نعم لستُ بعثياً ولا ناصرياً ولاشيوعياً ولا من حزب الإخوان ولا أنتمي إ لى أي حزب كان وليعذرني كل أطياف المعارضة السورية وأحزاب الجبهة لجهلي بأسماء الأحزاب .

لكني وبكل فخر سوري منتوف كما الليرة السورية .. معدني قوي وأتحمل الكثير من مصاعب الحياة قوي ٌ جداً من حيث التعدين وضعيف جداً من حيث القوة الشرائية كما هي الليرة أذهب إلى عملي كل صباح ب­­ جحش الحكومة (باص البلدية) الذي نادراً ما يتعطل في منتصف الطريق ونسمع صوت المعاون يللا شباب على الباص الثاني تدفع للمعاون بخمس ليرات فيرد لك ليرتان مع العلم أن التسعيرة هي ليرتان فقط وعندما تطلب الليرة ينظر إليك المعاون نظرة ازدراء واحتقار ويقول لك ما عندي ليرات أحمد الله على سوريتي التي وهبني إياها ربي ولم يمن بها عليّ أياً كانْ .
أقرأ أحياناً واستمع إلى نشرات الأخبار ككل الناس البسطاء الذين هم على شاكلتي وما أكثرهم السوريون الذين يشاهدون الأخبار ويتكلمون في السياسة على مدار اليوم صباحاً وظهراً ومساءً وحتى في الأحلام

أينما ذهبت وأينما توجهت تجد الناس ليس لهم أحاديث سوى السياسة وقريباً سوف نصبح كلنا محلليين سياسيين وأقتصاديين بفضل سياسة التجويع وتفريغ الجيوب التي تنتهجها الحكومة السورية ضد المواطن البائس الذي لاذنب له سوى أنه خُلق في مرحلة يحكم فيها حزبٌ واحد أوحد ..استطاع بفضل سياسته القمعية كم أفواه أمثالي فترة طويلة من الزمن ولكنها لن تستطيع أن تمنعني من الصراخ بأعلى صوتي بأني منتوف .جائع..عاري..مريض..مشرد..في دولة البعث
لا أريد منكم منصباً مرموقاً ولاسيارة ولاقصراً مثل قصر عبد الحليم خدام ولا نسبة أرباح من شركة سيرياتل أو من معمل الإسمنت الجديد أريد العيش في بلدي عيشة بسيطة ولكن كريمة بكل ماتحملها هذه الكلمة من معاني مسكناً صغيراً في هذا الوطن الرحب ..عملاً يؤمن لأطفالي الصغار قوتهم اليومي ومصاريف مدارسهم ..

ألا ترون معي ياسادة بأن أحلامي بسيطة وسهلة التحقيق
تتكاثر الأحزاب يوماً بعد يوم المعارضة منها للحكومة والموالية وتعقد الندوات وتصدر البيانات في كل ساعة والكل يتكلم بأسم الشعب السوري حتى جيراننا اللبنانيين عندما ينتقدون الحكومة السورية يستثنون الشعب السوري لعلمهم بأنه مغلوب على أمره ومنتوف كالليرة.
أقول لكل الأحزاب بكامل أطيافها الناطقة بأسم الشعب ,لايهمني إن حكمني زيداً أو عمراً من الناس كل ما يهمني أن يكون بشراً مثلنا يعرف الشارع السوري أكثر من شوارع المدن الأوربية ويعرف متطبات المواطن أكثر مما يعرف متطلبات الغواني والراقصات والبنوك والبورصات .
أريد أن أرى من يحكم هذا البلد وكلامي هذا موجه لرئيسنا الدكتور بشار الأسد بأن ينزل إلى الشارع ويكون على إتصال مباشر مع مواطنيه وأن يزور المدن السورية كلها دون استثناء ويستمع إلى أي مواطن بشكل مباشر بعد أن يعطيه الأمان على حياته وحياة أسرته ففي هذه الحالة فقط سيعرف معاناة المواطن البائس

أليس مخجلاً أن يعترف مواطن بأنه لم يرى رئيسه طيلة فترة حكمه التي دامت أكثر من ثلاثين عاماً لأنه لم يزر مدينتي أبداً وكل ماأخشاه أن أموت قبل أن تتكحل عيناي برؤية رئيسي الحالي.