حدث واتجاه...إقليمي

التحرك التركي في شمال العراق فرض تداعيات سياسية وميدانية انعكست مباشرة على سلوك الولايات المتحدة في هذا الملف، بعدما اعتبرت تحركات حزب العمال الكردستاني انطلاقا من الحدود العراقية ـ التركية رسالة اختبارية أميركية، بعدما أنجزت الأجهزة الأميركية في السنوات الخيرة ربط هذه الجماعة بمخططاتها في المنطقة. وقد أريد من الهجمات على الجيش التركي، تحريك مشروع تقسيم العراق، ومعرفة المدى الذي يمكن أن تذهب إليه حكومة أنقرة في مواجهة التداعيات الناتجة عن قيام إقليم كردي قابل لاحتضان جماعات كردية من بلدان الجوار، والانطلاق لتنفيذ عمليات داخل تلك البلدان على إيقاع الأجندة الأميركية، وهذا التوجه شكل محورا أساسيا في مخطط إسرائيل والمحافظين الجدد منذ احتلال العراق، عبر تحضير مواقع معينة في الشمال على حدود كل من سوريا وتركيا وإيران، وهذه المسألة بالذات شكلت ركائز التفاهمات بين البلدان الثلاثة، على قاعدة التمسك بوحدة العراق ورفض تقسيمه واعتبار هذا الموضوع من ثوابت الاستقرار الإقليمي لمساسه بالأمن القومي لدول الجوار، وكما سبق أن لوح الإسرائيليون والأميركيون بإقامة قواعد لاستهداف سوريا انطلاقا من الحدود العراقية، فان المخاطر نفسها كانت وراء القرار الإيراني قبل أسابيع، بإقفال الحدود مع شمال العراق، والتحرك التركي العسكري والسياسي كان أشد قوة، نظرا لارتفاع درجة المخاطر الأمنية والسياسية، التي تطال الداخل التركي، وتشكل تهديدا كيانيا للدولة التركية.

رد الفعل الذي أظهرته الدول الثلاث، ولا سيما الموقف الذي أعلنه الرئيس السوري بشار الأسد خلال زيارته إلى تركيا، دفعت الأميركيين إلى مراجعة حساباتهم، وانعكست هذه المناخات مباشرة في مواقف مختلفة النبرة والمضمون خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. ولكن القضية في اعتقاد الخبراء تبقى مرشحة للاستمرار، على الرغم من المخاوف الجدية في واشنطن تجاه ما يمكن أن يتطور إليه الموقف التركي، وما قد يحمله من انعكاسات كبيرة في خارطة المنطقة وتوازناتها. ويظهر بقوة على المقلب العراقي أن وحدة العراق وقوة الدولة المركزية يشكلان مضمون التصدي لخطر التقسيم، حيث تشكل عداوة الجوار أول الغيث، الذي ينذر بحروب داخلية وخارجية جديدة، تغرق العراقيين وتفاقم مآسيهم وتعمم الحرائق في المنطقة بأسرها.

الصحف العالمية والعربية

كتب كلود صالحاني، في "واشنطن تايمز"، يقول ان الهواجس تحوم حول مؤتمر سلام الشرق الأوسط الذي يريد الرئيس جورج بوش له الانعقاد في مدينة أنابوليس الأميركية في نوفمبر المقبل، في الوقت الذي يبدي فيه المحللون تشاؤما إزاء هذه المحاولة الأخيرة للرئيس لحل الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني المستعصي قبل مغادرته البيت الأبيض في أوائل 2009 . ثم يقارن صالحاني بين كل من الرئيس الأميركي الحالي بوش وسلفه بيل كلينتون. اذ كان الرجلان في عجلة من أمرهما في آخر أيام ادارتيهما لحسم صراع دام ستين عاما في أقل وقت ممكن من ساعة البيت الأبيض. وينبه الكاتب الى تعقيد المسائل المرتبطة بالمسألة الفلسطينية مما يجعل أي وساطة عملية مستهلكة للوقت، مبينا أن وزيرة الخارجية الأميركية كونداليسا رايس في جولتها الخامسة الى المنطقة منذ يونيو الماضي، في حين أن وزير الخارجية الأميركية السابق هنري كيسنجر قام بستة وثلاثين زيارة الى دمشق وعدد مماثل منها الى اسرائيل في شهر واحد للتوصل الى اتفاق بشأن الجولان ولم يفلح.

