مع أن منظموه أكدوا مراراً وتكراراً أنه لن يكون عاملاً في زيادة "الشرخ والانقسام" الذي تشهده الساحة الفلسطينية حالياً، وأصروا دائماً على أنه "وحدوي وتوحيدي"، إلا أن "المؤتمر الوطني الفلسطيني" الذي افتتح أعماله يوم الأربعاء، كان شاهداً ـ من خلال الكلمات التي ألقيت في جلسته الافتتاحة ـ على الوضع الخطير الذي تشهده الجبهة الفلسطينية الداخلية لجهة الانشقاق الحاصل بين الأخوة أنفسهم ما ينذر بخطر داهم يتهدد القضية الفلسطينية ككل ويهدد بضياع حقوق الشعب الفلسطيني الذي ناضل ستين عاماً وما زال كي يسترجعها.

ورغم أنه لا جديد في مواقف قادة الفصائل التي كرروها في كلماتهم في الجلسة المشار إليها، إلا أنها دلت على أن علاقتهم مع السلطة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس، ومع حركة فتح بزعامة عباس أيضاً وصلت إلى حد من التأزم يبعث معه على القلق بحيث أصبح من المُلِح والضروري إيحاد وفي أسرع وقت ممكن آليات يتم عبرها إطلاق حوار فلسطيني ـ فلسطيني يشمل جميع القوى والفصائل السياسية على الساحة الفلسطينية.

وكانت أعمال "المؤتمر الوطني الفلسطيني" بدأت في دمشق صباح يوم الأربعاء بمشاركة فلسطينية واسعة وسط مقاطعة كل من حركة فتح برئاسة الرئيس محمود عباس والجبهتين الديموقراطية والشعبية لتحرير فلسطين رغم تلقيهم دعوة رسمية للمشاركة.

ويبحث المؤتمر الذي يُقام تحت شعار "الحقوق الوطنية الفلسطينية" على مدى ثلاثة أيام في المخاطر التي تهدد حقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حق العودة للاجئين الفلسطينيين كما سيؤكد التمسك باستعادة الحقوق الفلسطينية المغتصبة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وكذلك البحث عن آلية لإعادة الحوار بين حركتي فتح وحماس ورأب الصدع الذي يهدد الجبهة الفلسطينية الداخلية إضافة إلى بحث ما يجري في قطاع غزة والضفة الغربية في ظل استمرار المجازر والحصار الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني.

ويشارك في تنظيم المؤتمر ثمان من الفصائل الفلسطينية وهي: حركة حماس، وحركة الجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة، ومنظمة الصاعقة، وحركة فتح الانتفاضة، وجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، وجبهة التحرير الفلسطينية، والحزب الشيوعي الفلسطيني الثوري، وممثلين عن جيش التحرير الفلسطيني، ومثثلين عن عدد من الفعاليات الفلسطينية المتنوعة.

واتفق القادة الفلسطينينون في كلماتهم التي ألقوها على ضرورة رفع الحصار عن غزة، وطالبوا الرئيس عباس بإيقاف مفاوضاته مع إسرائيل، وأكدوا على حق الشعب الفلسطيني في المقاومة حتى التحرير وحقه في تقرير مصير وإقامة دولته وعاصمتها القدس وحق في العودة إلى أرضه وممتلكاته ودياره.

وطالبت الكلمات بإعادة رصَّ الصف الفلسطيني وتوحيده وإيجاد آليات لإعادة إطلاق الحوار بين حركتي فتح وحماس لتمتين الجبهة الداخلية، كما طالبوا بإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية وإعادة بنائها من جديد وتفعيل وإحياء مؤسساتها.

وانتقد المتحدثون زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش للمنطقة، كما انتقدوا الاستقبال الحافل الذي لقيه اثناء جولته على الدول العربية في المنطقة.

وتحدث في جلسة الافتتاح رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر والرجل الثاني في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة الدكتور طلال ناجي، وبسام الشكعة الذي انتخب رئيساً للمؤتمر وهو كان انتخب رئيسا لبلدية نابلس على رأس قائمة وطنية في آخر انتخابات جرت للبلديات الفلسطينية عام 1976، ومنتصف العام 1980، تعرض الشكعة لمحاولة اغتيال وقفت وراءها إسرائيل، وأدت انفجار عبوة وضعت في سيارته إلى بتر رجليه.

كما كان من بين المتحدثين خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماسن والدكتوررمضان عبد الله شلح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، وأحمد جبريل أبو جهاد زعيم الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة وفعاليات فلسطينية أخرى.

