من السعودية إلى القاهرة سينتقل الرئيس الأمريكي باراك اوباما، في زيارة مرتقبة يوجه فيها خطاباً للعالم الإسلامي، متضمنة لقاء مع الرئيس المصري حسني مبارك وزيارة لأحد المساجد، بهذا ستكون هذه الزيارة الثانية التي يقوم فيها أوباما بزيارة بلد إسلامي لتوجيه خطاب أمريكي...

الخطاب الأمريكي وفقاً لحديث البيت الأبيض، هو جزء مهم يكمل من خلاله أوباما من حواره مع العالم الإسلامى، الذى بدأ بخطاب تنصيبه’، فما الجديد في الحوار الأمريكي من القاهرة هذه المرة..

أحمد الحاج علي يرى أن زيارة أوباما وخطابه يعني يحمل مراجعة مع العالم الإسلامي، يقوم على اساس محاولة الابتعاد عن ربط الاسلام بالارهاب، وتحسين العلاقة مابين المسلمين والولايات المتحدة، وبالتالي هناك منهج جديد في التوجه الامريكي للمنطقة...

لكن المحور الذي تحمله زيارة أوباما لا تقتصر على مجرد تلميع صورة الولايات المتحدة التي ساءت كثيراً في عهد إدارة الرئيس الامريكي السابق جورج دبليو بوش.

خاصة مع بدء الترويج لمشروع سلام تحمله الادارة الامريكية الجديدة للمنطقة على مختلف المسارات، يلخص حاج علي ذلك بأن الإدارة الأمريكية تهدف لترتيب نقاط اساسية تتمثل، بقيام الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية، وعدم التغيير في شروط المنطقة، لكن من منحى آخر يتمثل بكون السلام عادلاً شاملاً اقليمياً بحيث تدخل دول إسلامية في العملية.

يضيف’ لكن عملية السلام ستكون على قاعدة التطبيع مع إسرائيل، وتنخرط فيه أطراف عربية كالاردن والسعودية، إذا هناك رفع لعملية السلام لمنسوب إسلامي، بديل عن العربية ومتضمن له، وهو نوع من أنواع التعويم، أي أن الخيارات الامريكية لن تعدو عن كونها تحسينات شكلية، لن تمس الجوهر، أو تتحدث بشكل صريح عن دور امريكي ايجابي في القضية الفلسطينية’.

وكان متحدث باسم البيت الأبيض أكد أن أوباما سيغادر السعودية، متجها إلى القاهرة، وسيغادر القاهرة مساء اليوم متجها إلى ألمانيا.

فيما أشارت مصادر أن زيارة اوباما للعاهل السعودي الملك عبد الله في الرياض تأتي التماسا لدعمه في المواجهة النووية مع ايران واعادة احياء عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين.

وأعلن أوباما إلى أنه سيعلن عن خطة للسلام، تتم صياغتها بالتشاور مع زعماء المنطقة، والزيارة التي بدأت من الرياض وانتهت بالقاهرة تدفع محللين للقول، أن الإدارة الأمريكية تسير على خطا سابقتها بالاعتماد على دول ما دعي بـ’الاعتدال العربي’ في التبشير لمشروعها الجديد. في وقت صرح فيه رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نيتانياهو ان بلاده مستعدة لفتح محادثات سلام فورا مع سوريا، دون شروط مسبقة، وقال ذلك نيتانياهو للصحفيين في مطار بن جوريون عقب ثلاثة ايام من المحادثات في واشنطن، والتي شملت اجتماعا مع الرئيس الامريكي باراك اوباما.

غير أن مصادر بينت أن أوباما لا يتضمن في خطته تفاصيل حل الدولتين، التي ستكون شأناً فلسطينياً إسرائيلياً، رغم التصريحات الإسرائيلية عن وجود اتفاق على ضرورة بدأ محادثات السلام فورا’.

أما امكانية تحقيق السلام على المسار السوري الإسرائيلي، تبدو دعوة صعبة التحقق مع التأكيد الإسرائيلي عن عدم فرض شروط مسبقة، في ظل ربط دمشق استئناف محادثات السلام غير المباشرة مع حكومة نيتانياهو، بالتركيز على الانسحاب الكامل لاسرائيل من مرتفعات الجولان، تفاصيل ذلك تعتمد على الوفود الأمريكية القادمة إلى دمشق.