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أمس أن "قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي تعتزم البدء خلال الأيام القليلة المقبلة بحملة تهدف إلى إعداد الإسرائيليين لمواجهة احتمال اندلاع حرب في المنطقة، وتعرض الجبهة الداخلية للقصف بالصواريخ"، مشيرةً إلى أنه من ضمن الإجراءات المنوي اتخاذها "تجهيز مكان محمي (في المنازل) وإعادة توزيع الكمامات الواقية من الأسلحة غير التقليدية". وأشارت الصحيفة، نقلاً عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين وصفتهم بالرفيعي المستوى، إلى أنه "لم يجرِ رفع درجة الاستنفار أو الإنذار بقرب وقوع حرب"، وأن "الحملة التي تقوم بها الجبهة الداخلية (في الجيش الإسرائيلي) تأتي في إطار التهديدات الأميركية بتوجيه ضربة إلى إيران، وفي أعقاب الجولة التي يقوم بها رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت إلى عدد من الدول الأوروبية لإقناعها بضرورة فرض المزيد من العقوبات على إيران والوقوف عن قرب على موقفها إذا ما وجهت ضربة عسكرية لإحباط المشروع النووي الإيراني". وقالت الصحيفة إن "حملة الجبهة الداخلية تهدف إلى إعداد السكان الإسرائيليين لمواجهة إمكان تعرض إسرائيل للصواريخ، من خلال اختيار مجال محميّ (في المنازل) وتجهيزه بما يتناسب وزيادة الوعي لدى السكان في ما يتعلق بالمسؤولية الشخصية والعائلية"، مشيرة الى "إقامة مركز معلومات لتقديم الشروحات بواسطة الهاتف او عبر موقع إلكتروني أنشئ حديثاً، يشمل الكثير من المعلومات والإجابات عن تساؤلات محتملة". وفي سياق متصل، أفادت صحيفة "يديعوت احرونوت" أن وزير الدفاع ايهود باراك قرر إعادة توزيع الأقنعة الواقية على الإسرائيليين، خلافاً لتوصية كانت لجنة رسمية قد تقدمت بها في وقت سابق تقضي بجمعها من البيوت وإعادة تخزينها في مستودعات خاصة. وأوضحت الصحيفة أن قرار باراك اللافت مرتبط بحالة التوتر السائدة مع سوريا، مشيرة إلى أن وزير الدفاع يعتقد أن توصيات "لجنة ليفني"، التي تألّفت في أعقاب غزو العراق عام 2003، كانت "صحيحة لفترة مختلفة، حيث احتمالات الحرب فيها ضئيلة". وأضافت إن باراك يرى أنه "في أوقات الطوارئ لن يكون هناك متسع من الوقت لدى الأذرع الأمنية المعنية لتوزيع الكمامات مجدداً، ولذلك على المواطنين الاحتفاظ بها في بيوتهم".

استعرض توماس فريدمان، في مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، الجدل الأميركي حول إفادة الجنرال ديفيد بترايوس وحول نجاح أو فشل إستراتيجية القوات الإضافية، وحول فشل الديموقراطيين في فرض الانسحاب من العراق قسرا من خلال الكونغرس، وحول إشارة المتنافسين على الرئاسة من الحزب الديموقراطي إلا أنهم لن يستعجلوا بسحب القوات الأميركية من العراق، ورغم كل ذلك فقد خبت جذوة الجدل الأميركي حول العراق. ويمضي فريدمان محذرا من أن إهمال الشأن العراقي ستكون له عواقب وخيمة وبخاصة عندما يتعلق الأمر بالعراق، لأن هذا البلد، برأيه، لم يتعاف بعد، وهو أشبه بمريض السرطان المعرض ايضا للإصابة بحمى شديدة (من القاعدة في بلاد ما بين النهرين). ويختم فريدمان بالاشارة الى ان استراتيجية الجنرال بترايوس تتمثل في محاولة لملمة الميليشيات المختلفة والفتات القبلي في العراق ضمن جيش وطني موحد وحكومة وطنية موحدة حتى يستطيع الاميركيون التقليص من تواجدهم، في حين انه يرى ان ذلك لن يتحقق من دون امرين: علاج ما بالصدمة، مثل إشارة قاطعة بانسحاب أميركي لتحفيز القادة العراقيين، والتوصل الى تسوية إقليمية، بما معناه حسم الحرب الباردة المحتدمة في الشرق الأوسط بين أميركا من جهة وايران وسورية من الجهة الأخرى، لان استقرار العراق بات مرهونا على استقرار لبنان وتسوية الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني. وختم المعلق الأميركي بالقول "دعوا العالم يعرف ان أميركا لن تمكث في العراق للأبد حتى تتحفز المفاوضات على الصعيدين المحلي والإقليمي"، مشددا على أن تناسي أو إهمال العراق لا يخدم المصالح العراقية، واذا كان ذلك حتما، فليكن بعد الخروج منه، "لا ونحن لا نزال هناك".

