رغم الضغوط الدولية وموجات الإعلام المضللة التي تستهدف سوريا العروبة إلا أنها أبت إلا أن تشارك الاخوة بفلسطين المحنة التي تستهدف انجازاتهم وتحول دون استنشاقهم لرياح الحرية التي مارسوها بثقة وجدارة استحوذت على الاعجاب وتقدير العدو قبل الصديق

قبل ظهور نتيجة تلك الممارسة وبما ان اتضحت الصورة واشرقت شمس الانتخابات بالفوز الكاسح وغير المتوقع منهم لحركة التحرير الاسلامية «حماس» حتى هبوا من جحورهم واستنفروا حقدهم الدفين وشرهم البغيض وتحالفت قوى الشر والطغيان ووزعت الادوار والمهمات وبدء الحصار والاعتقال والقتل والقلع ومارسوا لغة التهديد والترويع ليس للفلسطينيين فهؤلاء عوقبوا بقذف الطائرات الحديثة وبرجم الدبابات المتطورة بغير استثناء لصغير أو كبير.

نعم فالتهديد طال الدول والمؤسسات غير الحكومية لتنتهي عند البنوك.

فجاءت صيحة الحق من الرئيس السوري الغيور على امته والحريص ان تبقى سوريا قلعة الصمود والتحدي ليعلن وهو الواثق من شعبه المدرك لآصالته هذه الامة محددا الثلاثين من ابريل وحتى الحادي عشر من مايو يوما وطنيا تجود به النفوس بما تقدر مشاركته ودعما لصمود اخوتهم بفلسطين.

وها هي الفضائية السورية تنقل على الهواء مباشرة التحرك الكبير للشارع السوري الذي تدافع ابناؤه الصغير قبل الكبير استجابة ودعما لصمود ابناء فلسطين.

فماذا اقول وانا اشهد واسمع الطفل السوري وهو يخاطب طفل فلسطين اصمد يا أخي فاني الى جانبك بيدي وقلبي وذاتي وروحي ففلسطين عربية تحتضن اولى القبلتين وثالث الحرمين، أعاهدك ان ابقى وفيا لتضحيات الاباء الذين سالت دماؤهم من أجل هذه الامة ولتبقى راية كرامتها وعزتها عنوان وجودها وتواجدها.

وذاك الشيخ الجليل الذي أبى ان يبوح بما قدمت يداه مؤكدا انني مهما قدمت من دعم مادي ومعنوي حتى لو بلغ الارواح فانني سأبقى مدينا لهذا الشعب الصامد الرافض للاحتلال مؤكدا تجذره بأرضه حتى تفارق روحه جسده.. نعم ان هذا الشعب يستحق منا جميعا ان نكون معه والى جانبه فما قيمة المال مع هدر الدماء النقية الطاهرة.

وقال وعيناه تدمعان بالروح والدم نفديك يا فلسطين تلك لقطات سريعة من مواقف مشرفة وقد ابدعت احدى الإعلاميات وهي تغطي احداث احد مراكز التبرع عندما قالت بلهجة الثقة والاقتدار الدقائق تمر بنا والارقام تتزايد امامنا معبرة عما قاله احد المتبرعين «خذوا هديتي اليكم مؤكدا لكم هل من مزيد فالخير كثير والحمد لله وانت يا أخي بفلسطين خاطبتنا قائلا اجوع ولا اركع اموت ولا أفرط فاصمد يا ابن فلسطين فنحن معك والله معك وناصرك ومحقق لامانينا بكم ايها الابطال.

وكم تمنيت ان يتوقف الزمان في هذه اللحظات الصادقة التي تقول للعالم اما آن لهذه الامة ان تدرك صدق نواياكم وصفاء نفوسكم اما آن لكم ان تدركوا اننا دعاة سلام وتسامح شريطة ان تعترفوا بحقنا السليب والذي بدونه لا يمكنكم ان تعرفوا معنى للحياة وسعادتها دعاة السلام هذا يومكم فانهضوا وادركوا الواقع الذي تريدون طمسه ولتعلموا بأن هذه الامة قادرة على تعزيز الصمود الفلسطيني ودعمه بكل الامكانات البشرية والمادية وما تشاهدونه اليوم بسوريا ستدركونه في كافة الدول فالعرب لا يخذلون من يستغيث بهم فما بالكم ان كانت الاستغاثة من اخوة لهم.

فتحية تقدير واعجاب لسوريا قيادة وحكومة وشعبا فدامت دياركم عامرة بالعز والكرامة والنصر