يرى نضال خليل ’رئيس تحرير صحيفة سالب وموجب’ أن المفهوم السلبي للمرأة ودورها في المجتمع، يحمل نظرة سلبية في ’بعض المجتمعات المغلقة التي تحاول دائماً بناء قناعاتها على بعض الاجتهادات الموجودة في الدين، كما فعلت طالبان في أفغانستان عندما منعت المرأة من النزول للشارع والعمل ووضعت اجتهادات لذلك’، لافتاً إلى أن تعاليم الديانات أفسحت المجال لجميع أفراد المجتمع بالمساهمة في بناءه.
يضيف’عندما يكون لدينا مجتمع لايخترق ولا تتفكك قيمه البالية، سينتج أجيال تتبنى الأفكار البائدة، في حين المجتمعات التي تتمتع بالمرونة بالتعاطي مع المرأة ستكون أكثر تطوراً، بالتالي نحن بحاجة للوقت لإننا أمام إرث لا يستطيع القانون تحجيمه أو إلغاءه لأنه يقوم على قناعات ذاتية’.
فيما ترى سوسن زكزك ’جمعية نساء سوريا’ أن كل الأديان السماوية لم تنظر للمرأة بشكل ايجابي، وانما بنظرة دونية، ففي المسيحية يعتبر’الرجل رأس المرأة كما المسيح رأس الكنيسة’، بهذا يعطي الدين المسيحي الرجل مكانة مقدسة ويساويه بالمسيح، ويتبع المرأة للرجل، وفي اليهودية ’المرأة عندما تصبح لدى زوجها تحق عليها طاعته’، انطلاقاً من ذلك تؤكد زكزك أن الدين متهم للـ’عظم’، فكل الأديان تقوم على الفكر الذكوري، ولا يجوز تحميل ذلك للمجتمع دفاعاً عن الدين.
أما في الإسلام يشكل ’مبدأ قوامة الرجل على المرأة أحد أشكال هذه الدونية، الذي يحمل منظورً إسلامياً ذكوريا يعطي حق الولاية للذكور، والسائد والمشرع أن مبدأ القوامة هو الأصل في تبعية النساء للرجال’، تضيف’ والمهر يصور في الإسلام على أنه حق من حقوق المرأة فيما أنه حرفياً بالفقه هو: ثمن استحلال الفروج’، وللرسول الإسلامي حديث صحيح يودي لنفس المعنى’.
إلا ان اللافت هو تقاطع العلمانيين والإسلاميين المتنورين على ظلامية الفقه الإسلامي ورجاله في موقفهم واجتهاداتهم وتأويلاتهم سواء كانت للمرأة أو المجتمع، وعدم صلاحية هذه الاجتهادات والأحكام التي نظمت حياة المجتمع الإسلامي في صدر الإسلام للمجتمع السوري في ألفيته الثالثة، لكن هذا الموقف من كلا الجانبين ومن معظم الكتاب الذين تناولوا الأديان مبتسر في نقطة سوادء، من مختلف الجهات والدراسين، فلعالمانيين والإسلاميين لا يقاربوا النص الديني الأول، وغالبية النقد يجري بشكل عام للنصوص الفقهية، وغالبية المدافعين عن المنظور الديني يرتدون للقرآن في الدفاع عن المنظور الديني، على اعتبار أنه الأساس بتفسيرات مختلفة غير جذرية، بقراءته وتوضيح موقفه من المرأة أو من ضرب المرأة مثلاً وكيفية تحليله، ففي حديث سابق مع أسماء كفتارو بينت أن ’الله أحل للرجل ضرب المرأة غير المبرح’قائلة أن كتب التفسير والتأويلات الذكورية أحلت ضرب المرأة على ألا يكسر لها ضلع، بالتالي يمكن ضربها ولكن المهم ألا يكسر لها ضلعاً’، لكن وبالعودة للتفسير الرئيس الذي يحل ضرب المرأة في النص الأول، لم تناقش كفتارو لماذا أحل وكيف أحل ضرب الرجل للمرأة ’بغض النظر عن كونه مبرحاً أم غير مبرحاً’، أي أن بالنتيجة أحل ضرب المرأة..نقاط كهذه غالباً يتم التعامل معها على أنها مسلمات بديهية، وعدم وجود دراسات جدية جذرية تتناول النص الأول ’وليس فقط الفقه بكل ماحمله من تأويلات واجتهادات’، مرده إلى موجات التكفير وهدر الدم من قبل رجال الدين والجماعات الإسلامية واتهام الدراسين والكتاب العلمانيين وحتى بعض الإسلاميين ’المتنورين’ بالـ’ردة’، علماً أن ذلك يحدث لدى تناولهم الفقه فقط ودون مقاربة النص الأول!