ربما على حزب البعث وقيادته الحاكمة في سورية ان لا تستهين بما يجري الاعداد له خارج سورية وما اعلن عنه مؤخراً من تشكيل جبهة الخلاص الوطني في سورية.
الجبهة التي ذكرت الصحف انها تضم معارضين مختلفين ليس فيها من له وزن حقيقي في واقع الحال سوى نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام وحركة الاخوان المسلمين, ولكن ذلك لا يعني انها لا تشكل قاعدة رئيسية للانطلاق من اجل اسقاط النظام السوري, والسبب في ذلك ان مثل هذه الجبهة لن تعتمد على العناصر الداخلية المكونة لها فقط بل تستند بالاساس الى دعم وتأييد وتمويل خارجي اساسه الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل واعوان الطبقات الاجتماعية المتضررة من مواقف وممارسات النظام السوري السياسية والاقتصادية خلال السنوات الطويلة الماضية.
التجربة العراقية - هي كما يبدو - النسخة التي ستعمل سورية على تكرارها, ومنذ الآن فانها ستبدأ بالاستقطاب متعدد الاشكال والوسائل, وفي النهاية فانه ليس من الصحيح ان التغيير قد يتم سلمياً كما يقول عبد الحليم خدام, ففي سورية جهات عديدة ذات خلفيات طائفية او اتنية يمكن ان تحول - بدعم وتخطيط من الولايات المتحدة الامريكية- وسائل التغيير من وسائل سلمية الى وسائل اخرى.

نتائج نشاط جبهة الخلاص الوطني السورية قد تقف امامها بعض العوائق وقد تدفعها عوامل اخرى الى الامام او تسارع فيها, ومن اهم العوائق المتوقعة هو تحول الصراع في المنطقة الى صراع اقليمي وتوحيد المعركة في الساحتين السورية والعراقية خاصة وان النفوذ الايراني في سورية ليس بسيطاً وان كان لا يعتمد على البعد الطائفي, اما اهم العوامل التي يمكن ان تسارع في تحقيق اهداف الجبهة فهو موقف الاخوان المسلمين في سورية الذين يتطلعون للثأر من النظام نتيجة ما فعله بهم في السابق.
اما مشكلة حزب البعث الحقيقية فهي انه قد لا يكون مطلعاً على الحجم الحقيقي لحركة الاخوان المسلمين او مدى تعاطف الجماهير السورية معهم.
تشكيل ما يسمى بجبهة الخلاص الوطني السورية ليس حدثاً هامشياً وهو حِركُُُُ تدعمه امريكا وتسعى من خلاله الى تكرار التجربة العراقية مع قدر قد يكون محدوداً من الاختلاف في الملابسات والوسائل.