27/09/2007

نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، تقريرا لمراسلها العسكري رون بن يشاي، الذي دخل إلى سوريا وتجول في منطقة دير الزور التي خرق الطيران الإسرائيلي الأجواء فيها في 6 أيلول الحالي.

وقال بن يشاي، في تقرير بعنوان «هذا هو المكان الذي هاجمته الطائرات الإسرائيلية»، إنه وصل إلى منطقة تبعد 4 أو 5 كيلومترات عن «محطة بحوث دير الزور»، لكن جنديا سوريا أوقفه وقال له «ممنوع» الدخول إلى المحطة، التي تضم «المركز العربي لدراسات الأراضي القاحلة».

وأضاف بن يشاي «تمكنت من مشاهدة عدة حفر عن بعد، وبدت كأنها منجم أو كسارة، لكن يصعب التأكد مما يحدث هنا»، مشيرا إلى أن السوريين في بلدة دير الزور يؤكدون على أن الطيران الحربي الإسرائيلي لم يقصف أهدافا في هذه المنطقة. ونقل عن أحد السوريين، أطلق عليه اسما مستعارا هو «علي»، أنه «كانت هنا عدة طائرات إسرائيلية، وأصدرت صوت انفجارات وهمية فوق البلدة وربما قذفت شيئا، لكننا لم نسمع صوت انفجارات على الأرض».

ونقل بن يشاي عن صحافي سوري قوله في دير الزور ان إسرائيل اخترقت الأجواء السورية من أجل إغراء دمشق بإسقاط الطائرات العسكرية الحربية، ومنح الدولة العبرية ذريعة لشن حرب ضدها، مضيفا أن «الإسرائيليين هم مخادعون وأنذال، ويمكنهم فعل كل شيء»، وأن الرئيس بشار الاسد أمر بالتدقيق في هوية من سرب في سوريا معلومات حول الاختراق الجوي.

وأشار بن يشاي إلى انه تجول في القسم غير المحتل من هضبة الجولان المحتلة، واطلع هناك على نشاط عسكري حثيث، على بعد 30 كيلومترا من الحدود مع الجولان، والمعروفة باسم «الخط البنفسجي»، ووصل إلى طريق دمشق ـ درعا القريبة من الحدود السورية ـ الأردنية.

وقال بن يشاي ان معسكرات الجيش السوري منتشرة في هذه المنطقة بشكل بارز، و»شاهدت في منطقة قرية نوى حشودا من المدرعات وعددا من الدبابات وكل آلية كهذه وحتى والشاحنات كانت داخل حفرة، حتى إن الدبابات كانت مغطاة، وبدا واضحا أن الجيش السوري يتواجد بشكل عميق في الجولان». وأوضح ان جنديا سوريا اوقفه على حاجز يبعد كيلومترات من القنيطرة، و»عندما اكتشف أني مواطن أجنبي طلب مني العودة إلى دمشق للحصول على تصريح خاص لزيارة القنيطرة».

جدير بالذكر أن أن قوى الأمن الداخلي اللبنانية أوقفت صدفة في بيروت منذ ايام إسرائيليا يحمل الجنسية الألمانية، وباشرت التحقيق معه بعد إقراره بجنسيته، وتقديمه إفادات متناقضة عن أصوله وأعماله وأهداف زياراته إلى لبنان

حيث أظهر الاستجواب الأولي أن اسم الموقوف الاسرائيلي ولغته العربية المكتسبة في دولة خليجية، وطبيعة زياراته الى لبنان وبعض الدول وظروف إنفاقه المالي، كلها تشير الى أمور غريبة

وادّعى الألماني أنه يأتي الى لبنان بقصد السياحة، وأنه مثلي و«يرتاح الى الشباب اللبناني»، وأن أعماله التجارية ليست في لبنان. وبعد التوسع في التحقيق والسؤال عن أصوله وأمكنة إقامته وأمكنة وجود عائلته، أفاد بأنه من اتباع الديانة اليهودية وأن اسمه دانيال موسى شارون. ثم أقر في إفادة أولية أن والده يهودي تركي الأصل، ثم عدل وقال إنه يهودي سوري هاجر الى إسرائيل عام 1959، حيث ولد دانيال عام 1975.

وقال الاسرائيلي الموقوف أن ظروفه العائلية مكّنته من الحصول على الجنسية الألمانية، وأن موارده المالية عائدة من عمله في شركات تجارية في إسرائيل وفي دول أوروبية وقبرص.

وخلال التحقيق، قال إنه تعلم العربية في دولة الإمارات العربية المتحدة على يد مواطن من البحرين، وإنه يزور الأردن ومصر بصورة دورية، ثم تبيّن من مراجعة جواز سفره أنه دخل الى لبنان 11 مرة منذ عام 2005، وأنه كان في لبنان قبل شهر من عدوان تموز عام 2006, كما أقر بزيارة الضاحية الجنوبية عدة مرات, وقال إن له أصدقاء يقطنون في الضاحية وبيروت وأماكن اخرى، ولا عمل لديه في لبنان، وانه يزوره حصرياً بقصد إقامة علاقات جنسية

ونفى الاسرائيلي الموقوف أن يكون هنا في مهمة استخبارية. وتبيّن أن شارون يحمل جوازيْ سفر صادرين عن الحكومة الألمانية, وانه يقيم في شقة يسكنها عناصر تابعين للأمن اللبناني..