اتسعت الاحتجاجات المطالبة بتغيير النظاملسياسي في ليبيا لتشمل مدنا بشرق البلاد وغربها، فيما أكد شهود عيان أن مدينة بنغازي بشرق البلاد تشهد مجزرة حقيقية سقط فيها عشرات القتلى ومئات الجرحي.

وقال شهود بحسب موقع الجزيرة نت إن قوات الأمن قتلت وجرحت مئات الأشخاص في بنغازي عندما أطلقت الرصاص على مؤكب جنائزي كان يشيع قتلى سقطوا في مواجهات وقعت الخميس.

وذكرت المصادر أن المشيعين فوجئوا بإطلاق الرصاص عليهم في بداية التشييع أمام محكمة شمال بنغازي، كما سقط العشرات أيضا بين قتيل وجريح عندما تصدت قوات الأمن لجموع المشيعين لدى رجوعهم من المقبرة من أمام مديرية أمن بنغازي.

وقال المحامي والناشط الحقوقي الليبي فتحي تربل إن عدد القتلى الذين سقطوا برصاص قوات الأمن في بنغازي قد يصل إلى 200 قتيل وإن هناك ما بين 800 و900 جريح.

وأكد مصدر طبي أن مستشفيات بنغازي تعج بالمصابين، وأضاف أن أكثر الحالات التي تصل للمستشفي على حافة الموت، وأغلبها مصاب بالرصاص في الرأس والرقبة والصدر.

وأكد ناشط حقوق فضل عدم ذكر اسمه أن الجثث والجرحى لا يزالون في الشوارع وأن نحو عشر سيارات إسعاف تنقلهم إلى المستشفيات، لكن ظروف عملها صعبة.

وناشد المنظمات الحقوقية والهيئات الدولية و’كل أحرار العالم’ للتدخل من أجل وقف القمع والقتل الذي يتعرض له المتظاهرون، وقال ’سنستمر في احتجاجنا إلى أن يسقط هذا النظام، وإذا أراد فليقتلنا جميعا وسنترك له الجدران والبنايات ليحكمها’.

ويواصل أكثر من مائة ألف شخص اعتصاما في ساحة أمام محكمة شمال بنغازي، وبحسب مصدر مطلع فإن الأرقام المتداولة عن عدد القتلى بمواجهات الأيام الماضية، والتي قالت بعض المنظمات الحقوقية إنها بلغت 84 شخصا في عموم ليبيا، هي أرقام غير صحيحة. وقال إن هذا العدد سقط أكثر منه في مدينة بنغازي وحدها.

في السياق تحدث شهود عيان عن هبوط طائرة في مطار بنينه جنوب بنغازي تحمل تعزيزات عسكرية، فيما تحدث شهود آخرون للجزيرة نت عن إقلاع طائرة شحن تحمل عشرات من المرتزقة من مطار هراراي بزيمبابوي متجهة إلى ليبيا.

من جهة أخرى أظهرت صور على اليوتيوب جنودا ليبيين ينضمون للمتظاهرين ببنغازي.

أما العاصمة طرابلس فتشهد استنفاراً أمنيا غير مسبوق وانتشارا كثيفا لقوات الأمن، ونقلت وكالة أسوشيتد برس أن السلطات وزعت على السكان بالعاصمة رسائل هاتفية تحذرهم من التعرض لقوات الأمن وصناعة النفط. وكانت قوات الأمن فرقت احتجاجات محدودة خارج العاصمة.

وبدورها ذكرت وكالة الأنباء الليبية الرسمية أن أجهزة الأمن ألقت القبض على عشرات من عناصر شبكة أجنبية مدربة لضرب استقرار ليبيا عبر القيام بأعمال تخريب ونهب والاعتداء على مراكز الأمن العام والشرطة العسكرية.

ولم تعلن الحكومة أي أرقام بشأن الضحايا، ولم تصدر تعليقا رسميا على أعمال العنف.

تعطل الإنترنت في ليبيا

إلى ذلك، قالت شركة أميركية تقوم برصد حركة الإنترنت إن خدمة الإنترنت في ليبيا توقفت على نحو مفاجئ عند الساعة الثانية عشرة والربع مساء بتوقيت غرينتش أمس السبت.

وذكرت شركة آربور نتويركس التي تتخذ من ولاية ماساتشوسيتس مقرا لها، أن البيانات المستقاة من 30 مزودا للإنترنت حول العالم أظهرت أن حركة نقل المعلومات من وإلى ليبيا عبر الإنترنت توقفت على نحو مفاجئ عند الساعة الثانية عشرة والربع مساء بتوقيت غرينتش أمس السبت.

كما أقدمت السلطات الليبية على حجب موقع الجزيرة نت الإلكتروني في كل أنحاء الجماهيرية، كما فعلت الأمر نفسه مع صفحات مجموعات الغضب على موقع فيسبوك.

وكان مستخدمو الإنترنت في ليبيا قالوا إن السلطات عطلت أواخر الشهر الماضي لبضع ساعات بعض مواقع التواصل الاجتماعي ومنها موقع فيسبوك.