الكاتبة: زينب الدبس

"الواقع الفلسطيني بعد مرور عامين على عدوان غزة" عنوان الندوة التي عقدتها قناة العالم ضمن برنامج "وقائع" بلقاء خاص مع الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة أحمد جبريل والذي تحدث بالبداية عن ثقافة الاستسلام التي يتم تكريسها في المنطقة "أريد أن أقول بهذه المناسبة هنالك الكثير من الشرائح الاجتماعية في أمتنا وشعبنا يتساءلون هل العدوان الصهيوني على غزة هو قدر لم نستطع أن نتجنبه؟ لم يكن الأحرى بالقيادة المقاومة في الداخل والخارج أن توفر هذه الدماء وهذا التدمير والذي وصل حسب لجان دولية إلى حوالي ثلاث إلى أربع مليار دولار، أنا أقول بكل صراحة، هذه الثقافة هي ثقافة استسلام وهؤلاء أشخاص أنا لا أقول عنهم خونة بل أشخاص مهزومين بداخلهم ، ويؤكد "نعم هذا العدوان كان قدر على شعبنا بقطاع غزة كنا نتمنى أن لا يحدث مثل هذا العدوان ولكن لم يكن أمامنا سوى خيار واحد أما الاستسلام قبل العدوان وأما رفع الرايات البيضاء ومجيء سلطة رام الله إلى غزة أو عملية المهاجرة".

الموقف المصري

وشدد جبريل "لماذا يتم التأكيد على هذا الطرح بأننا من اختار الحرب، الكل يعلم بتصريح نتنياهو بعد نجحه بالانتخابات ومقابلته الرئيس المصري حسني مبارك حيث قال هذا العدوان الذي قمنا به على غزة لم يكن خيار إسرائيلي بل كان إسرائيلي، أمريكي، أوروبي، عربي وتواطؤ كل جهة كان بحجم معين صحيح كان الإسرائيليون متشجعين، كونهم عانوا من أزمة نفسية ومعنوية بعد اندحارهم من جنوب لبنان، فهم يريدون رفع الروح المعنوية ،كما تصوروا حرب غزة كمن يقوم بنزهة ،حيث كان هنالك ألفين شخص من رجال الأمن هربوا من قطاع غزة إلى العريش بقيادة محمد دحلان باعتبار أن الطرف الإسرائيلي سيتم دخوله بكل سهولة إلى قطاع غزة وينهي السلطة ويتم تسليمها لأجهزة محمود عباس، لكن السؤال هل استطاع هذا المشروع أن يحقق لأصحاب الثقافة المستسلمة أهدافه؟ فبعد 20يوم من الحرب وأمام العجز الإسرائيلي طلب منا الجانب المصري وقف إطلاق النار حتى نستند عليه و بالمقابل نطلب ذلك من أمريكا وإسرائيل، اجتمعنا لكن رفضنا طلبهم وقلنا لهم نحن لسنا مهزومين، ومن ثم اتصلوا بنا وطلبوا أن نطالب نحن والإسرائيليون بوقف إطلاق النار بنفس التوقيت أيضاً رفضنا وقلنا أن الطرف الإسرائيلي هو من ابتدأ هذا العدوان وهو عليه أن يوقفه وينسحب".

قلب المعادلة

وبمداخلة من الجمهور عن التراجع الملحوظ للعمل العسكري في الداخل والخارج واعتباره دليل على أن هذه الفصائل تحولات لفصائل تسيير أعمال أو أنها فصائل منتهية الصلاحية أوضح أحمد جبريل "لا نتخيل أن كان هنالك اليوم، أو غداً، أو بعد غد، عمليات عسكرية يعني أننا بخير ووضعنا صحي وإذا لم يكن يعني لا، فغزة اليوم وليس خفياً على أحد فيها مئة ألف مقاتل دربوا على السلاح ويحملون أسلحة مطورة، حتى الصواريخ سابقاً كان لديها ضعف بعملية التسديد أما الآن أصبح مداها يصل إلى كل المخيمات وكل قطاع غزة، كما بنيت التحصينات تحت الأرض، لذلك لا تحملونا المسؤولية أكثر، ويضيف "نحن نسمع بالاشتباكات التي تتم بقطاع غزة بشكل يومي ولأول مرة يقدم الكيان الإسرائيلي شكوى للأمم المتحدة أن هنالك صواريخ وعمليات عسكرية تقام ضده في قطاع غزة وأنا أتساءل أمام كل هذه المعطيات هل سيكرر العدو الإسرائيلي عدوانه على غزة رغم الحصار العربي الذي يساعده والجدار الفولاذي الذي بناه الأمريكيون والفرنسيون للنظام المصري على طول قطاع غزة ؟.

وعن احتمالات حرب قادمة واستعدادات المقاومة لها أشار جبريل "اليوم تملك الأجنحة العسكرية غرفة عمليات مركزية للتنسيق الكامل بينها، ومناهج تدريب، وتصنيع الأسلحة، ولفت الانتباه أن هذه المستوطنات التي ضربت بـ400 صاروخ اليوم ستضرب بـ2000 صاروخ، وهنالك نوع من الأسلحة الجديدة ومضادات للصواريخ هي نفس السلاح الذي استعمله حزب الله بحرب لبنان ضد الميركافا الإسرائيلية".

ضربة استباقية

وبالنسبة لموضوع التسوية الفلسطينية والخلاف داخل حركة فتح قال جبريل " دحلان وعباس مختلفان على توزيع "الكعكة" بينهم، فدحلان يرى أن دور عباس انتهى كما انتهى ياسر عرفات وبدأ يعمل لإنهاء هذا الدور بالاتفاق مع جهات دولية وعربية، وأما عباس هو شريك لدحلان بالانقضاض على المرحوم ياسر عرفات لذلك قام بضربة استباقية لدحلان، لكن السؤال هل ستسمح أمريكا وإسرائيل لمحمود عباس بضرب دحلان نهائياً؟ لا لكن الهدف هو قص أجنحته.

أحمد جبريل شدد "طبعاً لن نوافق على هذا الطرح الذي يتعلق بالسلاح الفلسطيني خارج المخيمات فالكيان الصهيوني يعرف أهمية هذا السلاح، لذلك خلال العدوان على لبنان في تموز 2006 ضرب الكيان مواقع الجبهة الشعبية القيادة العامة بالطائرات وأسقط شهداء وجرحى.

ولفت إلى أن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري يطالب بأمور تعجيزية قائلاً: "نحن قلنا لسعد الحريري تعال نتحاور حول السلاح الفلسطيني خارج المخيمات فنحن لا نقبل أن ينظر إلى الملف الفلسطيني من زاوية أمنية هذا ملف له تشعباته السياسية والحياتية والمعاشية".

وقال جبريل "أن الحكومة اللبنانية ألغت من طرف واحد "اتفاق القاهرة" الناظم للعلاقة بين المقاومة الفلسطينية والحكومة اللبنانية، وبين أن من مصلحة كل اللبنانيين بما فيهم 14 آذار أن يكون الوضع والسلاح الفلسطيني بمأمن خاصة خارج المخيمات لأنه سلاح منضبط وهو الضامن لحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم".