حسب مصادر مطلعة في واشنطن فإن الانتخابات اللبنانية لن تقرر فقط طريقة تعامل الإدارة الأمريكية مع لبنان وحكومته الجديد، بل أيضا مع مشروعها الشرق أوسطي وآليات إنعاش عملية التسوية وحتى طبيعة العلاقة مع دمشق.

ووفق نفس المصادر فإن هذه الانتخابات تترافق مع "صراع" ما بين الإدارة الأمريكية والحكومة "الإسرائيلية، لكن هذا "الصراع" تتم إدارته من قبل مجموعة من أهم أعضاء الـ"إيباك" الذين يرون أن الانتخابات في لبنان هي أيضا عامل داخل هذا "الأزمة"، وان نتائجها ستطرح عددا من المسائل على مساحة العلاقة القادمة بين واشنطن و "إسرائيل".

وتتناول عدد من التقارير أن نتائج الانتخابات في لبنان لن تكون "الوحيد" في تقرير التحرك الأمريكي، فهناك أيضا الانتخابات الإيرانية التي ستسهل قليلا من التحرك الأمريكي فيما لو نجح الإصلاحيون، فهناك ثلاث احتمالات قادمة في التعامل الأمريكي مع الشرق الأوسط:

الأول يرتبط بنجاح المعارضة اللبنانية في الانتخابات، وهو سيدفع الإدارة الأمريكية باتجاه جديد في التعامل مع الملف اللبناني الذي تريد له "التبريد"، ومن المستبعد في هذا الإطار ممارسة ضغوط مباشر، أو تفجير صراع داخل لبنان، وترجح المصادر استخدام "المصالحة العربية" للتعامل مع هذا الموضوع عبر إحيائها من جديد على "القاعدة اللبنانية".

الثاني فوز الموالاة الذي سيدفع الأزمة إلى نفس النقطة التي سبقت الانتخابات، وبالطبع في الإدارة الأمريكية ستشعر بالارتياح لمثل هذا الأمر، لكنها في نفس الوقت لن تبادر إلى "دفع المولاة" نحو مواجهة صريحة مع المعارضة وعلى الخص حزب الله؟

الثالث هو احتمال مؤجل بانتظار الانتخابات الإيرانية، وأيا كان الوضع في لبنان فإن فوز الإصلاحيين سيدفع إلى مزيد من الدعم السياسي لما يسمى محو الاعتدال للضغط طالما أن قنوات الحوار بين الولايات المتحدة وطهران يمكن ان تُفتح حتى ولو كانت النتيجة لهذا الحوار غير مضمونة.

معركة الانتخابات تبدو وكأنها تنتشر على مساحة الشرق الأوسط لأن هذا البلد وفق نفس المصادر كانت دائما نقطة الضغط على المنطقة ككل، واللافت ان آليات العلاقة الأمريكية - "الإسرائيلية" تتفاعل على إيقاع هذا العامل الذي سيؤثر باتجاهات مختلفة رغم "الهدوء" الذي يظهر على المنطقة عموما.