وأشار ناجي إلى أن الإدارة الأميركية عملت من خلال تحركات ومساع على الصعيدين الفلسطيني والعربي من أجل تمرير مشروع جديد يرمي لفرض سياسة الولايات المتحدة وهيمنتها على المنطقة بعد فشلها في تمرير مشروع الشرق الأوسط الجديد بفضل صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته والمقاومة اللبنانية فضلاً عن المآزق التي تعاني منها في العراق وأفغانستان وصمود سورية وصمود إيران.

واعتبر ناجي أن السبيل الوحيد لحماية قضية الشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية يمر عبر تعزيز العمق العربي والإسلامي وبالتعاون مع كل قوى التحرر العالمية ورفض المخططات التآمرية للإدارة الأمريكية وحليفها العدو الصهيوني.

وأعلن رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر رفض الشعب الفلسطيني لكل الاتفاقيات التي أبرمت مع العدو الصهيوني ودعا إلى استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية لمواجهة تصفية القضية والحقوق ومخاطر التوطين والتهجير والوطن البديل مؤكداً أن أي جهة لا تملك التنازل عن حق العودة أو عن القدس وقال إن القضايا المصيرية لا يمكن أن تقررها أي من القوى الفلسطينية منفردة بل هي مسؤولية كل القوى وكل الشعب الفلسطيني أينما وجد.

وحذر ناجي من الانقسام الحاصل على الساحة الفلسطينية ودعا إلى دعم جميع المساعي لتوحيد الموقف الفلسطيني.

رئيس المؤتمر بسام الشكعة لفت الانتباه إلى أن الانقسام الداخلي الحاصل حالياً في الصفوف الفلسطينية لم يبدأ مع فوز حماس في الانتخابات التشريعية وإنما الانقسام والانحراف والانفصال بدأ بعد حرب تشرين الأول أكتوبر 1973 وبدء المفاوضات بين مصر وإسرائيل مروراً باتفاق كامب ديفيد.

ورفض سامي العطاري عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي التحريض الأميركي الإسرائيلي للعرب على إيران.

وأكد أنه لا بديل عن الوحدة الوطنية الفلسطينية لحماية القضية الفلسطينية، وناشد الفصائل والقوى الفلسطينينة بالعودة إلى طريق الحوار لحماية حقوق الشعب الفلسطيني الثابتة ولتحقيق اهدافه في التحرير والعودة وغقامة الدولة الوطنية الفلسطنينة.

وألقى الدكتور منير شفيق كلمة المؤتمر القومي الإسلامي مؤكداً أن الثوابت أن فلسطين كل فلسطين هي من حق الشعب الفلسطيني وقال إن التحديات تتمثل باستمرار المفاوضات (الفلسطينية الإسرائيلية) والهجمة على غزة ومطاردة حكومة (سلام) فياض في رام الله للمقاومة وتفكيك خلاياها في الضفة الغربية.

وطالب شفيق بوقف المفاوضات مع إسرائيل لأن استمرارها مع استمرار التوسع والاستيطان والاغتيالات والهجمة على قطاع غزة يطرح سؤالاً حول جدوى الاستمرار في المفاوضات وحذر من استمرارها كي لا تتكرر تجربة اتفاق أوسلو.

وفي كلمته، طرح خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ما أسماه "مفاتيح استراتيجية بديلة لكي يتم التوافق عليها تتمثل في:

1ـ حسم مسألة التحرير قبل الدولة، والأرض قبل السلطة.

2ـ والحسم والحزم في الإصرار على الحقوق الفلسطينية.

3ـ المقاومة هي أساس الاستراتيجية المقترحة.

4ـ توفير متطلبات الصمود.

5ـ أن نتوحد فلسطينياً على هذه الاستراتيجية أو ما نتوافق عليه من أجل تحرير أرضنا وقدسنا وتحقيق حق العودة والتخلص من هذا الاحتلال البغيض وعند ذلك نستعيد سيادتنا".

وطالب مشعل مصر بإلغاء اتفاقية معبر رفح مع الجانب الإسرائيلي وخاطب "العرب جميعاً وخاصة إخواني في مصر " قائلاً "لا تقولوا إن اتفاقاً دولياً يحكم معبر رفح، فإن أهم معيار لرفع الحصار عن غزة هو أن يفتح معبر رفح ليكون فقط فلسطينياً مصرياً خالصاً دون ابتزاز".

ونفى أن تكون مصر طرفاً في الاتفاق الخاص بمعبر رفح قائلاً إنه لا يلزم مصر واعتبر أن الذي وقع هذا الاتفاق أراد أن يركب صهوة ثمرة لم يصنعها وأكد "رحيل شارون عن غزة صنعته المقاومة وليس المفاوض الفلسطيني".

