كرّر الرئيس السوري بشار الأسد موقفه تجاه السلام في المنطقة، مؤكداً أن هذا الاستحقاق لا يمكن أن يكون من دون شريك، مشيراً إلى أن الشعب الإسرائيلي انتخب قيادة متطرفة لا تريد صنع السلام.

وأشار الأسد، في مقابلة مع صحيفة ـ بيلدـ الألمانية نشرت أمس، إلى أن علاقات سوريا بالغرب تحسنت مؤخرا، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن دمشق لا تنظر إلى الغرب على أنه مركز العالم، وإنما تقيم علاقات جيدة مع دول مختلفة في آسيا وأميركا اللاتينية وأفريقيا.

وانتقد نظرة الغرب لنفسه، وغياب دوره في المنطقة، مشيرا إلى أن فرنسا هي الدولة الاوروبية الوحيدة التي تبدي اهتماما بعملية السلام في الوقت الراهن.

وعن انطباعه عن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، قال الأسد أنه لا يستطيع أن يعطي انطباعا بغياب الحوار السياسي بين البلدين، مشيرا إلى أن العلاقات بين دمشق وبرلين مقتصرة على الجوانب الاقتصادية. أما سياسيا فلا شيء البتة.

وقال الأسد،إن أسباب النزاعات القائمة في المنطقة منذ قرون كانت دائماً الاحتلال، مشيراً الى احتلال ’البريطانيين، والآن الإسرائيليين’. وقال إن هذا الوضع ’يقود الى اليأس وإلى التشدد. هذا هو السبب الذي يجعلنا لا نتمتع بالسلام’.

وعما إذا كانت إسرائيل ستقبل يوماً ما بتقاسم القدس مع دولة فلسطينية، قال الأسد ’بحسب كل ما نسمعه الآن، لا. لقد أعلن الإسرائيليون على الملأ أن القدس بكاملها عاصمة أبدية لإسرائيل. لكن العرب يتحدثون عن القدس الشرقية التي ينبغي أن تكون عاصمة فلسطين’. وجدد الرئيس السوري القول نحن مستعدّون للسلام ولدينا خطة واضحة نستطيع أن نسير بها. لكن نحتاج الى شريك، وحتى الآن لا شريك.

وفي ما يتعلق بتصريحات الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، الذي يريد أن يزيل اسرائيل عن الخريطة، أكد الرئيس السوري أن نجاد لم يعمل أي شيء يتعلق بهذا الخصوص، موضحاً نحن نتفاعل مع الأعمال الملموسة، لا مع الأقوال. لهذا نحن واقعيون. وأكد أن إيران لا تسعى الى أسلحة نووية، داعياً الى اختبارها للتأكد من ذلك.

وعن صورة سوريا في العالم، قال الأسد هذه المشكلة قائمة في الغرب فقط لا في كل العالم. لا يمكن الغربيين أن يتبعوا دائماً سياسة وضع الرأس في الرمال وعدم النظر، مؤكداً أن صورة سوريا في العالم جيدة. لدينا على الصعيد الدولي علاقات جيدة ولا مشاكل مع أميركا الجنوبية ولا مع شرق آسيا أو أفريقيا، لكن مع الغرب كانت علاقاتنا متوترة. الآن هي الى حد ما جيدة قليلاً لكن ليس الى درجة كبيرة.

وعن خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما في القاهرة في حزيران عام 2009، قال الأسد بالتأكيد هو يريد أن يفعل شيئاً ما. إن الخطاب الذي ألقاه في القاهرة بعث آمالاً كبيرة في المنطقة. لكن عندما يبعث المرء آمالاً من دون إحراز أي نتائج فإنه يحصد العكس. إن ذلك يبعث على المزيد من خيبة الأمل.

وتحدث الأسد عن دور فرنسي في عملية السلام في الشرق الأوسط، موضحاً أن الاتحاد الأوروبي ليس موحداً على الصعيد السياسي حتى نتحدث عن دور أوروبي مؤثّر في المنطقة.