تساءلت صحيفة الخليج الإماراتية في افتتاحيتها أن التوافق أو غض النظر من إيران الذي سمح بتمرير الغزو الأمريكي لأفغانستان ثم للعراق، هل هو مستعص إلى حد يتعذر معه تمرير مخرج ما من مأزق الملف النووي الذي تهتز المنطقة على وقع التشدد المتبادل في شأنه بين واشنطن وطهران ومن معهما في الغرب وخارجه، أم أن الأمر ينتظر تبديلاً في السلوك وتغييراً ما في هذه الإدارة أو تلك، سواء في الولايات المتحدة أم في إيران؟. ورأت الصحيفة أنه في السياسة كل شيء ممكن، والتبدلات التي شهدها ويشهدها العالم في السنوات الأخيرة والتي تحوّل الأبيض إلى أسود والأسود إلى أبيض، حسب هوى المصالح، تؤشر إلى أن باب المخارج غير موصد بالمرة، ولهذا تبرز التناقضات في المواقف الأمريكية والإيرانية على حد سواء، تشدداً وليونة من آن إلى آخر. وأشارت الصحيفة إلى أن ثمة مد وجزر إذاً، وليس توزيع أدوار، لأن لكل اتجاه منطقه، في أمريكا كما في إيران، غير أن الأهم في ما يعوّل عليه لإبعاد شبح الحرب الجديدة عن المنطقة، التي مازالت تعاني إلى الآن من كارثة غزو العراق، هو أن يتنامى الاتجاه الثالث الذي تعبر عنه دول كبرى وكذلك وكالة الطاقة الذرية، والدول التي لا مصلحة فعلية لها في الحرب، وخصوصاً الدول العربية، للجم أي اندفاعة متطرفة تريد "إسرائيل" إشعال شرارتها لإغراق المنطقة بمزيد من الدماء والدمار والدموع. ورأت الصحيفة انه لتكن الشرعية الدولية، غير المسيّرة إلا لمبادئ الحق والعدل والتوازن، هي صاحبة القول الفصل والفعل الحاسم، خصوصاً لجهة إخلاء المنطقة كلها، وبلا استثناء، من أسلحة الدمار الشامل، والسماح بالاستخدام السلمي للطاقة النووية، وهذا مخرج مشرف لكل الأطراف، إلا إذا أصرّ أصحاب الرؤوس الحامية، أينما كانوا، على التلذذ بمزيد من الحرائق وبحور من الدماء وأكوام من الخرائب وأمواج من المشردين.

ذكرت الوكالات العالمية أن وزير المالية العراقية باقر جبر الزبيدي وصف محادثاته مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي بشأن تمديد الاتفاق المشترك بينهما والعراق بالايجابية، كاشفا عن أن اتفاقا أوليا قد حصل مع صندوق النقد الدولي سيفضي إلى إلغاء 30 مليار دولار من ديون العراق. وأوضح الزبيدي أنه بحث مع البنك الدولي السياسة النفطية في هذه الاجتماعات بسبب غياب وزير النفط حسين الشهرستاني، لأنه لم يحصل على تأشيرة دخول للولايات المتحدة. وحول الديون العراقية التي لم تشطب قال الزبيدي إنه سيعقد قريبا محادثات مع الروس حول هذا الموضوع، حيث يبلغ دينهم 13 مليار دولار، وبلغاريا وبولندا حيث لديهما ديون بنحو ثلاثة مليارات دولار، أما الدين الأكبر على العراق فهو لدول الخليج وهو قد يسقط بالتقادم، لأن النظام السابق لم يطالب به وهم أيضا لم يقدموا طلبا رسميا لاسترداده حتى الآن، ربما لأسباب سياسية، حسب قوله. ولفت وزير المالية إلى أن التقارير التي تناولت ظاهرة الفساد في العراق لا تشير إلى الحكومة الحالية فقط، مشددا على أن الفساد لازم الحكومات المتعاقبة وقبلها سلطة الائتلاف التي قادها السفير بول بريمر.

