بات اليمن على حافة المجهول بعد المجزرة التي ارتكبها النظام ضد المعتصمين في صنعاء، والتي ذهب ضحيتها 46 قتيلاً، وحوالى 400 جريح، في جريمة مروعة سهلت للرئيس علي عبد الله صالح، الذي أعرب عن ’أسفه’ لوقوعها، المسارعة الى إعلان حالة الطوارئ في أنحاء اليمن لمدة شهر، بعدما حمّل المعتصمين مسؤولية حمام الدم.

ووقعت المجزرة بعد وقت قصير من انتهاء صلاة الجمعة التي شارك فيها آلاف المطالبين بإسقاط النظام أمام جامعة صنعاء، وقد حمل بعضهم شارات صفراء في ما أطلقوا عليه ’يوم الإنذار’ ضد صالح.

وقالت مصادر طبية وشهود عيان إن القوات اليمنية وقناصة أطلقوا النار على المحتجين في صنعاء، بعدما أطلقوا النار في البداية في الهواء في محاولة لمنعهم من السير بعد الصلاة من مقرهم الرئيسي في الجامعة.

وأشار شهود إلى أن الشرطة أطلقت الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين، كما أشعلت النار في دواليب على الطريق الرئيسي المؤدي إلى مكان الاحتجاج، ما منع المتظاهرين من نقل المصابين.

وشوهدت الجثث إلى جانب عشرات المتظاهرين المضرجين بالدماء وهم يتلقون العلاج داخل خيام العناية الصحية الخاصة باعتصام المعارضين في ساحة جامعة صنعاء. وقال طبيب إن ’غالبية الجرحى أصيبوا في الرأس والعنق والصدر’.

وقال صالح ’لقد قررنا (إعلان) حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد» لمدة 30 يوما، على أن يشمل ذلك منع التجول بالأسلحة. وأضاف «شيء مؤسف ما حدث من سقوط ضحايا من أبنائنا المواطنين’.

واعتبر أن ما حصل في صنعاء هو ’نتيجة مواجهات بين مواطنين ومعتصمين، اثر اقتحام المعتصمين لأحياء سكنية جديدة وهدم جدران بناها سكان تلك الأحياء لحمايتها’، مشدداً على أن ’الشرطة لم تطلق رصاصة واحدة كونها من قوات مكافحة وفض الشغب ولا تحمل أية أسلحة’.

وقال ’إن المعتصمين إذا رغبوا في مواصلة اعتصاماتهم فعليهم أن يبحثوا عن أماكن أخرى بعيدة عن الأحياء السكنية لتجنب الاحتكاك مع المواطنين’. وأعلن تشكيل لجنة تحقيق ’في مقتل الضحايا الذين سقطوا في كل المدن’، مؤكدا أنهم يعتبرون ’شهداء للديموقراطية’.

وعاشت العاصمة اليمنية صنعاء حالة من الفوضى والهلع وفرض حظر تجوال في بعض المناطق القريبة من مكان اعتصام المتظاهرين، وأصيبت الحركة بإعاقة تامة في بعض المناطق.

في الأثناء توالت ردود الفعل التي نددت بالقمع الدامي لحركة الاحتجاج في اليمن، وأدانت قطر الاستخدام المفرط للقوة بحق المعتصمين، وطلب الرئيس الأمريكي باراك أوباما من نظيره اليمني تيسير التظاهرات السلمية .

وندد أمين عام الأمم المتحدة بشدة باستخدام السلطات اليمنية الذخيرة الحية ضد المتظاهرين . وأعربت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون عن الاستياء حيال إطلاق النار على المتظاهرين وسقوط قتلى في صفوفهم .

كما نددت فرنسا بحزم بالهجمات الدامية ضد المتظاهرين المطالبين برحيل صالح