قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أمس "إن التنسيق الثلاثي المصري السعودي السوري لا يختفي ونحن نريد علاقات قائمة على التفاهم والتعاون والاحترام المتبادل، وأضاف ان ما يحقق مصالح سورية يحظى برعاية مصرية.

وأعلن أبو الغيط في مؤتمر صحافي رفض بلاده للممارسات الاسرائيلية وخطط الاستيطان التى اعتبرها تمثل عقبة كبيرة امام عملية السلام، وحول التوتر فى العلاقات مع الولايات المتحدة واقتطاع جزء من المعونة وما تقوم به اسرائيل في هذا الصدد، اتهم أبو الغيط اللوبي الاسرائيلي داخل الكونجرس بالوقوف خلف هذا القرار، وقال ان اسرائيل نفسها كانت وراء هذه الحملة، مشددا على ان مصر لن تسمح بهذا الامر ابدا ولن تسمح بأن تؤثر هذه الحملات على علاقاتها بالولايات المتحدة، مضيفا ان هذه العلاقة ثنائية ولن تكون اضلاعا لمثلث وسنحبط اي مؤثرات لاطراف اخرى.

واشار أبوالغيط الى ان مصر تقوم بدورها بالمشاركة فى عملية السلام ودعم كل الجهود المبذولة وتتصدى في ذات الوقت للخروقات التي قد يقوم بها البعض على الحدود مع قطاع غزة بما يؤدي الى الاساءة للعلاقات المصرية مع الفلسطينيين ومع اسرائيل، وشدد في ذات الوقت على ضرورة تفهم اسرائيل والاتحاد الاوروبي للابعاد الانسانية من وراء سماحها بعبور عائلات فلسطينية عبر الحدود داعيا للتوصل الى تفاهمات جديدة بهذا الخصوص، ومؤكدا ان مصر لن تتراجع عن موقفها حيال هذه القضية الانسانية.

وحول مغزى تغيير الكونجرس لموقفه وانتهاك سياسة العقوبات لاول مرة مع مصر وعما اذا كان هناك بعدا جديدا تسبب فى هذا القرار نفى ابو الغيط ذلك بشدة وقال انه منذ الانسحاب الاسرائيلي من غزة ثم سيطرة حماس على القطاع بدأ التوتر في العلاقة بين الفلسطينين والاسرائيليين خاصة في القطاع ومعها ادعاءات اسرائيل حول التحرك المصري تجاه حماس، ونوه الى ان العلاقة المصرية الاميركية صحية وهناك اجتماعات وحوارات لمصلحة هذه العلاقة ودعم الاستقرار في المنطقة معربا عن امله في الا تنجح اي مساعٍ خارجية للتأثير السلبي على هذه العلاقة.

وقال انه مازال يرى ان الادارة الاميركية تقع عليها المسؤولية لفرض رؤيتها على الجانب الاسرائيلي لافتا الى انه تناول هذا الامر ايضا في رسالته لنظيرته الاميركية كوندوليزا رايس لوقف كل الانتهاكات.

وكشف ابو الغيط انه بعث برسالة بهذا الخصوص الى رايس معربا عن اعتقاده بأن جولة الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش للمنطقة تعكس جدية ادارته للحفاظ على هذه العملية ودعمها ودفعها للمفاوضات بين الجانبين والوفاء بما تم الاتفاق عليه.

ومن جانب آخر، اكد ابو الغيط ان مصر تؤيد كل تهدئة بين حماس واسرائيل في غزة مشددا على انها لا تقبل ولا توافق ابدا على كل ما تقوم به اسرائيل من اجراءات تتسبب في المزيد من المعاناة نافيا وجود صفقة لاطلاق الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليت المحتجز منذ اكثر من عام ونصف العام.

وعما اذا كانت القاهرة مستعدة لاستضافة القمة العربية القادمة قال نحن لا نبحث هذا الموضوع ولا ينبغى تناوله من الاساس وتابع قوله ان هناك علاقة جيدة بين مصر وسورية، معتبرا ان دمشق تشكل عنصر استقرار اساسي فى المنطقة، ومشددا على ان ما يحقق مصالح سورية يحظى برعاية مصرية، لكنه اشار الى انه لا ينبغي لأي طرف عربي ان يسمح لقوى خارجية بالتأثير على الاقليم بما يضر بمصالح دوله ومن بينهم مصر.

وردا على سؤال حول العلاقة المصرية الايرانية قال ابو الغيط ان هذه العلاقات مازالت في اطار الحوار الجاد والمكثف بين البلدين الذي يستهدف التوصل الى تفاهمات شاملة لكافة القضايا من اجل تقنين هذه العلاقة وصولا الى اقامة علاقات دبلوماسية كاملة، واعلن انه سيلتقي مع علي لارجاني، وسيتناول في اللقاء مختلف جوانب العلاقات المصرية الايرانية التي شدد القول انها ليس بها اي توترات وانما تشهد مناقشات جادة والبحث في سبل دفعها الى الامام.

ومن ناحية أخرى اعرب ابو الغيط عن امله في ان ينجح القادة اللبنانيون في الحفاظ على أمن واستقرار البلاد والا يسمحوا لاطراف خارجية العبث بها داعيا هذه الاطراف ان ترفع ايديها عن لبنان التى اعتبرها تسعى الى مصالحها الخاصة على حساب مصالح لبنان وشعبه، املا ان تفطن كل القيادات اللبنانية هذا الامر للعزل بين خلافاتها، وبين التدخلات الخارجية، كما تمنى ان تشهد الاسابيع القليلة القادمة تقدما في الحوار لسرعة انهاء المسائل المعلقة وقال ان هذا الامر يحتاج الى مزيد من المناقشات العربية ودور الجامعة العربية وامينها العام لمساعدة اللبنانيين للسيطرة على هذا الوضع.

وحول الاتحاد المتوسطي والطرح الفرنسي بشأن هذه القضية وعما اذا كانت تستهدف دمج اسرائيل قال ابو الغيط ان هذه الفكرة مازالت في طور المناقشة وانه تم تعديلها الى الاتحاد من اجل المتوسط بما يعني الحوار وتبادل الحوار بين الطرفين الشمال والجنوب قبل بلورتها مشيرا الى ان زيارة الرئيس الفرنسي ساركوزي للقاهرة ولقائه بالرئيس مبارك من المؤكد ان تشهد الحديث حول هذه القضية.