دعا البيت الأبيض أمس الحكومة المصرية إلى الاصغاء لتطلعات شعبها واحترام الحقوق الديمقراطية، وذلك بعد التظاهرات التي نظمت خلال اليومين الماضيين وأسفرت عن سقوط اربعة قتلى.

وأعلن البيت الابيض في بيان ’ان الحكومة المصرية لديها فرصة مهمة للاصغاء الى تطلعات الشعب المصري وان تقوم بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية من شأنها ان تحسن حياة الشعب وان تساعد على ازدهار مصر’.

واضاف البيت الابيض في بيانه ان ’الولايات المتحدة ملتزمة العمل مع مصر والشعب المصري من اجل تحقيق هذه الاهداف’. وتابع البيان ’اننا ندعم الحقوق الشاملة للشعب المصري، بما في ذلك حق حرية التعبير والتجمع’.
وقد صدر بيان البيت الأبيض الذي تميز بلهجة حازمة بعد ساعات من إعلان الرئيس باراك اوباما في خطابه حول وضع الاتحاد ’ان ارادة الشعب (في تونس) اكدت انها اقوى من قبضة الدكتاتور’.

وبدا أن واشنطن تراعي عدة مصالح من الرغبة في الاستقرار في حليف إقليمي ومساندتها للمبادئ الديمقراطية وخوفها من قيام حكومة إسلامية معادية للولايات المتحدة. الأمر الذي توضح مرة أخرى مع تقديم وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون دعماً ’فاتراً’ للحكومة المصرية، ووصفتها بأنها ’مستقرة’ و’تبحث عن طرق للاستجابة للاحتياجات والمصالح المشروعة للشعب المصري.’

ويرى مراقبون أن فرص حدوث ’ثورة’ بين ليلة وضحاها في مصر أقل بكثير مما حدث في تونس، فإن العواقب بالنسبة للولايات المتحدة ستكون أكثر بكثير ووخيمة لو حدثت ثورة في مصر.
من جهته،دعا المتحدث باسم الخارجية فيليب كراولي بعد ذلك مساء الثلاثاء السلطات المصرية للتحرك ’سلميا’ بعد الاعلان عن سقوط ضحايا في التظاهرات. وقال ’ان الولايات المتحدة تدعم الحق الاساسي لكل فرد في حرية التعبير والتجمع’.

ولجأت قوات الأمن المصرية إلى استخدام العنف مع المتظاهرين، بعد ان فشلت في تفريقهم باستخدام المياه. واستخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع والهراوات والرصاص المطاطي والحي لتفريق المتظاهرين.
يشار إلى أن وزارة الداخلية المصرية أعلنت أمس أنها لن تسمح بأي تظاهرات جديدة في البلاد.

إلى ذلك، من المقرر أن يعود محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى مصر اليوم.
ويدعو البرادعي لإصلاحات سياسية في مصر ويعد الرئيس الرمزي للعديد من النشطاء المصريين الذين نظموا الاحتجاجات التي كانت الأكبر في 30 عاما قضاها مبارك في السلطة.
وقال منتقدون أنه يتعين على البرادعي الذي يعيش في فيينا أن يقضي قدرا اكبر من الوقت مصر لمحاولة شحذ همم الجماعات المستضعفة البائسة.