مضى اسبوع واحد فقط على مشاركة سوريا في مؤتمر السلام الذي رعته الولايات المتحدة الا ان هذه المشاركة بدأت تؤتي ثمارها بالنسبة للرئيس بشار

مضى اسبوع واحد فقط على مشاركة سوريا في مؤتمر السلام الذي رعته الولايات المتحدة الا ان هذه المشاركة انعكست بشكل مباشر على مجمل العلاقات الإقليمية والدولية تجاه سورية.

العالم العربي يعامل سوريا الان بحرارة اكثر والانتقاد الحاد الذي اعتادت واشنطن على توجيهه لسوريا بدأ يخف وتحصل سوريا على تقدير داخل العراق بسبب انخفاض عمليات التسلل عبر حدودها.

لم تحقق سوريا بعد هدفها بعيد المدى وهو استئناف المحادثات مع اسرائيل التي تأمل من خلالها باستعادة هضبة الجولان المحتلة، وحتى الان لا ينظر بجدية الى تلك المحادثات.

ولكن الجبهات الاخرى تشهد مرونة اكثر بالنسبة لدمشق منذ حضورها مؤتمر انابوليس يوم 27 من تشرين الثاني الماضي.

في لبنان يقترب قائد الجيش الذي وافقت عليه سوريا قبل 9 اعوام من تولي منصب رئاسة الجمهورية بعد ان سحبت الموالاة مرشحيها وايدت ترشيح العماد ميشيل سليمان وهذا التحول الحاد الذي من شأنه المحافظة على المصالح السورية في لبنان ما كان ليحدث لوا ذوبان الثلج في العلاقات السورية - الاميركية.

المحللون يقولون ان سوريا لم تخرج بعد من الخطاف.

ساطع نور الدين كتب في صحيفة السفير المقربة من المعارضة اللبنانية »فتح مؤتمر انابوليس نافذة ضيقة امام دمشق ولكن في المقابل اخضعها لسلسلة من الاختبارات وليس الحوافز.

سوريا من جانبها تؤكد انها تجعل من مصالحها اولويات لها، وقال سليمان حداد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان السوري: لم نذهب الى المؤتمر لارضاء احد، والمؤتمر كانت له عواقب كالتي نشاهدها في لبنان مثل تخفيف التوتر سوريا ذهبت الى انابوليس من اجل الجولان ومساندة الجهود الجماعية الدولية.

وعلى اي حال فان السوريين يقطفون الثمار بكسر العزلة العربية والغربية التي كانت مفروضة عليهم.

فالعلاقات السورية مع الولايات المتحدة سادها التوتر لفترة طويلة ووجهت واشنطن اتهامات الى دمشق بالتدخل في شؤون لبنان والعراق وكذلك سجل دمشق في مجال حقوق الانسان الا ان نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد حصل على مصافحة حارة ولم يسمع ايا من الانتقادات التي وجهت الى سوريا خلال السنوات القليلة الماضية.

وبعد يومين صرح المتحدث باسم الخارجية الاميركية شين ماكورماك بان المشاركة السورية تظهر »انهم يفهمون ان هناك طريقا اخر يمكن ان يقرروا السير فيه، وهو طريق بناء اكثر.

واعتبر مؤتر انابوليس الى حد كبير هادفا لعزل ايران وذلك بحشد الدول المعتدلة في المنطقة وراء جهد جديد للسلام في الشرق الاوسط وكانت الولايات المتحدة تأمل بدق اسفين بين سوريا وحليفتها طويلة الامد ايران التي عارضت عقد المؤتمر.

الا ان سوريا ارسلت مقداد الى ايران ليؤكد من جديد قوة الروابط بين دمشق وطهران واحتواء اي ردود فعل ايرانية على مشاركة سوريا في انابوليس.

كما ان الاصوات من داخل العراق مريحة كذلك حيث يسجل لسوريا انها اتخذت خطوات للحد من تدفق المقاتلين الاجانب الى العراق بعد سنوات من اتهامات بالسماح لهم بالتسلل عبر حدودها.