البعض في لبنان والمنطقة يستعجل لترسيم الحدود بين سوريا ولبنان واقامة علاقات دبلوماسية كاملة بحجة ان انجاز مثل هذه الخطوات سيؤكد مدى حرص سوريا على استقلال لبنان وسيادته والغريب في هذا المنطق.

ان اصحابه يتجاهلون حقيقة بسيطة في غاية الاهمية وهي انه كان باستطاعة سوريا عندما كانت قواتها موجودة في لبنان وصاحبة النفوذ والحظوة لدى مختلف اللبنانيين ان تقتطع او تبتلع جزءا او اجزاء من الاراضي اللبنانية لو كانت لديها اية اطماع في لبنان.

ومن المؤكد ان سوريا لو ارادت ذلك لحصلت على ما ارادت ولوافق اللبنانيون انفسهم الذين يصرخون ليل نهار فقط اليوم مطالبين بترسيم الحدود واقامة العلاقات الدبلوماسية وعلى المطلب السوري ولقام الكثير منهم بإيجاد المسوغات والضرورات ولجرى الحديث عن الاخوة السورية - اللبنانية وعن متطلباتها الاستراتيجية والحيوية التي تفرض على هذا الطرف او ذاك التضحية بشيء ما سواء في الارض او المياه.

والذين يعزفون على اوتار الاطماع السورية في لبنان هم بالتأكيد طابور خامس لأنهم يتجاهلون عن عمد وقصد الاطماع الاسرائيلية في ارض لبنان ومياهه وهي مدونة ومكتوبة في الوثائق والادبيات الصهيونية بدءا من مذكرات بن غوريون مرورا بشاريت وانتهاء بأولمرت رئيس الوزراء الحالي فكل هؤلاء ينظرون الى لبنان على انه ارض خصبة وغنية بالمياه وبالتالي لابد من السيطرة عليها.

واذا كان هناك من يجادل بأن الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000 قد اسقط هذه النظرية او الفرضية فإنه ببساطة يمكن لاسرائيل ان تعاود احتلال الجنوب في اي وقت تشاء كما يحدث في قطاع غزة حيث تستعد القوات الاسرائيلية لإعادة احتلال القطاع بعد الانسحاب منه في عهد شارون فلا يوجد اي شيء في قاموس اسرائيل غير وارد وعلى اللبنانيين ان يدركوا ذلك.