ذكر تقرير الميزانية في الكونغرس الأميركي أن حربي العراق وأفغانستان ستكلف حوالي4.2 تريليونات دولار العقد المقبل. وفي المقابل تعهدت السيناتور هيلاري كلينتون الساعية لنيل ترشيح الحزب الديموقراطي لخوض انتخابات الرئاسة الأميركية بالاعتراض على مطلب الرئيس جورج بوش تخصيص اعتمادات جديدة قدرها 196 ألف مليون دولار لتمويل الحرب. واعتبر تعهد كلينتون بمنزلة تشديد لهجوم حزبها على سياسة البيت الأبيض في العراق.

أفادت الوكالات العالمية أن أعضاء الكونغرس الأميركي وافقوا بالإجماع على مشروع قانون يعمل على خفض معدلات الانتحار بين الجنود الأميركيين الذين أنهوا خدمتهم العسكرية في فيتنام، وتوفير الخدمات العلاجية للجنود المصابين بأمراض نفسية وعقلية جراء استمرارهم في الخدمة في العراق وأفغانستان. واقترح المشروع الذي رفع إلى الرئيس جورج بوش للمصادقة عليه، بسبب تزايد قلق النواب الأميركيين من تفاقم أعداد حالات الانتحار بين المحاربين السابقين في الدول التي تورطت الولايات المتحدة في حروب على أراضيها. وقال عضو الكونغرس الديموقراطي بوب فلنر الذي يترأس لجنة شؤون المحاربين القدامى إن ’’’’الوقاية من الانتحار أصبح للأسف مسؤوليتنا تجاه الجنود المستمرين في الخدمة والمتقاعدين منهم على حد سواء، فالأرقام التي تكشفها الإحصاءات فظيعة لأن عدد المنتحرين من المحاربين السابقين في حرب فيتنام هو عدد الجنود الأميركيين أنفسهم، الذين قتلوا في ساحة المعركة في ذلك البلد، أي أكثر من 58 ألفا".

حوارات فضائية

*قناة الجزيرة. البرنامج "حصاد اليوم".

قالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليسا رايس إن البرنامج النووي الإيراني ودعم طهران للإرهاب يمثلان ربما أكبر تحد لأمن الولايات المتحدة، معتبرة أن الولايات المتحدة ستقضي على أنشطة إيران "الخبيثة" في العراق وتوقف سلوكها الذي يزعزع الاستقرار في أنحاء المنطقة.

قال الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد إن الولايات المتحدة لن تشن هجوما على إيران لحملها على وقف برنامجها النووي، معتبراً أن ما تبقى من الملف النووي لدى مجلس الأمن مجرد قصاصات ورق بلا قيمة، يمكنهم أن يضيفوا إليها قصاصات ورق أخرى، لكن هذا لن يؤثر في إرادة الشعب الإيراني.

حدث و اتجاه... لبناني

يرى مصدر قيادي في المعارضة أن التصعيد بلغ ذروته يوم أمس في خطاب قائد القوات اللبنانية سمير جعجع، الذي تركز على رفض التوافق من حيث المبدأ وتسخيف فكرة البحث عن رئيس لا ينتمي إلى أي من خندقي الموالاة والمعارضة. وتقول المعلومات أن جعجع يتصرف على أساس أن حلفاءه في 14 آذار سوف ينضمون إليه في الحصيلة، ليكون صاحب الحظ الأوفر في تسميته لرئاسة النصف زائد واحد أو من حضر.

إعلاميا تتركز الأضواء على ما يجري في لجنة بكركي مع افتراض أن حصيلة اللائحة التي ستصل إليها اللجنة بأسماء المرشحين ستنقل إلى رئيس مجلس النواب الذي يدير مفاوضات مباشرة مع النائب سعد الحريري. وقد استبعدت الأوساط الإعلامية والسياسية المعنية أن تنتهي نقاشات بكركي إلى تسمية شخص واحد كمرشح رئاسي تتوافق عليه الأطراف المارونية الرئيسية.

