تستعد المعارضة البحرينية لتقديم مطالبها اليوم إلى ولي عهد البلاد سلمان بن حمد آل خليفة بعد استجابة الحكومة لمطلبها بسحب الجيش من دوار اللؤلؤة وسط العاصمة المنامة. غير أن الأمين العام لجبهة الوفاق الشيعية المعارضة اشترط استقالة الحكومة قبل بدء أي حوار.

وكانت المملكة العربية السعودية حثت المعارضة البحرينية على بدء حوار مع الحكومة، وتعهدت بالوقوف إلى جانب جارتها، بعد أن تمكن المحتجون من احتلال دوار اللؤلؤة.

ونسبت وكالة رويترز للأنباء إلى مصدر بالمعارضة البحرينية القول إنه ’بالإضافة إلى سحب قوات الأمن فإن مطالب المعارضة الرئيسية هي الإفراج عن المعتقلين السياسيين واستقالة الحكومة وإجراء محادثات بشأن وضع دستور جديد’.

وأضاف المصدر، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أنه من المرجح تقديم هذه الطلبات اليوم الأحد إلى ولي العهد.
وذكر المصدر أن ’هناك تكهنات متزايدة’ بأن ولي عهد البحرين، الذي ينظر إليه على أنه إصلاحي، سيحل مؤقتا محل رئيس الوزراء خليفة بن سلمان آل خليفة.

وبحسب المصدر فإن من سيحمل مطالب المعارضة هما الأمين العام لجبهة الوفاق علي سلمان، ورئيس جمعية وعد العلمانية إبراهيم شريف.

وتطالب المعارضة بإقامة نظام ملكي دستوري واستقالة الحكومة التي يرأسها عم الملك الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، الذي يحتفظ بمنصبه كرئيس للحكومة منذ 1971.

وكانت مصادر رسمية في البحرين قد أعلنت قبل ذلك أن حوارا بدأ بين ولي العهد وقوى من المعارضة المطالبة بالإصلاح.

وتأتي هذه التطورات السياسية إثر اضطرار شرطة مكافحة الشغب في البحرين إلى الانسحاب أمس السبت من دوار اللؤلؤة أمام إصرار حشود المتظاهرين المناهضين للحكومة على الوصول إليه.

وكانت شرطة مكافحة الشغب كانت قد حلت محل الجيش والحرس الوطني في البحرين عقب انسحابهما من ساحة الدوَّار وأغلقت منفذين يفضيان إليها.

وأضافت المصادر أن رجال الشرطة ما لبثوا أن اندفعوا إلى حافلاتهم التي سارت فوق أرصفة الشارع للفرار من المكان عندما اقتربت جموع المتظاهرين من الدوار من عدة اتجاهات.

وتوجه المحتجون راكضين وهم يحملون الأعلام الوطنية نحو وسط الدوار وأعادوا احتلاله حتى قبل تمام انسحاب الشرطة.

وكانت القوات والمدرعات والدبابات قد انسحبت في وقت سابق بناء على أوامر ولي عهد البحرين من الدوار الذي سيطرت عليه منذ يوم الخميس بعد أن شنت شرطة مكافحة الشغب هجوما أثناء الليل على المحتجين الذين اعتصموا هناك وأدى ذلك إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة 231 آخرين.

وسرعان ما اكتظ دوار اللؤلؤة بعشرات الآلاف الذين احتفلوا بانتصار المحتجين وأغلبهم من الشيعة الذين خرجوا إلى الشوارع يوم الاثنين مستلهمين ثورتين شعبيتين أطاحتا برئيسي مصر وتونس.

من جهة اخرى،أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أجرى اتصالاً هاتفياً ليل الجمعة/السبت، بعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، دعا خلاله إلى ضبط النفس، فيما دعا الاتحاد الأوروبي إلى التهدئة والحوار.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في بيان إن أوباما ’كرر إدانته لاستخدام العنف ضد المتظاهرين المسالمين، وحث بقوة حكومة البحرين على إظهار ضبط النفس، كما طالب بتوقيف ومحاسبة المسؤولين عن العنف’ .

وذكر البيت الأبيض أن أوباما قال لملك البحرين إن استقرار بلاده ’يعتمد على احترام الحقوق العالمية لشعب البحرين’.

من جهتها، اعتبرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون أن الحوار السياسي الذي وعد به ولي العهد في البحرين’’يجب أن يبدأ على الفور’، معربة عن ’قلقها العميق’ لاستخدام القوة ضد المتظاهرين