أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن المسار السوري للسلام والتوصل لحل نهائي ذو أهمية مصيرية بالنسبة لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط وأن المسؤولين الإسرائيليين اعترفوا بأن تركيا لعبت دور الوسيط النزيه في هذا الموضوع ولكن مع الأسف لم تحقق هذه الوساطة أهدافها بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة
وفي مقابلة مع الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) تم بثها أمس الأحد بمناسبة انعقاد مجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى بين سورية وتركيا، أوضح أردوغان أن تمسك سورية بالعودة إلى المفاوضات عبر الوسيط التركي يعكس ويثبت الأهمية البالغة التي توليها لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة .
وأكد أردوغان استمرار الحوار والتشاور بين دمشق وأنقرة، منوها إلى أنه على اتصال تام مع القيادة السورية للبحث عن حلول للمشاكل الإقليمية .
واعتبر أردوغان أن التعاون الرباعي بين سورية وتركيا ولبنان والأردن نموذج مميز وأبوابه مفتوحة أمام جميع دول المنطقة ويسهم بشكل جدي وفعال في تحقيق السلام والاستقرار
ولفت أردوغان إلى أن بلاده تسعى للتشاور مع جميع جيرانها ودول المنطقة عبر أجندات إيجابية لتحقيق المزيد من التعاون ونبذ الصراعات والمواجهات ووضع خطط ومشاريع مشتركة من أجل مصالح الجميع.
وقال رئيس الوزراء التركي إن الحفاظ على استقرار لبنان مهم جداً بالنسبة للمنطقة وأن تركيا تدعم وتؤيد استقلال وسيادة لبنان وتولي الاستقرار فيه أهمية بالغة ومن هذا المنطلق تدعم حكومة الوفاق الوطني.
وأشار أردوغان إلى أنه خلال زيارته إلى لبنان ولقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين عبر عن ضرورة عدم تسييس مسار المحكمة الدولية وضرورة التمسك بالوحدة الوطنية والحوار والتوافق الوطني إضافة لدعم المبادرة السورية السعودية والوقوف على مسافة متساوية من جميع الأطراف اللبنانية.
واعرب أردوغان عن أمله في ان يتجاوز العراق كل مشاكله على أساس التوافق الوطني ويتحول إلى بلد للاستقرار والرفاهية معبراً عن ارتياح تركيا لبعض التطورات الأخيرة الخاصة بالعراق لافتاً إلى إلغاء مجلس الأمن الدولي الذي تشارك فيه تركيا كعضو غير دائم للعقوبات المفروضة على العراق سابقا.
وحول مسار السلام الإسرائيلي الفلسطيني ، قال أردوغان: إن فشل المساعي الأمريكية لإقناع إسرائيل بضرورة تمديد قرارها السابق بتجميد بناء المستوطنات هو مصدر قلق بالغ بالنسبة لتركيا لافتاً إلى أن إسرائيل أثارت بتصرفاتها الأخيرة الكثير من الشبهات فيما يتعلق برغبتها في السلام بالمنطقة بعد أن رفضت جميع المناشدات والدعوات الدولية واستمرت في بناء المستوطنات مخالفة بذلك القانون الدولي وواضعة مساعي السلام في طريق مسدود.
ودعا إسرائيل إلى أن تثبت بالقول والفعل أنها تريد السلام بكل صدق وكذلك الولايات المتحدة والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى إدراك مدى أهمية المسار السوري والدور التركي في ذلك والضغط على إسرائيل لتغيير سياساتها الحالية التي تعرقل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة مؤكداً أن أي تطورات إيجابية في العلاقات التركية الإسرائيلية سيكون له دون أدنى شك انعكاسات إيجابية على هذا الموضوع.
وبشأن العلاقات التركية الإسرائيلية والمتوقع منها قال أردوغان: لقد كانت هناك قبل فترة قصيرة مباحثات على مستوى عال بين وزارة الخارجية التركية وإسرائيل في جنيف ولم يطرأ أي تغيير في المطالب التركية الخاصة بالعدوان الإسرائيلي على سفن المساعدات الإنسانية إلى غزة ومقتل تسعة من المواطنين الأتراك رابطاً عودة العلاقات مع إسرائيل إلى وضعها الطبيعي بتقديم إسرائيل اعتذاراً للجمهورية التركية ودفع تعويضات.
وحول كيفية تقييم تركيا لموقف الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي في مجلس حقوق الإنسان فيما يتعلق بالعدوان على أسطول الحرية قال أردوغان: عبرنا عن أسفنا البالغ لهذا الموقف وكنا نتوقع موقفا مغايراً من هذه الدول التي تدعي بأنها رائدة الحرية الأساسية وتدافع عن حقوق الإنسان وتسعى للظهور وكأنها المناضل الوحيد من أجل هذه القيم والحقوق .
وبشأن العلاقات التركية مع الاتحاد الأوروبي أوضح رئيس الوزراء التركي أن هناك علاقات واسعة وشاملة وديناميكية بين الجانبين وتتطور باستمرار في إطار مباحثات العضوية بين الطرفين أو في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.
وبشأن القضية القبرصية أكد أردوغان دعم بلاده لكل المساعي المبذولة لإيجاد حل شامل للقضية القبرصية داعيا الاتحاد الأوروبي إلى تأييد هذا المسار.
وينطلق غداً الثلاثاء،اجتماع مجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى بين سوريا وتركيا، وتم الاتفاق على تأسيس مجلس التعاون الاستراتيجي خلال زيارة الرئيس السوري بشار الاسد الى تركيا في أيلول 2009 والذي جاء تتويجا للعلاقات المتميزة التي تربط البلدين ويعد بمنطلقاته وأهدافه مرتكزا مهما لبناء شراكة عميقة.
يذكر أن تركيا وسوريا وقعتا خلال الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي في كانون الأول الماضي 50 اتفاقية تعاون ومذكرة تفاهم وبرنامج عمل في مجالات الصحة والصناعة والزراعة والري والنقل والشرطة والتعليم العالي والبحث العلمي والجمارك والبناء والثقافة والسياحة.
ووقع الجانبان اتفاقا يلغي تأشيرات الدخول وإقامة منطقة تجارة حرة ارتفع على أثرها حجم التبادل التجاري بينهما بنسبة 50 في المئة وبلغ نحو مليار و800 مليون دولار.