قال دبلوماسيون ان ساركوزي سيقدم اثناء محادثاته مع الاسد يوم الخميس مقترحات بشأن ’كيف ينبغي للسياسيين في لبنان ان يتعاملوا مع لائحة الاتهام في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري’.
وقال دبلوماسي ’ساركوزي يبحث جاهدا عن نجاح في السياسة الخارجية وهو سيعرض بعض الافكار على الاسد... الفرنسيون حريصون على كسر عزلة سوريا لانهم يعتقدون ان الاسد يمكن ان يكون له دور حاسم في استقرار لبنان’.

وقال علي عبد الكريم السفير السوري في بيروت ان لبنان سيكون ضمن جدول اعمال محادثات الاسد وساركوزي.

واضاف قائلا للصحفيين بعد اجتماع مع الحريري ان لبنان هو بالتأكيد شأن يهم فرنسا تماما مثما يهم سوريا والملف اللبناني سيكون في جدول اعمال المحادثات بين الرئيسين.
ويتوقع دبلوماسيون في دمشق ان يصدر ممثل الادعاء بالمحكمة الخاصة بلبنان ومقرها هولندا مسودة لائحة الاتهام ربما هذا الاسبوع.

وقال كريسبين ثورولد المتحدث باسم المحكمة ان مضمون لائحة الاتهام لن يعلن وان قاضي الاجراءات سيستغرق حوالي شهرين كي يقرر ما اذا كان سيعتمد اللائحة.

وأثارت تقارير اعلامية عن البرقيات الدبلوماسية الامريكية المسربة على الانترنت شكوك اللبنانيين في حياد المحكمة، ونقلت صحيفة ديلي ستار يوم الاثنين عن محقق بالامم المتحدة تشكيكه في القواعد القانونية التي ارتكن اليها احتجاز أربعة جنرالات احتجزوا لاربع سنوات دون اتهام.

وكشفت المراسلات التي نقلتها ديلي ستار وصحيفة الاخبار عن لجوء المحققين المتكرر الى مساعدة الولايات المتحدة بما في ذلك طلبات لمعلومات مخابرات وقدرات للتنصت على مكالمات هاتفية وصور للاقمار الصناعية ومحللين جنائيين.

فيما رفضت مصادر دبلوماسية متابعة ربط الزيارة بتطورات الوضع في لبنان أو بموضوع المحكمة الدولية، مشيرة إلى أن الزيارة التي تأتي بناء على ’دعوة من الجانب الفرنسي لا تتضمن مبادرات أو أفكارا من قبل الجانب الفرنسي’ ازاء مواضيع إقليمية، وإنما غرضها التشاور، كما كان سبق للرئيسين أن اتفقا عليه في لقاءات سابقة.

وترافق الأسد عقيلته السيدة أسماء التي تعقد اجتماعا مع نظيرتها الفرنسية كارلا بروني.
يتزامن مع لقاء الأسد وساركوزي، وتتضمن الزيارة لقاء بين الأسد ورئيس الجمعية الوطنية الفرنسية برنار أكوبيه كما يلتقي ممثلين عن الجالية السورية في فرنسا اليوم، فيما تقوم أسماء بإلقاء محاضرة ثقافية في الأكاديمية الدبلوماسية مساء اليوم الثاني من الزيارة.

وترغب باريس في أن تلقي ببعض الثقل على الدور السوري في المنطقة، خصوصا بعد أن ’خذلتها’ إسرائيل، ولاسيما بعد ’الزيارة المشؤومة’ التي قام بها وزير الخارجية الفرنسي السابق برنار كوشنير إلى تل أبيب، وتعرضه للإهانة فيها مع نظيره الاسباني ميغيل أنخيل موراتينوس، وكما بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفضه المشاركة بالقمة الرباعية التي سبق ودعا إليها ساركوزي وتضم إلى جانبه كل من رئيس السلطة الفلسطــينية محمود عباس والرئيس المصري حسني مبارك.

وترغب باريس في التشديد على أهمية الاستقرار في لبنان، وهو ما يشكل رغبة سورية أيضا. ووفقا للمصادر فإن الجانبين سيبحثان جملة من المواضيع بينها الوضع في لبنان، والوضع في العراق، كما عملية السلام، والتطورات الأخيرة في السودان. ومن المتوقع أيضا أن يكون على طاولة الرئيسين موضوع ’الاتحاد من أجل المتوسط’ المتعثر، وتطور العلاقات الثنائية، وما وصلت إليه الشراكة الاقتصادية الثنائية.

وكان علي عبد الكريم السفير السوري في لبنان قال’أن أبواب دمشق مفتوحة أمام سعد الحريري’، تصريح عبد الكريم يأتي في سياق زيارته للسرايا الحكومية حيث التقى الرئيس سعد الحريري، في ما عده مراقبون بـ’إشارة تعكس رغبة دمشق في إبقاء الخطوط مفتوحة مع رئيس الحكومة، إنما مع حصرها حاليا بقناة السفير السوري’، في انتظار خطوات من الحريري تتيح توسيعها.