أعلنت جامعة الدول العربية رفضها التدخل الأجنبي في ليبيا، ودعت إلى الإسراع في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب الليبي مع التأكيد على وحدة وسلامة الأراضي الليبية مع رفع توصية للوزراء بمدى التزام طرابلس بتطبيق ميثاق الجامعة.

وقال السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام والأمين العام المساعد للشؤون السياسية في ختام الأعمال التحضيرية للمندوبين الدائمين الثلاثاء، إنه تم رفع مشاريع قرارات تتضمن هذا الموقف إلى وزراء الخارجية في دورتهم الـ135، التي ستبدأ الأربعاء، مع التأكيد على قرار مجلس الجامعة العربية السابق بشأن حرمان الوفود الليبية من حضور أي اجتماعات رسمية للجامعة.

وأشار إلى أن مشروع القرار الخاص بتطورات الأوضاع في ليبيا يتضمن أيضا الإسراع في تقديم المساعدات العاجلة للشعب الليبي والبحث في تشكيل لجنة لتقصي الحقائق، ونفى طرح أي تدخل عسكري عربي في ليبيا أثناء الاجتماعات.

وردا على سؤال حول ما إذا كانت الجامعة تلقت ترشيحات من الدول العربية لمنصب الأمين العام بعد أن فتحت باب الترشيح للمنصب، قال بن حلي إن مندوب مصر أعلن أن بلاده ستقدم مرشحها لتولي هذا المنصب إلى الجامعة في وقت لاحق.

وفي الوضع الداخلي الليبي، أكد شهود عيان، أمس، أن تعزيزات عسكرية موالية للزعيم الليبي معمر القذافي أرسلت إلى المناطق المحاذية لجنوب تونس، بعدما كانت القوات الموالية غادرت المنطقة الأحد والاثنين . وأفاد ثلاثة شهود عيان عادوا من المنطقة الحدودية بين ليبيا وتونس، بأن جنوداً وصلوا، أمس، إلى مركز واسن الليبي الحدودي مع تونس الذي كان عناصره العسكريون غادروه الأحد .

وأضاف أحد الشهود ’شاهدت نحو 20 عسكرياً في واسن بينما لم يكن يوجد أي عسكري في هذا المركز . إنهم جنود من الجيش النظامي وبعضهم يضع المنديل الأخضر على رقبته وكانوا مسلحين برشاشات كلاشنيكوف ومن دون آليات عسكرية’ . وتابع ’لدى مغادرتي باتجاه الصحراء الليبية شاهدت آليتين تتجهان صوب واسن وعلى متنهما نحو 40 جندياً’ .

وأوضح الشهود أن أعلاماً خضراء رفعت على المركز الحدودي، العلم الذي يحمله عادة أنصار الزعيم الليبي .

في موازاة الحشد العسكري، ذكر موقع صحيفة ليبيا اليوم المعارضة أنه تم تشكيل أول مجلس عسكري يضم كل فروع القوات المسلحة في بنغازي وضواحيها، بهدف حماية ’انتفاضة 17 فبراير’ التي تسعى لإسقاط نظام القذافي .

وحسب الصحيفة، فإن مهمة المجلس تتمثل في حماية المكتسبات التي حققتها انتفاضة الشباب، وتوفير الأمن للمواطنين، والسعي لتحرير كامل التراب الليبي بالتنسيق مع المجالس العسكرية الأخرى في كامل المدن المحررة .

كما يسعى إلى الدفاع عن الشعب الليبي وحدوده المعترف بها دوليا ضد كل أنواع الاعتداء، والتأكيد أن الأصل هو قيام دولة مدنية على أسس دستورية تترسخ فيها مبادئ الحريات العامة، واحترام حقوق الإنسان .

وشدد المجلس حسب الصحيفة، على الفصل بين السلطات، واستقلال القضاء، وبناء المؤسسات الوطنية على أسس تكفل المشاركة الواسعة والتعددية والتداول السلمي الديمقراطي للسلطة، وحق التمثيل لكافة شرائح الشعب الليبي.

وقرر المجلس مباشرة مهامه فوراً، وتم تكليف ثلاثة من رجال القانون القيام بعملية التنسيق بين المجلس العسكري وائتلاف ’ثورة 17 فبراير’، ومن مهامه متابعة أعمال المجلس العسكري، وترتيب التواصل المستمر بين المجلس وائتلاف الثورة .

وأشارت الصحيفة إلى أن الغاية من إنشاء المجلسين العسكري والمحلي السعي إلى المحافظة على الاستقرار السياسي والسلم الاجتماعي خلال هذه ’المرحلة الانتقالية الحساسة’.

على صعيد آخر،اتهم النشطاء الليبيون المعارضون أمس، أنصار الزعيم الليبي معمر القذافي بالقيام بعمليات قرصنة على المواقع الإلكترونية التي تنشر أنباء المظاهرات .

واتهم النشطاء في رسالة على الموقع الإلكتروني لصحيفة قورينا القذافي بقرصنة مواقعهم . وجاء في الرسالة ’إن نظام القذافي أغلق جميع المواقع الإلكترونية التي تنقل حقيقة ما يجري في ليبيا مثل قورينا، لخروجها عن سيطرة سيف الإسلام’.

وأضافت الرسالة ’ولهذا نحن شباب ثورة 17 فبراير/ شباط الماضي سنرد الضربة باستعادة السيطرة على جميع المواقع وإقفال جميع مواقع القذافي الكاذبة وأولها موقع وكالة الجماهيرية للأنباء’.