين في جريمة اغتيال الرئيس الحريري يدل على تورط رأس النظام؟ واذا كان كذلك، فكيف يمكن تفسير الكلام الذي كشفه اللواء بهجت سليمان في حديثه لتلفزيون «المستقبل» والذي اكده نجل الشهيد جورج حاوي، من ان الشهيد حاوي اعلن في حديث للجزيرة قبل يومين من اغتياله عمن قتل الزعيم كمال جنبلاط من دون علم الرئيس حافظ الاسد؟!
اما اذا كانت مقولة خدام صحيحة، فهذا يعني استطراداً انه من غير الممكن حصول كافة الاغتيالات السياسة التي طالت شخصيات سياسية لبنانية، في السنوات التي كان الملف اللبناني بعهدة عبد الحليم خدام حتى العام 2000، من دون موافقة خدام الشخصية على تلك الاغتيالات!
في موازاة ذلك، ترى الاوساط السياسة ان ما يجري اليوم لا يبعث الى الاطمئنان، وان المنسجمين مع خدام في تصريحاته الداعية الى قلب النظام السوري، والذين كانوا مثل خدام مستفيدين من ذاك النظام السوري حتى الامس القريب، يطرح علامات استفهام حولهم وحول ما اذا كانوا يشكلون امتداداً للاعب خارجي اكبر، ولقوة اجنبية ما، في الصراع الدولي الحالي مع سوريا، وهو صراع لم يبدأ بجريمة اغتيال الرئيس الحريري، ولن يتوقف حتى ولو اثبتت براءة النظام السوري من الجريمة.
وتتوقع المصادر ان تتكشف في الاسابيع القليلة المقبلة صورة متقدمة لهذا الصراع، وان تظهر الى العلن المزيد من «ادوات المؤامرة» لافتة في الوقت عينه الى امكانية اعادة خلط للاوراق بين ما يعرف بالموالين للنظام السوري والمعارضين له، سيما وان هناك الكثير من المعلومات عن عدم تبني المعارضة السورية التقليدية والحقيقية لروايات وتصريحات خدام. وكذلك بروز دعوة السيد رفعت الاسد، شقيق الرئيس حافظ الاسد، للسماح له بالعودة الى سوريا للمساهمة في العمل على انقاذ سوريا من المحنة التي تعيشها.
من هنا تخلص المصادر الى ان التطورات المقبلة، قد تكون مليئة بالمفاجآت، التي توازي مفاجأة انشقاق خدام عن النظام السوري، وتسأل هل سنشهد صراعا بين شهود ضد النظام السوري واخرين معه؟ وهل سنشهد المزيد من المرتدين عن النظام، يقابلهم مرتدون من المعارضة، الى النظام؟