قالت مصادر فرنسية رسمية واسعة الاطلاع أن فرنسا طالبت سوريا "بلجم" الاندفاع صوب مغامرة أمنية في لبنان يمكن ان تخرج عن النطاق اللبناني.

وقالت المصادر لصحيفة "الشرق الاوسط " اللندنية الصادرة اليوم السبت إن إحدى الرسائل التي نقلتها فرنسا إلى سوريا خلال زيارة الرئيس بشار الأسد للعاصمة الفرنسية هي دعوة دمشق إلى لجم الاندفاع نحو أي مغامرة أمنية ­ عسكرية لا يمكن التحكم لا بسيرها ولا بنتائجها ويمكن أن تفلت وتخرج عن النطاق اللبناني المحض.

وأفادت المصادر بأن باريس "قرعت ناقوس الخطر ونبهت الجميع" من المخاطر المترتبة على أزمة واسعة في لبنان أو من سيناريوهات يروج لها، ومنها احتمال أن يتحرك حزب الله ميدانيا في حال اتهام أعضاء منه أو مقربين منه في جريمة اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري لفرض واقع عسكري وسياسي جديد في لبنان.

إلى ذلك، وبعد فشل مجلس الوزراء اللبناني في البت في أي بند يتعلق بإدارات الدولة ومصالح المواطنين، بسبب عقدة البند الأول في أي جدول أعمال وهو ملف شهود الزور الذي يعرقل عدم إنجازه سير الأمور منذ جلسة مجلس الوزراء في 10 تشرين الثاني الماضي، وينتظر الجميع الفرج الذي تأخر كثيراً وربما يطول الانتظار ريثما تترجم تفاهمات المسعى السوري السعودي خطوات عملية كمخرج وحيد يعول عليه لحل الأزمة السياسية، وتوقعت مصادر مواكبة أن يتصاعد زخم المسعى العربي وتظهر بوادر ايجابية الأسبوع المقبل .

وأفادت معلومات أن مدعي عام المحكمة الخاصة دانيال بلمار قد يحيل القرار الظني إلى قاضي الإجراءات التمهيدية دانيال فرانسين على دفعات، على أن تتضمن الأخيرة أسماء المتهمين، وعلى أن تأتي متأخرة نوعاً ما عن سابقاتها، وأشارت مصادر مطلعة إلى أن إجازة الأول بدأت أمس، وستستمر حتى الخامس من الشهر المقبل، وبالتالي سيتأخر موعد صدور القرار إلى السنة المقبلة، في ظل قول وزير الخارجية العراقية هوشيار زيباري إن هناك توجهاً أمريكياً نحو تأجيل إصدار القرار بسبب مطالبات، ربما “حتى لبنانية”، مشيرا إلى أن هذا التأجيل سيكون لفترة لاحقة، فيما توقّعت صحيفة “غارديان” البريطانية أن “يوجّه التحقيق اتهامات لحزب الله، وأن يفجّر ذلك شقاقاً طائفياً لم يحدث منذ الحرب الأهلية الكارثية” .

من جهة أخرى، وصفت أوساط تيار المستقبل خطاب الأمين العام لحزب السيد حسن نصر الله في ذكرى عاشوراء بالمقبول والإيجابي، ورأى وزير التربية حسن منيمنة أن “المسعى السوري السعودي يتقدّم”، لافتاً إلى أن “إعلان نتائج هذا المسعى مسألة توقيت”، واصفاً خطاب نصر الله ب “الهادئ رغم نبرته العالية” . ورأى عضو كتلة “المستقبل” أحمد فتفت في الخطاب نقاطا منفتحة، وأوضح أنه لأول مرة تحدث عن أن جرائم الاغتيال هي جرائم وطنية، وعما بعد القرار الاتهامي لكل حادث حديث، لافتا إلى أن هذا ما كانت تطالب به قوى 14 آذار .

وجدد الحريري خلال ترؤسه اجتماعاً لكتلة المستقبل تمسكه بالمحكمة الدولية، وشدد على “أهمية الرهان على المسعى السوري السعودي الذي يعود له الفضل في تخفيف حدة التوتر الداخلي في البلد”، كاشفاً أن المساعي سوف تستمر بينه وبين الرئيس ميشال سليمان لبحث امكانية تحديد موعد جلسة للحكومة قبل الأعياد .