الحملة الاعلامية الظالمة التي تمارسها بعض الصحف المحلية في الكويت ومعها بعض الأقلام غير المسؤولة ضد سورية اليوم لا يمكن فهمها الا كونها تصعيداً غير مبرر يصب في خدمة المشروع الأميركي في المنطقة ولا يمت الى المصلحة العربية والاسلامية بأي صلة, هذا المشروع الذي يسعى الى تأهيل العدو الصهيوني عربيا تمهيدا لبناء شبكة معقدة من المنافع الاقتصادية والسياسية تنتهي خيوط قرارها في تل أبيب لتصبح المنطقة برمتها أسيرة للأجنبي.

وبالتالي، فانه من الطبيعي أن تستهدف الادارة الأميركية سورية كونها تمثل احدى حجرات العثرة الرئيسة التي تحول دون تمرير هذا المشروع الخطير في المنطقة العربية، ومن الطبيعي أيضا أن تستنفر واشنطن كل ما تملك من مقربين لها من أبناء المنطقة لخدمة هذا الاستهداف، وما التصعيد غير المنطقي لملف مقتل الشهيد رفيق الحريري وتبني سيل التهم الموجهة ضد رأس الحكم في سورية الا حلقة في سلسلة الضغوط الغربية على سورية لإجبارها مكرهة على الانضمام الى بقية الأنظمة العربية التي خضع جلها.

انها مؤامرة تستهدف تكريس الهيمنة الأجنبية على بلاد العرب والمسلمين وما يؤسف أن تساهم بعض صحفنا المحلية في تضليل الناس في هذا الاستهداف بعلم كان أم بغير علم! وما يؤسف أيضا أن تدفع المصالح الخاصة والضيقة لبعض من أبناء جلدتنا الى الاستجابة لهذا المشروع، والنيل من بلد عربي ساهم بفاعلية في تحرير الكويت من الغزو العراقي الغاشم عام 1991، وكان له مواقف مشرفة في محاصرة نظام الطاغية صدام حسين عربيا!

وما زلت أتذكر الموقف الايجابي لرؤساء تحرير الصحف السورية وبعض الوزراء السوريين حين زرناهم ضمن وفد اعلامي كويتي رسمي شعبي قبيل الاحتلال الأميركي للعراق، اذ أبدو تفهماً للموقف الكويتي من مساعدة الشعب العراقي في اسقاط نظامه الديكتاتوري السابق، في وقت لاقينا تحفظات كثيرة من بعض الشخصيات الاعلامية والسياسية اللبنانية من أولئك الذي انخرطوا اليوم في المشروع الأميركي لمواجهة سورية! فكم هي المفارقة أن تتنصل صحفنا عن هذه الحقيقة الجلية لتقف اليوم داعمة لمن كانت مواقفهم مشبوهة تجاه الحق الكويتي في مقابل من وقف معنا!