الديناميكية التي حركها في المناخ السياسي المسيحي لقاء العماد عون والرئيس أمين الجميل، خفضت من نسبة المخاوف التي عاشها الشارع حول احتمالات انعكاس التصادم في احتكاكات داخلية خطيرة، لا سيما في منطقة المتن الشمالي، وعلم في هذا المجال أن مندوب التيار الوطني الحر كان المبادر في أولى اجتماعات بكركي إلى طرح اسم الرئيس الجميل على لائحة المرشحين الثلاثة عشر المطروحة للتداول، وقد جوبه برفض من ممثلي الموالاة.

مع توقف الاتصالات الداخلية لأيام، بانتظار حصيلة مبادرة بكركي تتواصل التحركات الخارجية، وتستقبل بيروت وزير الخارجية المصري. وفي كلام الكواليس ان احتمالات التداول في أسماء محددة كمخرج من الاستعصاء قبل الموعد الجديد لجلسة الانتخاب في 12 تشرين الثاني، تبدو واردة بقوة. في حين تلقت الدوائر السياسية اللبنانية كلام كونداليزا رايس أمام الكونغرس يوم أمس، وتقرير أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، بمزيد من القلق حول حقيقة النوايا الأميركية الداعمة لمنطق التفجير حتى الآن، والبعيدة كليا عن جميع التحركات والمبادرات الساعية إلى تعزيز فرص التوافق اللبناني على رئيس، وسط استمرار قرع طبول الحرب في المنطقة من الجانبين الأميركي والإسرائيلي، وما تشيعه بعض أطراف الموالاة بين محازبيها مجددا عن سيناريوهات التفجير الأمني المواكبة لعدوان إسرائيلي على سوريا ولبنان.

الصحف اللبنانية

وسط انتظار الأوساط السياسية على اختلافها ما ستؤول إليه مبادرة بكركي في شأن الاستحقاق الرئاسي، قالت الصحف الصادرة صباح اليوم في بيروت أن اللجنة الرباعية المكلفة متابعة هذه المبادرة قد اقتربت بحسب صحيفة النهار في اجتماعها الرابع مساء أمس من المرحلة الأخيرة الحاسمة التي سترسم حدود مهمتها وهي تحديد لائحة ضيقة بأسماء المرشحين الذين وصل عددهم إلى 13 مرشحا، وقالت الصحيفة إن آلية التسميـة تصطـدم بعقبـات وعــودة مندوبي اللجنة الى قياداتهم. أما صحيفة السفيـر فأشارت إلى الزيارة التي سيقوم بها رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب عن حزب الله محمد رعد الى بكركي لدعم مبادرتها فيما النائب ميشال عون ينصح البطريرك صفير بعدم تسمية أحد، وقالت الصحيفة أن وزير خارجية مصر أحمد أبو الغيط، يصل اليوم، إلى بيروت، في زيارة استكشافية، يدشّن من خلالها مرحلة جديدة من الاهتمام المصري وربما العربي بالملف اللبناني، فيما تتواصل المشاورات السعودية الإيرانية سعيا إلى انجاز تفاهم ما حول الملف اللبناني قد يمهد لزيارة يقوم بها وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إلى طهران، علما أن واشنطن لم تحسم حتى الآن، موقفها النهائي. من ناحيتها صحيفة الأخبار قالت أن إسرائيـل تستكمــل جهـوزيّتهـا للحـرب. مشيرة الى أنه ظهرت في إسرائيل أمس إشارات تنبئ بأن الحرب المقبلة في المنطقة باتت وشيكة، عزّزتها تصريحات لوزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أكدت فيها أن إيران باتت "العقبة الكبرى الوحيدة أمام المصالح الأمنية الأميركية في الشرق الأوسط والعالم"، متوعدة بـ"القضاء" على "أنشطتها الخبيثة".

