مع دخول ثورة الشعب الليبي أسبوعها الثالث، بدا أن الرئيس الليبي معمر القذافي والثوار المطالبين بالتغيير ماضون في المعركة حتى نهايتها، مهما طال أمد المواجهة المفتوحة على كل الاحتمالات، في ظل الاختراقات الميدانية المهمة التي حققها الثوار على الجبهة الشرقية التي أصبحت تحت سيطرتهم حتى تخوم مدينة سرت في الوسط، والمقاومة الصلبة التي أبدوها ضد محاولات ميليشيات القذافي استعادة مدينتي الزاوية ومصراتة في الغرب، حيث ارتكب النظام خلال اليومين الماضيين مجازر بشعة أودت بحياة العشرات.

وشهدت مختلف انحاء ليبيا، أمس، عمليات كر وفر في حرب المدن التي اشعلتها ميليشيات القذافي مع المعارضين، كان أعنفها في مدينتي الزاوية ومصراتة المجاورتين للعاصمة طرابلس، حيث تحدثت المعلومات عن مقتل وإصابة العشرات، فيما واصل الثوار تقدمهم من المناطق الشرقية باتجاه مدينة سرت، في الوسط، حيث تمكنوا من الوصول إلى بلدة بن جواد التي تقع على مسافة مئة كيلومتر من تلك المدينة التي تعتبر مسقط رأس القذافي، قبل أن تتمكن القوات الحكومية من إبعادهم إثر معارك طاحنة، ليعيدوا تنظيم صفوفهم للتقدم باتجاهها مجدداً.

وأكد الثوار في مدينة الزاوية غرب العاصمة طرابلس أنهم ما زالوا يحكمون سيطرتهم على المدينة وأنهم صدوا هجوما شرسا نفذته الكتائب الأمنية جوا وبرا في محاولة منها لاستعادة السيطرة على المدينة، سقط فيه قتلى وعدد كبير من الجرحى.

وأكد شهود عيان في المدينة تجمع قوات كتائب القذافي قرب جسر الزاوية عند مدخلها الشرقي وسط توقعات بمعاودة الهجوم، حيث إن المدينة -التي تبعد 50 كلم عن طرابلس- لا تزال مطوقة من عدة جهات.

وذكر موقع صحيفة يوسبريدس الليبية المعارضة مساء الأحد أن الثوار في الزاوية استخدموا أسلوب قتال الشوارع حتى منتصف الليل، مما دفع كتائب القذافي للقيام بقصف بالمدفعية والدبابات بطريقة عشوائية حتى ساعات الفجر الأولى.

وأضافت الصحيفة أن كتائب القذافي توغلت داخل المدينة وقتلت العديد من المواطنين بعد مطاردتهم إلى حيث مقر سكناهم، وأنها استهدفتهم بالرشاشات وعن طريق الطائرات المروحية، في حين ذكر الصحفي أحمد علي في اتصال مع الجزيرة من الزاوية أن الثوار أسروا اثنين من الكتائب.

وبدورها نقلت وكالة رويترز عن شاهد عيان قوله إن مصراتة شهدت أعنف معركة منذ بدء الثورة استخدمت فيها القوات الحكومية الدبابات والمدفعية، وأضاف ’جاؤوا من ثلاثة اتجاهات وتمكنوا من دخول البلدة من الغرب والجنوب، ولكن عندما وصلوا إلى قلب مصراتة صدهم الثوار’.

وذكر أحد السكان أن الثوار أسروا عشرين جنديا من الموالين للقذافي واستولوا على دبابة، وأفاد طبيب في مستشفى مصراتة الرئيسي بأن 18 شخصا على الأقل قتلوا في الهجوم بينهم طفلة.

ومن جهة أخرى قالت وكالة رويترز إن سكان راس لانوف غربي البلاد بدؤوا يتركونها خوفا من تعرضها للقصف من لدن قوات القذافي، في حين انسحب الثوار من بلدة بن جواد للمرة الثانية بعد تعرضهم لقصف بالدبابات والصواريخ.

وذكرت تقارير أن الثوار يعيدون تجميع صفوفهم لمعاودة الهجوم صباح اليوم على بن جواد، التي شهدت يوم أمس معارك بين الثوار والكتائب الأمنية.

على الصعيد الإنساني، تواصلت عمليات إجلاء الرعايا العالقين على الحدود، وأعلن قائد فريق مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين أيمن غرايبة أنها تسعى للحصول على صور بالأقمار الاصطناعية لليبيا، تفسر الانخفاض الشديد في مستوى تدفق اللاجئين على تونس.

وقال ’الأعداد انخفضت من 12 ألفاً يومياً إلى ألفين، لذا فلا بد أن شيئاً كبيراً حدث على الجانب الآخر’ .