أعلن رئيس لجنة المتابعة في الداخل الفلسطيني محمد زيدان رفض مختلف الحركات والأحزاب والفعاليات السياسية داخل الخط الأخضر لفكرة تبادل الأراضي والسكان التي ورد الحديث عنها في مفاوضات السلام، وفقا للوثائق التي كشفتها الجزيرة.

وطالب زيدان المفاوض الفلسطيني بتقديم التوضيحات حول حقيقة ما نشر، رافضا أن يكون الداخل الفلسطيني سلعة على طاولة المفاوضات.

وقال زيدان بحسب موقع الجزيرة نت ’نرفض أي فكرة لتبادل الأرض والسكان، كانت لنا في السابق جلسات مع الجانب الفلسطيني ولقاءات جمعتنا بالرئيس أبو مازن (محمود عباس)، طالبناهم -وبشكل واضح- بألا يكون عرب 48 ورقة للمفاوضات مع الجانب الإسرائيلي’.

وأبدى استغرابه إذا ما كان الجانب الفلسطيني قد وافق على هذا الطرح، خصوصا أنه كانت هناك في السابق تطمينات من الرئيس الفلسطيني برفض السلطة لمشروع التبادل.

وقال ’نتابع -وبترقب شديد- هذه الوثائق، لن نقبل بسلخ المثلث عن الداخل الفلسطيني، لا يمكن لأي كان فرض المشروع علينا، وسنتصدى له ولن نتعامل معه حتى ولو أبرم باتفاقية’.

وأبدى الكثير من الدول الأوروبية استعدادها لمناقشة طرح التبادل كسبيل لإنهاء الصراع. وقال النائب العربي في الكنيست جمال زحالقة ’بدأت عدة دول أوروبية فحص مشروع التبادل السكاني والحديث معنا بشأنه، فالخارجية البريطانية على سبيل المثال قالت لنا إنها ستعارض المشروع إذا ما فرض بالقوة’.

وانتقد زحالقة محاولة بعض الأوساط المس بمصداقية الوثائق التي كشفتها الجزيرة، لتحييد الأنظار عن محور النقاش الأساسي، في مسعى لتضليل الرأي العام العربي والفلسطيني.

ويرى أن هذه الوثائق تنسجم مع التطورات والوقائع على الأرض، مستشهدا بتصريحات للرئيس الفلسطيني قال إنها تنسجم مع تصريحات بعض المسؤولين الإسرائيليين.

وأقر الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأن الجانب الفلسطيني كان على وشك التوصل لاتفاقية سلام مع الحكومة الإسرائيلية، لكن تورط رئيسها حينها إيهود أولمرت في الفساد حال دون ذلك.

وتساءل زحالقة إذا كان هناك اتفاق وشيك فعلى أي أساس يكون؟، مشيرا إلى أنه ’بمراجعة أولية لما كشف عنه في الوثائق، ذكرت نقاط جوهرية لشبه الاتفاق الذي كان سيبرم بين أولمرت وأبو مازن (محمود عباس)’.

وخلص إلى أن ’الكرة في ملعب كافة القوى الفلسطينية المطالبة بالتداول في القضية، واتخاذ قرارات حاسمة بخصوص المفاوضات والمفاوضين’.

وتعتبر منطقة المثلث المتاخمة لحدود الرابع من حزيران -التي أدرجت ضمن مشروع التبادل وفق الوثائق التي كشفتها الجزيرة- موقعا إستراتيجياً بالنسبة لإسرائيل التي باشرت تهويدها وبناء المستوطنات في تخوم البلدات العربية.

ويخشى البعض من أن تكون وجهة إسرائيل أبعد من التبادل، لتصل إلى تهجير وتشريد السكان العرب في المثلث.

ويرى الخبير بالشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت، أن هذا الطرح غير واقعي ومرفوض من قبل أصحاب القضية، ’فلا يوجد أي حق أخلاقي لإسرائيل والسلطة الفلسطينية في مناقشة هذا الأمر’.

ولفت إلى ضرورة التزام الحذر وعدم استبعاد إمكانية استغلال إسرائيل للوضع وتنفيذ رؤيتها الإستراتيجية بتهجير الفلسطينيين في المثلث.

وأكد أن ’احتمال التهجير وارد بالحسبان، فإسرائيل استغلت في الماضي ظروفا ضبابية وحربية وقامت بتهجير الفلسطينيين، فأحد الجنرالات المتقاعدين اعترف بوجود مخططات في أدراج الحكومات الإسرائيلية لتهجير العرب’.