تقول الأنباء إن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ألمح خلال مشاركته في اجتماع لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الى وجود تحرك سياسي مع سوريا، مؤكدا أنه يريد سلاما مع دمشق غير مسبوق بأي شروط، ومعبرا عن أمله أيضا بأن تحضر سوريا مؤتمر أنابوليس للسلام، وفي الوقت ذاته يعلن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي آفي ديشتر أن سوريا وإسرائيل يمكن أن تتوصلا إلى سلام.

هذه تصريحات إسرائيلية تقرأ بأنها مفعمة بـ«الأمل» تجاه السلام مع سوريا، لكن اللغز يبقى في توقيت هذه التصريحات والأشخاص الذين خرجت منهم، إلا أن اللغز لم يبق «لغزا»، إذ انكشفت أهدافها الحقيقية حال إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي «العمالي» ايهود باراك لتصريحات مماثلة، بل ومفعمة أكثر بـ«الأمل» إذ كشفت أن وراءها حربا سياسية من الطراز الرفيع تدور رحاها في كواليس السياسة في تل أبيب، فقد التقطت الصحافة الإسرائيلية تصريحات باراك وحللتها بالشكل الذي يقبل به المنطق، هذا الهدوء في اللهجة تجاه دمشق، فقد اعتبر معلق الإذاعة العامة الإسرائيلية قول باراك إن حضور سوريا في أنابوليس أمر منشود، بأنه محاولة لإبراز خلافه مع أولمرت عبر الرهان على «الورقة السورية»، وهذا يعني أن ساسة إسرائيل، وإن كان جرحهم مازال نازفا بعد معركة الصيف مع حزب الله، إلا أنهم يحاولون استغلالها في تصفية حساباتهم الداخلية، بمعنى أن الورقة السورية وخلفياتها المبنية أساسا على حرب لبنان، ستكون الأبرز في الانتخابات القادمة، فالإسرائيليون لا يريدون حربا أخرى مع سوريا تكون نتائجها أكثر ألما من «الوصول الى حيفا وما بعد بعد حيفا»، وعليه فإن زعماء إسرائيل باتوا يعملون من الآن على طمأنة الرأي العام الإسرائيلي بأن احتواء سوريا وفسخ تحالفها مع إيران وحزب الله ممكن، لا سيما إذا ما اندلعت حرب إقليمية مع إيران ستكون إسرائيل أحد أركانها بكل تأكيد.

وزير الدفاع الإسرائيلي السابق ونائب رئيس الوزراء الحالي شاؤول موفاز، صعَّد مؤخرا من اللهجة تجاه إيران مؤكدا أن الحرب خيار مطروح إذا أصرت طهران على عدم التنازل عن برنامجها النووي، والآن يهدئ القادة الإسرائيليون من اللهجة تجاه سوريا في الوقت الذي تقول فيه المعلومات إن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ستدعو دمشق رسميا لحضور مؤتمر أنابوليس، وما بين خطابي الحرب والسلام، ما يؤكد أن الحرب قادمة بعد ضمان الحياد السوري، وهذا هو قمة التكتيك الأميركي-الإسرائيلي.

مصادر
الوطن (قطر)