يقدر العمر الزمني للبيتون المسلح بمائة عام و يصبح بعدها غير صالح للاستخدام نظرياً ...حيث يعاد هدمه أو ترميمه...

وعادة ما توزع كلفة الإنشاء على العمر الافتراضي للبناء المشاد وتقل الكلفة كلما زادت مدة الاستخدام الفعلي لهذا البناء والعكس صحيح...

وفي المنشات الضخمة ونتيجة كلفتها العالية يعمل على انجازها بالسرعة القصوى للاستفادة منها زمنياً وتحقيق أكبر فائدة منها قبل انتهاء عمرها الزمني النظري...

وفي منشأة كمجمع يلبغا الواقع في وسط مدينة دمشق ساحة المرجة حيث تجاوز عمر الكتلة البيتونية الضخمة الـ15 عاماً لم يتم الانتهاء منها بعد علماً أن هذه المنطقة كانت قد حجزت لصالح المشروع قبل بداية العمل به منذ ما يزيد عن 10سنوات...فمرور هذه المدة الزمنية الطويلة دون إنجازه وبالتالي دون وضعه في الاستخدام يفقده من عمره الزمني بالتقديرات التي بين يدينا ليصبح...

100عمر البيتون - 15 سنة = 85 سنة

سيبقى من عمر هذه المنشأة فقط 85 عام إذا ما وضعت فوراً في الاستخدام وبما أنها غير جاهزة فهي بحاجة لحد أدنى إلى 5 سنوات لتصبح جاهزة للاستعمال وبذلك تفقد المنشأة مرة أخرى 5 سنوات جديدة إذا ما بوشر الآن في عملية الإكساء ويصبح العمر الإجمالي الضائع على هذا المجمع...

10 سنوات قبل بدئه +15 سنة بعد البدء به + 5 سنوات لإنجازه =30 سنة

30عاماً وبالتالي ستزداد تكاليف إنجاز هذا المشروع دون حساب تكاليف الاستثمار الفائت في منشأة طابقية مساحتها آلاف الأمتار المربعة نتيجة مرور 30سنة دون أن تستثمر ولو بقرش سوري واحد...

تظهر المدة التي استغرقها هذا المشروع حتى الآن بوضوح عدم الأخذ بكلفة الزمن بعين الاعتبار ككلفة رئيسية يتحكم الروتين الإداري والبيروقراطية والقوانين المتقادمة بها وتحدد مسارها الذي يتضارب مع متطلبات التسارع الزمني وتصبح عبئاً إضافياً على إنجاز مثل هذه المشاريع بالشكل الأمثل وبالمدة الضرورية المحددة.