الكاتب : سها مصطفى

عشرون قتيلا فقط في محافظة الاسكندرية، حصاد ثورة الليل يجليها النهار، فيما تتناوب التصريحات الغربية مرتبكة أمام حدث يهز مصر وهي بيضة القبان في محور المعتدلين العرب في وقت سابق، خطاب الرئيس المصري حسني مبارك المتأخر لم يشف غليل المتظاهرين، والخطاب الامريكي بدا محرجا مراقبا عن كثب وبعين من القلق مايجري في القاهرة والمنصورة والاسماعيلية والسويس، في وجه من سبق ووصفه بالشريك الرئيسي، ليخلص بالنتيجة الى دعم خجول للتظاهرات مطالبا بفتح خطوط الاتصالات وشبكات التواصل الاجتماعي، داعيا الى عدم استخدام العنف في وجه المظاهرات السلمية، ومحذرا بنفس الوقت أمام تلويح واشنطن سابقا بإعادة النظر في المساعدات الامريكية لمصر، التي تقف على أعتاب تغيير منتظر.

حتى الآن التغيير انطلق من حركات مجتمعية مدنية، بدعوة من حركتي كفاية وحركة 6 أبريل، ومتأخرة قررت حركة الاخوان المسلمين المشاركة بها، لكن الحراك المصري لا يمكن عده بالاقتصادي، أمام تعبير تيارات سياسية مدنية عن رفضها للنهج الذي خطه الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم حيال العدوان الإسرائيلي على غزة، بالنتيجة العيون تتجه نحو مصر، ففي وقت سابق كان الشيوعيون في الماضي مصدر قلق الأمريكيين، والآن هم الإسلاميون.

التحليلات الامريكية تدعي أن الادارة الامريكية لا تنظر بعين الرضا للإسلاميين ’حركة الاخوان المسلمين’ للمفارقة رغم صمتهم السابق عن العدوان الإسرائيلي على لبنان، وتخلص تلك التحليلات إلى أنه في النهاية المعارضة الأكبر والأقوى تنظيما في مصر هي ’الإخوان المسلمون’، وهناك من يقول انه لو قامت انتخابات الآن فإنهم سيفوزون بسهولة، ولكنهم لن يكونوا الشريك المفضل لأوباما والإدارة الأمريكية على حد تعبيرها.

غير أن الموقف الامريكي الملتبس يخشى تغير دفة السياسة المصرية نحو عمق عربي، فايز عز الدين ’محلل سياسي’ يرى أن ’الموقف الأمريكي ملتبس، فهو مرة يريد القول لمصر توسعي في الاصلاح السياسي، وكان قديما يمنعها من ذلك، والآن يحاول العزف على أكثر من مغزل، فمن ناحية هم يبدون الحرص على نظام مبارك، ومن ناحية لهم رموز في الحركة المناوئة وكأنهم يريدون الترتيب لها’، عز الدين يرفض تحديد أسماء مشيرا لكونها أسماء معروفة وأتت وكأنها المنقذ، في إشارة الى محمد البرادعي رئيس وكالة الطاقة الذرية السابق، لافتا إلى أن المسألة ليست تبديل طبيعة عمل بطبيعة وطريقة مماثلة لها وماتغير هو الشخص فقط، يضيف’نحن لا نرغب أن يكون الرمز واحد، وانما أن تعود مصر القومية لعمقها العربي’، أما من سيختار الشعب المصري فهذا لايزال قيد المجهول، ومايحدث ليس له افاق واضحة وانما حراك نتيجته لصالح قوى الشارع وللتيارات الوطنية التي ممكن أن يكون لها دور، أما الآن هناك غليان في الشارع المصري ومن غير المعروف ماسيحدث لنظام حسني مبارك أومن هو البديل’.