بعد أن فجرت قناة الجزيرة القطرية، أمس، قنبلة مدوّية في وجه السلطة الفلسطينية، حيث بدأت ببث محاضر سرّية بين المفاوضين الإسرائيليين والفلسطينيين والأميركيين، كجزء من 1600 وثيقة ستنشرها تباعاً، وتكشف عن تنازلات غير مسبوقة عرضتها السلطة الفلسطينية على ’إسرائيل’ حول القدس وتبادل الأراضي.

أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن السلطة الفلسطينية تطلع القادة العرب أولا بأول على تفاصيل ما يجري في المفاوضات مع إسرائيل والولايات المتحدة. مستغرباً ما تردده القناة القطرية عن وجود وثائق سرية لديها تخص الوضع الفلسطيني وعملية السلام، وقال: كل ما قمنا به من نشاطات مع الجانب الإسرائيلي، والأميركي يبلغ بها العرب بالتفصيل من خلال لجنة المتابعة، أو الاتصالات الثنائية أو من خلال أمين عام الجامعة العربية الذي لديه علم بكل شيء ويبلغ الأشقاء بتطورات الأوضاع باستمرار.

وأشارت المحاضر السرية لجلسات المحادثات بين المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى أن السلطة الفلسطينية أبدت استعدادها لتقديم تنازلات غير مسبوقة في الحرم القدسي، ليحل الخلاف بشأنه عبر ما وصف بـ ’طرق خلاقة.

وقال عباس فى لقاء مع رؤساء تحرير الصحف المصرية إنه يتم إطلاع تلك الأطراف، سواء عبر اللقاءات المباشرة أو عبر الأمين العام لجامعة الدول العربية.وأضاف أنه أكد في أكثر من مرة على أن ما سيختاره القادة العرب سيوضع موضع التطبيق.

وأعلن عباس أن القيادة الفلسطينية ستتخذ قرارا لم يخطر على بال أحد إذا فشلت الخيارات المطروحة بشأن عملية السلام وهي (المفاوضات أوالذهاب لمجلس الامن للإعتراف بالدولة الفلسطينية أو الذهاب للجمعية العمومية للأمم المتحدة لعقد قمة الإتحاد من أجل السلام أو الذهاب لمجلس الامن لفرض الوصاية على الاراضي الفلسطينية) .

موضحاً ان الإعلان عن هذا الخيار لن يتم إلا بعد شهر أيلول القادم بعد أن يتم الانتهاء من ثلاثة إستحقاقات .

وقال أن الاستحقاق الاول هو إعلان الرئيس الامريكي أمام الجمعية العمومية للامم المتحدة في أيلول الماضي إنه يأمل أن يرى دولة فلسطين عضوا كاملا فى الأمم المتحدة في أيلول القادم والاستحقاق الثاني هو أن الرباعية الدولية أتفقت على أن تبدأ المفاوضات في أيلول الماضي وتنتهي في ايلول القادم ..والاستحقاق الثالث فلسطيني فنحن تعهدنا إننا خلال مدة عامين تنتهي في أيلول أن ننشيء كل مقومات الدولة الفلسطينية ونحن في إيلول نكون قد انتهينا من إقامة كافة مقومات هذه الدولة ومؤسساتها .

وقال الرئيس عباس إذا لم يتم تنفيذ هذه الخيارات فإننا سنتخذ في أيلول قرارا لم يخطر على بال أحد ورفض الرئيس (ابو مازن) أن يعلن عن فحوى هذا القرار .

ونفى الرئيس محمود عباس الأنباء التي ترددت بأن مصر تفكر في توجيه الدعوة للفصائل الفلسطينية خلال الشهرين القادمين للحوار في القاهرة حول مستقبل القضية الفلسطينية ..وقال الرئيس عباس لا أعتقد ان هذه الانباء صحيحة.

وحول إمكانية العودة الى المفاوضات قال الرئيس عباس إننا على استعداد للعودة مرة أخرى للمفاوضات إذا أعادت الادارة الامريكية الحالية برئاسة باراك اوباما التأكيد على موقف الادارة السابقة برئاسة الرئيس الامريكي جورج بوش الابن والتي اعلنتها وزيرة خارجيته كونداليزا رايس.

مضيفاً إننا على استعداد عندما نتوصل الى اتفاق بشأن قيام الدولة الفلسطينية القبول بقوة أمنية دولية شريطة ان لا يكون في دولتنا ’إسرائيلي’ واحد مدني أو عسكري وهذا الموقف طلبنا من الادارة الامريكية الحالية التأكيد عليه مرة أخرى ولازلنا نتحدث معهم حتى الان وقريبا سيقوم الدكتور صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات بالتوجه الى الولايات المتحدة الامريكية وقبل عشرة أيام كان هناك من أجل هذا الغرض .

وحول المصالحة الفلسطينية شدد الرئيس محمود عباس، على أن القيادة الفلسطينية وحركة فتح جادتان في تحقيق المصالحة، محملاً حركة حماس مسؤولية استمرار الانقسام، مذكرا بأن حركة فتح وقعت على وثيقة المصالحة التي أعدتها مصر في الخامس عشر من تشرين الأول من العام قبل الماضي وأن من تهرب من ذلك هو حركة حماس.

وذكر بأن العرب بعد حدوث الانقلاب اجتمعوا وكلفوا مصر برعاية الحوار، موضحا دعمه لأي جهد عربي أو دولي يبذل لإنهاء حالة الانقسام يتم من خلال مصر، مشترطا بأن يتم التوقيع على اتفاق المصالحة في مصر، كما نفى وجود تدخل سوري سلبي في هذا الموضوع.

وقال: دليل على عدم وجود تدخل سوري سلبي هو عقد جلستي حوار بين حركتي فتح وحماس في دمشق، وكان من المقرر بأن تعقد جلسة ثالثة في الثامن والعشرين من الشهر الماضي، ولكن حماس اختلقت الذرائع وأعلنت عن إلغاء هذه الجلسة من الحوار بزعم أن لهم معتقلين لدينا.