لا يمكن للمعارضه ان تكتفي بانتقاد النظام ومحاولة تغييره بل عليها ان توضح المفاهيم والاسس التي يجب ان يقوم عليها النظام البديل. منذ اكثر من مئة عام نبه عبد الرحمن الكواكبي ان (الاستبداد هو اصل كل فساد اذ يضغط على العقل فيفسده، ويلعب بالدين فيفسده، ويغالب المجد فيفسده، ويقيم مكانه التمجد- المجد الزائف)

لقد حدد فريدرك وبرجنسكي في كتابهماا( الدكتاتوريه) المميزات الرئيسيه للدولة الدكتاتوريه:.

اعتماد الدولة الدكتاتوريه على ايديلوجية تبرر بها وجودها وتصرفاتها ,وتفسر بواسطتها افكارها وسياساتها..

اعتماد هذه الدوله على نظام الحزب الواحد الذي يترأسه زعيم واحد.

احتكار وسائل الاعلام والاتصالات.

السيطره على القوات المسلحه والدفاع المدني ومفاصل القوه ومؤسسات المجتمع المدني.

بناء اجهزه قمعيه وشرطة سريه ترتبط بالحاكم الفرد وتكون رهن اشارته.

في مداخلة للدكتور حسان جمالي ذكر ان تقدم الشعوب مرهون بقدرتها على فهم تحديات العصر وهضم الافكار والتقنيات التي اوصلت الانسانيه الى ما هي عليه ،ولا بد لنا ان نستفيد من تجارب الشعوب الاخرى وخاصة المتقدمه منها.

وهنا لابد من التذكير بان التجربة الانسانيه اكدت على:

مبدأ فصل الدين عن الدوله واعتباره امرا شخصيا بين الفرد والخالق
مبدأ المساواة الكامله بين الرجل والمرأه في الحقوق والواجبات وامام القانون.
مبدأ اللجوء الى الشعب في اختيار الحكام وتنحيتهم.
مبدأ فصل السلطات التنفيذيه والتشريعيه والقضائيه.
مبدأ احترام الحريات الشخصيه والسياسيه وحرية التعبير عن الرأي.

بداية لابد من التمييز بين خارج وخارج، فاذا كان هذا الخارج مليئا بالقوى التي تتبع سياسات استعمارية، فهو غني ايضا بقطاعات واسعة من الراي العام والهيئات والمنظمات الدولية التي تؤمن بقيم التضامن والحرية والعدالة والمساواة، وتدافع عن مبادئ التعايش السلمي.

وجودنا في الخارج- المجتمعات الغربية- يؤكد ان هناك خارج وخارج لايجوز الخلط بينهما. كل المعارضين والهاربين من الشرق الاوسط،وجدو المكان الامين للعيش بحرية وكرامة مع عائلاتهم،بمن فيهم من يدعو الى محاربة الغرب وقيمه،وهم الذين لم يجدو مثل هذا الامان في الشرق الاوسط.

في سويسرا اتحاد فيدرالي يتألف من ثلاث ولايات الماني وفرنسي وايطالي .ثلاث لغات وفي كل ولايه طائفتين كاثوليكيه وبروتستانتيه ,فكل اسباب التناقضات متوفره وقابله للتفجير وتدمير البلاد .ولكن سويسرا عاشت الحرب العالميه الاولى والثانيه ولا زالت مثلا رائعا للتعايش بين مختلف العروق واللغات والطوائف.

في كندا واخص مقاطعة كيبيك ذات الغالبية الفرنسيه يتناوب فيها الحكم حزبين متناقضين، الحزب الليبرالي الذي يريد ابقاء كيبك ضمن كندا، والحزب الكيبيكي يطالب بالاستقلال عن الفيدراليه الكنديه، وخلال الاربعة عقود الماضيه لم يحمل احدهما السلاح بوجه الاخر، ولم يتهم احدهما الاخر بالخيانه او اللاوطنيه...

كتب الدستور الاميركي في 17 ايلول عام 1787 عندما كانت اوربا غارقة في الاقتتال بين الكاثوليك والبروتستانت وبتاريخ 25 ايلول 1789 صدرت وثيقة الحقوق وتنص على :حرية الدين والكلام والصحافه وحق الاجتماع والالتماس، لايصدر الكونغرس اي قانون خاص باعتماد دين من الاديان، او يمنع حرية ممارسته, او يحد من حرية الكلام او الصحافه، او من حق الناس في الاجتماع سلميا، وفي مطالبة الحكومة بانصافهم من الاجحاف..

وعود على بدء، لابد من الاشارة الى ان الفكر الشمولي قاد الى انظمة حكم شموليه سادت العالم مع مطلع القرن الماضي ، وفهمت الديمقراطيه بانها فرض ارادة الاكثريه مما ادى الى حرمان الاقليات حق المواطنه الكامله..

سؤالي الى اصحاب الفكر الاشتراكي هو: اذا كانت الاشتراكيه لمصلحة 90%من السكان لان الاغنياء لايزيد عددهم في معظم المجتمعات عن 5 الى10 بالمئه فلماذا الاكثرية الساحقه بحاجه الى دكتاتورية البروليتاريا ؟؟ فقد اختصرت ارادة الشعب بوصاية الحزب الشيوعي على الشعب، وهذا ادى الى اختصار الحزب الشيوعي بشخص ستالين.

وسؤالي الى اصحاب الفكر الديني : اذا كان الاسلام هو دين الاكثريه وعقيدتها فلماذا يجب ان ينص الدستور على دين الدوله، او دين رئيس الدولة الاسلام ،؟؟؟ هل هو الخوف من ان تقوم اكثرية الشعب بانتخاب احد ابناء الاقليات رئيسا للبلاد؟؟ ام المقصود منه حرمان الاقليات من حق المواطنه الكامله..

وسؤالي الى اصحاب الفكر القومي :اذا كانت غالبية الشعب السوري عربيه ,فلماذا تريدون ان ينص الدستور على ان الجمهوريه السورية هي عربية وجزء من الامة العربية ، ولغتها الرسميه هي العربيه. هل المقصود من ذلك حرمان الاقليات غير العربية من حق المواطنه الكامله؟؟.

البعثيون الذين لم يعودوا الى الحزب بعد 8اذار 1963 يعتبرون ان الحزب لم يحكم وليس لهم علاقة بالحكم في سوريا الى يومنا هذا..

والذين ابعدوا على اثر حركة 23 شباط 1966، يقولون انه بغفلة من القيادة القوميه للحزب استحوذ صلاح جديد وحافظ الاسد ومعهم زمرة الانتهازيين على السلطه.. .

جماعة صلاح جديد يعتبرون استيلاء الاسد على الحكم عام 1970 هو انهاء للحزب والفكر اليساري وبداية حكم الفرد(الحكم الديكتاتوري الشمولي.). .

ثم تأتينا رسالة خدام الى البعثيين بمناسبة ذكرى تاسيس الحزب حيث قال :(ان ما كان يجمعني بالنظام هو خيط السياسة الخارجيه وقد انقطع هذا الخيط بعد القرارات المغامره لرئيس النظام الذي وضع البلاد في مركز دائرة الخطر)

عجيب امر الاستاذ خدام فسقوط القنيطره عام 1967، وحرب 1973 ، ومجازر حماه وتدمر،والاحتلال السوري للبنان وجرائمه ونهبه للشعب اللبناني،

واشتراك القوات السوريه في حرب الخليج الى جانب القوات الاميركيه، وتعديل الدستور ليناسب عمر الوريث ليحول سورية الى جملوكية وراثية لعائلة الاسد.

كل ماعددته وكثير غيره لم يكن كافيا لقطع هذا الخيط.؟؟؟؟؟؟

ان ما حصل يوم 8 آذار 1963 ووصول حزب البعث للسلطه في سوريا هي نتيجة طبيعيةلفكره الشمولي ومنطق الوصايه على الشعب السوري، وكل ما تبع ذلك هو تحصيل حاصل ونتيجة حتمية ل- 23 شباط الابن الشرعي لانقلاب 8 آذار 1963 وحركة الاسد 1970 الابنه الشرعيه ل-23 شباط وبشار الاسد الابن الطبيعي لنظام حافظ اسد..

. ان جبهة الخلاص هي زواج مؤقت، ولقاء لفكر قومي شمولي يستبعد الاقليات العرقيه مع فكر ديني شمولي يمثل طائفة السنه، ويستبعد الطوائف الاخرى والاديان الاخرى. و يستبعد السنه الذين لا يؤمنون بالاسلام السياسي، هو بديل شمولي ليكون بديلا لنظام حكم شمولي على اية حال