وقال إذا كان اتفاق معبر رفح دولياً فقد سبق لمصر أن ألغت معاهدة 1936 مع بريطانيا التي أبرمها مصطفى النحاس رئيس وزراء مصر وألغاها نفسه سنة 1951، مذكراً أياً أن مصر أممت قناة السويس والدول الخليجية أممت النفط طاوية صفحة الارتهان للغرب خالصاً إلى أن المعاهدات والاتفاقات ليست قيداً.

وحذر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس من الاستكانة إلى الدعاوى التي تقول إن الحصار رفع عن غزة قائلاً إن ما دخل إلى غزة هو كميات محدودة من الوقود بهدف تضليل الرأي العام العربي والعالمي وأكد استمرار الحصار معتبراً أن ما جرى هو خديعة إسرائيلية وقال إن المعركة لم تنته بعد حتى لو دخل الوقود وأُعيدت الكهرباء إلى غزة وأغرق القطاع بالوقود والكهرباء لأن الهدف هو رفع الحصار كاملاً عن غزة ولا نقبل هدفاً بديلاً عنه.

ونفى مشعل أن يكون اقتحام الفلسطينيين للجدار الفاصل بين قطاع غزة ومصر تم بقرار تنظيمي وإنما بقرار شعبي وذلك نتيجة طبيعية وعفوية للجوع وقال لا تلوموا المحاصر حين ينتفض نافياً أن تكون الانتفاضة تستهدف مصر أو الأمة العربية وإنما الكيان الصهيوني والأميركي.

وقال لا تلوموا أهل غزة حين يحطموا الجدار فلماذا تبقى الأمة العربية الإسلامية صامتة تجاه الحصار المفروض على غزة دون أن تفعل شيئاً.

وطالب مشعل بعدم المراهنة على مجلس الأمن الدولي مشيراً إلى أن المجلس انعقد في اليوم السابق وما زال يبحث في الصياغات مضيفاً: أملنا ليس في مجلس الأمن، وإنما في الله الواحد القهار وفي أمتنا العظيمة مؤكداً "وجهتنا صوب أمتنا والكيان الصهيوني مسؤول بحكم القانون الدولي عن توفير كل مستلزمات الشعب الفلسطيني الخاضع للاحتلال وقال إن قطع الكهرباء عن غزة كشف حقيقة المأساة للرأي العام العربي والدولي مشيراً إلى أن غزة هي أكبر سجن في التاريخ وقد آن لهذا السجن أن يتحطم.

وتوجه مشعل بخطابه للعرب على المستوى الرسمي قائلاً: لا أحد يصدق اليوم من أبناء شعبنا الفلسطيني والعربي أنكم لا تستطيعون رفع الحصار عن غزة، لا تقولوا هذا حصار إسرائيلي أو أميركي وهناك اتفاقات دولية..نعم هو حصار إسرائيلي وأميركي ولكن العرب بوسعهم أن يكسروا الحصار، مطالباً الاجتماع الوزاري الذي سينعقد في القاهرة تحت مظلة جامعة الدول العربية في 27 من الشهر الجاري أن يتخذ قراراً واحداً ينص على رفع الحصار عن غزة وقال لن نقبل غير ذلك.

وحول عرض سلطة رام الله استلام المعابر في غزة أعلن مشعل "استعداد" حركة حماس والحكومة المقالة برئاسة اسماعيل هنية " لأن نتفاهم مع الأخوة في رام الله ومع الأخوة في مصر على كيفية إدارة هذه المعابر نحن لا نريد السيطرة على شيء نحن نريد الحرية والفرج لشعبنا الفلسطيني" نافياً أن تكون حركة حماس تحتكر الشرعية الفلسطينية " فنحن جزء أساسي من الشرعية الفلسطينية ومن الوطن والمسار الوطني الفلسطيني".

وتوجه مشعل بكلامه غلى افسرائيليين الذين وصفهم "بالصهاينة الأوغاد"، وقال لهم "لا تراهنوا على انكسار غزة ولا انكسار الضفة وأقول للمعنيين وغير المعنيين ولكل من راهن على انكسار غزة وانكسار الضفة وانكسار المقاومة وانكسار الشعب الفلسطيني وانكسار حماس أقول لهم أنتم واهمون الكل ينكسر ولا ننكسر".