أخبار المرئي في لبنان

قرأت مقدمات نشرات التلفزة اللبنانية في أهمية التحرّك السياسي العربي والدولي الذي تشهده الساحة السياسية اللبنانية للوصول إلى رئيس توافقي، فقالت قناة المنار إن النقطة الأكثر إثارة للقلق هي الحرائق المتنقلة بين المناطق اللبنانية والمفتعلة بحسب تأكيد الوزير حسن السبع، ما يطرح أكثر من علامة استفهام عمّن يقف خلف هكذا ارتكابات تأتي على ما تبقّى من ثروة حرجية ومصدر لحياة صحية باتت نادرة في عالم اليوم المتلوث. ورأت قناة الجديد NTV ان العمل جار على إخماد الحرائق الطبيعية منها والسياسية، الأولى لا يُستبعد ان تكون مفتعلة بحسب وزير الداخلية حسن السبع، والثانية قد تتحول حرائق بفعل فاعل ما لم يغتنم اللبنانيون فرصة الأيام الفاصلة عن جلسة الثاني عشر من الشهر المقبل، مسعفو الحرائق السياسية يتوزعون رسلاً بين مقار القرار الرئاسي، كذلك على وقع تفعيل اللجنة الرباعية التي حُقنت بالمقويات السياسية لكي تثمر مواصفات رئيس له قوة التعايش مع الأضداد. واعتبرت الشبكة الوطنية للإرسال NBN وكأنه ممنوع على اللبنانيين أن يرتاحوا فما كاد بعض الأمل يتسلل إلى قلوبهم بإمكانية إطفاء الحريق السياسي على أبواب استحقاق الانتخابات الرئاسية،حتى استأنف مسلسل الحرائق المتنقلة حلقاته ليحصد المزيد من المساحات الخضراء ويهدد ما تمكن اللبنانيون من إنقاذه قبل حوالي الشهر،علماً ان أسنة اللهب التي أضاءت سماء المناطق المحروقة مساء امس فضحت الظلام الذي يلف المنازل الآهلة بالسكان والسبب كالعادة هو التقنين الكهربائي القاسي المفروض على هؤلاء بحجة او من دون حجة. ورأت قناة OTV (قريبة من التيار الوطني الحر) أن لا جديد على الساحة السياسية اللبنانية اليوم (أمس)، باستثناء زيارة موفد للحريري إلى بكركي وتوقع زيارة وفد من حزب الله إليها غداً (اليوم) واستئناف اجتماعات لجنة متابعاتها، ولا جديد اليوم باستثناء جولة مكوكية للنائب ميشال المر بين عين التينة وقريطم وجولات لدبلوماسيين غربيين وشرقيين وامميين على دزينة من المسؤولين. واعتبرت المؤسسة اللبنانية للإرسال LBC أن البلاد تعيش على أخبار اللقاءات السرية الثنائية أو الثلاثية أو على أخبار الدعوات إلى الغداء أو العشاء، فإذا انعقد لقاء استبشر السياسيون خيراً واذا تأخر لقاء ارتفع منسوب الإحباط. واقع الأمور أن معظم اللقاءات غير منسقة حتى ليبدو الأمر وكأنها حفلة تسابق من يلتقي من ومن يسبق من إلى اللقاء. وفي المحصلة دوران في حلقة مفرغة وعقد آمال على لقاءات جديدة. وقالت قناة المستقبل أن لا خروقات في جدار الأزمة وان كانت دائرة الانفراج قد اتسعت. هكذا يمكن وصف الوضع حتى اللحظة في ظل الاتصالات المتلاحقة في كل الاتجاهات بهدف تهيئة الأجواء الايجابية لجلسة الثاني عشر من تشرين الثاني.

حوارات المرئي في لبنان

*الشبكة الوطنية للإرسال NBN. البرنامج "مختصر مفيد".

أكد رئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون انه مرشح توافقي، وان اللقاء بينه وبين الجميل خطوة ايجابية، ولكن ليس تحالفاً سياسياً. واستغرب عون تسريب معلومات عن لقائه بالحريري أمس رغم أن الموعد لم يحدّد بعد، وهناك اتصالات مؤكدة أن اللقاء مع جنبلاط مستبعد الآن في ظل خطابه التهديدي. وأكد عون التزام التيار التفاهم مع حزب الله ولم يقدم أحدا أفضل منه، والذين يدعون إلى الحوار حول سلاح حزب الله لأسباب انتخابه طرحناه في وثيقة التفاهم. وتمنى عون على البطريرك صفير عدم تسمية أي اسم لرئاسة الجمهورية، وأشار إلى انه يمكن أن يحصل انقلابا على انقلاب الانتخابات بالنصف زائد واحد.

إتجاهات " نشرة سياسية يومية تصدر عن جريدة أخبار الشرق الجديد. يمكنكم الإطلاع على مضامينها باللغتين الفرنسية والإنجليزيةكذلك على موقع الشبكة باللغتين السالفتي الذكر. كما يمكنكم تصفح التقرير الإقتصادي اليومي أيضا "مؤشرات" باللغتين العربية والإنجليزية على موقعنا.