عشية الذكرى الثانية للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تبادل رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، إيهود أولمرت ووزير الدفاع إيهود باراك الاتهامات والشتائم على خلفية عملية (الرصاص المسكوب)، واتهم أولمرت باراك بالهروب من غزة وتفضيله تهدئة مع حركة حماس؛ ورد باراك على الاتهام واصفا أولمرت بالكاذب والفاشل وقال بأنه يعيش في ضائقة ويحاول التملص من مسؤوليته عن أدائه غير المسؤول في القضايا الجدية، فقد اتهم إيهود أولمرت باراك بإحباط مخططات المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر القاضية بإسقاط حركة حماس والسيطرة على قطاع غزة، وتجنيد آلاف الجنود من قوات الاحتياط لهذه الغاية، زاعما أن باراك ’لم يلتزم بهذا مفضلا إنهاء العمليات القتالية مبكرا’.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أمس أن أولمرت يقول، في مذكراته التي سينشرها قريبا، إن المجلس المصغر اتخذ قرارا دراماتيكيا يقضي بتجنيد 60 ألف جندي احتياط بهدف اقتحام القطاع والسيطرة عليه، ما سيؤدي إلى إسقاط حكومة حماس، لكن باراك عمل بكل جهد لإحباط هذا القرار واستدعى ـ خلافا لما أقره المجلس ـ 20 ألف جندي فقط، ما جعل عملية (الرصاص المصبوب) محدودة الأهداف وعجّل بوقف العملية خلافا للخطة الموضوعة، بحسب زعمه.
ونقلت ’يديعوت أحرونوت’ ما جاء في أحد فصول الكتاب، مشيرة إلى أن باراك، بحسب أولمرت، حاول منع تنفيذ ’عملية الرصاص المصبوب’ - بكل قوته، ومن خلال عرض معطيات مبالغ فيها أمام المجلس الوزاري وأمام المجلس الوزاري الثماني، بشأن المدة الزمنية للعملية المطلوبة، وعدد الإصابات المتوقع. وبحسب أولمرت فإن هذه المعطيات أثرت على اتخاذ القرارات الفعلية.
ولدى تطرقه إلى الأيام الأخيرة من الحرب، اتهم أولمرت باراك بالهروب من قطاع غزة في نهاية الحرب، وأشار إلى أن باراك رفض إبقاء قوات في غزة وسارع إلى الانسحاب رغم مخاوف فهم الانسحاب على أنه هروب خلال الحرب ونجاح لحركة حماس.
كما يتهم أولمرت باراك بأنه عمل من دون علم الحكومة على بلورة اتفاق لوقف إطلاق النار عن طريق وزير الخارجية الفرنسية من دون إبلاغ الطواقم الوزارية المقلصة. ويشير إلى أنه مع انكشاف المخطط فإن باراك اكتفى بتقديم الاعتذار، بيد أنه رفض التراجع.
في المقابل، رد باراك على اتهامات أولمرت بقوله أن ’مذكرات أولمرت محض افتراء وكذب ولا أريد أن أُحاكمه لأنه في هذه الأوقات بحاجة إلى الرحمة والعطف’، واصفا أولمرت بأنه ’يشكل سلسلة من الفشل وعليه أن يكون متصلا بالواقع قليلا قبل أن يتهم الآخرين’.
ووصفه بأنه يعيش في ضائقة ويحاول التملص من مسؤوليته عن أدائه غير المسؤول في القضايا الجدية، وقال’سمعنا عن أداء وصدقية أولمرت من الكاتب دافيد غروسمان، والقاضي إلياهو فينوغراد، وسوف نسمع المحاكم قريبا’. وأمس قال باراك في مقابلة تلفزيونية بان أولمرت يكذب. ’ما قاله أولمرت في كتابه مدحوض وكاذب’، قال باراك. ’لا أريد أن أحاكمه. هذا شخص جدير اليوم بالرحمة أكثر من أي شيء آخر’.وأضاف باراك أن أولمرت هو فاشل ومخلول’.