وفيما يتعلق بالمؤتمر الوطني الفلسطيني أكد مشعل أن " هذا المؤتمر ليس مؤتمراً انقسامياً وليس خلافياً ولا يعزز الشقاق فلسطينياً وعربياً" " كما أنه ليس مؤتمر معارضة" وأشار إلى أن من بين المشاركين في المؤتمر من شارك في تأسيس منظمة التحرير وكان عضواً في لجنتها التنفيذية لسنوات طويلة.

وأكد مشعل استعداد حركة حماس لحوار غير مشروط برعاية فلسطينية أوعربية، رسمية أو شعبية لنبحث في كل شيء من أجل فلسطين وشعبها والوطن وقال: تعالوا نتحاور على ما يحفظ حقوقنا ومقاومتنا وندافع عن شعبنا ونرتب بيتنا الفلسطيني ونبني مرجعية افتقدناها منذ سنوات ونخرج منظمة التحرير من قمقمها ومن جارور استخدامها على العلن لتكون مرجعية حقيقية.

وشدد مشعل جاهزية حركة حماس لنتحاور في ضوء المعايير الوطنية الفلسطينية وليس ضمن شروط اللجنة الرباعية أو الشروط الإسرائيلية الأميركية وقال غير معقول أيها الأخوة أن تضعوا شروطاً للحوار مع إخوانكم وتضحون بالشروط في حواراتكم مع عدوكم"، كما طالب السلطة الفلسطينية بوقف المفاوضات مع إسرائيل وقال أشعروا العالم يا إخواننا في رئاسة السلطة وفي الدول العربية أن لديكم الجرأة على أن تقولوا لا وأنكم غضبتم وعلقتم المفاوضات.

ووجه مشعل انتقادات قاسية لحكومة تصريف الأعمال في رام الله برئاسة سلام فياض " فهذه الحكومة تأتينا باعتماد أميركي وتتجاهل المجلس التشريعي ثم تريد بعد ذلك أن تضرب عرض الحائط كل المعايير الوطنية وكل حقوق الشعب وتنزع السلاح وتدمر الوحدة الوطنية وتفكك الأجنحة العسكرية وعلى رأسها شهداء الأقصى في الضفة الغربية ومن لا ينصاع ويسلم سلاحه تتولى يد الغدر الصهيوني قتله".

وألقى كلمة حزب الله اللبناني السيد ابراهيم أمين السيد رئيس المجلس السياسي في الحزب الذي انتقد زيارة الرئيس بوش للمنطقة والاحتفاء المبالغ به من قبل الدول العربية، وفي إشارة إلى رقص بوش مع بعض الأمراء السعوديين (رقصة العرضة) بالسيف قال: بوش يمتشق سيفاً من العرب ليقتل به العرب، وأضاف رافضاً تحريض بوش للعرب على إيران: الأميركيون فرضوا على العرب صداقة إيران الشاه حليف إسرائيل، ويفرضون على العرب عداوة إيران الإمام الخميني صديق وحليف العرب والفلسطينيين وعدو إسرائيل.

وقال السيد: إذا كان العرب يعتقدون أنهم أصدقاء أميركا فهم واهمون فبوش لا يعرف إلا العمالة ونحن في نظره بلا حقوق وشعوب محكوم عليها بالإعدام لأنهما مقاومة والمقاومة بالنسبة إليه إرهاب.

وقال السيد: الدولة الفلسطيينة غطاء للدولة اليهودية والبديل عن الدولة الفلسطينية هو دولة فلسطين، لأن الدولة الفلسطينية مقابلها الدولة اليهودية أما دولة فلسطين فليس في مقابلها إلا فلسطين.

وأكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور رمضان عبد الله شلح في كلمته على الثوابت الفلسطينية وعلى حق العودة وحق تقرير المصير وغقامة الدولىة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني.

وأكد على أهمية انهاء حالة الانقسام الفلسطيني من خلال حوار وطني شامل غير مشروط لتحقيق مصالحة وطنية، ودعا إلى إلغاء اتفاق أوسلو الذي وقع العام 1993 بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل و"اعادة النظر في هذه السلطة الكارثة".ووصف اتفا أوسلو باتفاق الخزي والعار واعتبر أن المقاومة هي الخيار وطريق الانتصار.

ودعا شلح إلى سحب المبادرة العربية للسلام مع إسرائيل من التداول والبحث عن طريق آخر. كما دعا إلى إيقاف المفاوضات مع إسرائيل وقا إنها مفاوضات عبثية ويجب أن تتوقف.

وأضاف يجب أن تكون لدينا استراتيجيتنا للدفاع والصمود إلى أن يحدث تحسن في الطرف افقليمي والدولي والعالمي فنستطيع تحقيق شروط ونتائج أفضل.

واعتبر ان ما يجري في غزة يتم بقرار أميركي إسرائيلي وبتواطأ بعض العرب والفلسطينيين مشدداً ضرورة إنهاء حالة الانقسام على الساحة السياسية الفلسطينية.

وتساءل: لو وجدت الرغبة في إنهاء حالة الانقسام لدى الطرف الاخر (يقصد فتح) فماذا لا تتحول هذه الرغبة إلى إرادة وأجاب: إن قرار الإبقاء على الانقسام قرار إسرائيلي اميركي فالوحدة الفلسطينية في العصر الإسرائيلي الأميركي محرمة.

ورفض شلح الذريعة التي تسوقها السلطة وحركة فتح من أن شرط الخروج من الانقسام تراجع حماس عن انقلابها في غزة وسأل مستغرباًً من الذي بدأ بالانقلابات، ومن انقلب على إرادة الشعب الفلسطيني والتاريخ والثوابت الفلسطينينة وجلب لنا اتفاق أوسلو.

وفي اتهام صريح لفتح بتعاونها مع إسرائيل ضد المقاومة سأل شلح: من يدل على عملياتنا ويدل على مجاهدينا حتى يُقتلون وهم صائمون ؟؟

وقال: المأساة الفلسطينية هذه يتحمل مسؤوليتها بالدرجة الأولى من يصر على رفض الحوار الذي هو المدخل لإنهاء الانقسام.

وحض الامين العام للجبهة الشعبية-القيادة العامة احمد جبريل فلسطينيي الشتات في الاردن وسورية ولبنان على "خوض اشتباك سياسي يومي" تأييدا لمواطنيهم في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وتساءل "هل سياسة التوسط السياسي التي يتسلح بها (محمود) عباس يمكن ان تحقق انسحابا او تزيل الكتل الاستيطانية؟" لاسرائيل.

واكد جبريل ان "اي مشروع سياسي لا يحافظ على المقاومة هو تنازل مجاني يقدم الى العدو الاسرائيلي (...) ولو كان هناك مرجعية حقيقية للشعب الفلسطيني لما كان حدث ما يحدث في غزة"، في انتقاد ضمني للسلطة الفلسطينية التي تسيطر على الضفة الغربية في حين تسيطر حماس على غزة.

وانتقد "اصرار سلطة رام الله على استبعاد الاتجاهات الاسلامية المقاومة" والتي تتمثل خصوصا في حركتي حماس والجهاد الاسلامي.

يذكر أن موعد انعقاد "المؤتمر الوطني الفلسطيني" كان مقرراً في أواخر تشرين الثاني الماضي وقبل أيام من انعقاد مؤتمر أنابوليس في ولاية ميريلاند الأمريكية، بحيث يشكل رداً عليه، إلا أن المنظمين ارتأوا تأجيله حتى ظهور نتائج أنابوليس.

ويشارك في أعمال المؤتمر أعضاء المؤتمر البالغ عددهم أكثر من 900 عضو إضافة إلى أكثر من 300 ضيف.

وقامت اللجنة التحضيرية للمؤتمر بتوجيه الدعوة إلى 17 فصيل وقوى سياسية فلسطينية و إلى كافة المنظمات الشعبية الفلسطينية والاتحادات ولجان العودة المعنية بالدفاع عن حق العودة وعددها حوالي 30 لجنة وإلى الفعاليات الفلسطينية المختلفة الموجودة في المخيمات الفلسطينية في الأردن وسورية ولبنان والمخيمات الفلسطينية الطارئة على الحدود الأردنية العراقية، والسورية العراقية، وإلى شخصيات وطنية فلسطينية مستقلة من العالم أجمع من أمريكا الشمالية والجنوبية وأوربا وآسيا وإفريقيا والعالم العربي والإسلامي ومن الداخل الفلسطيني في الضفة وغزة.

وسيتم تشكيل لجنتين للمؤتمر الأولى لجنة الحقوق الوطنية الفلسطينية تتناول حق العودة والحق في مقاومة الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، أما اللجنة الثانية فهي لجنة الوحدة الوطنية وإعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية على أن تعقد اللجان اجتماعات متتالية لإعداد أوراق عمل وتوصيات تصب في صالح إعادة اللحمة الفلسطينية الداخلية، كما أنه من المقرر أن نبثق عن المؤتمر لجان متابعة لتنفيذ قراراته وتوصياته، وأن يصدر في ختام أعمال المؤتمر توصيات واقتراحات كما سيصدر عنه بيان ختامي يعبر عن سياسة المؤتمر وما دار فيه وما توافق عليه المؤتمرون.

مصادر
سورية الغد (دمشق)