الكاتب : حازم خضر

ركز الإعلام السوري في تناوله للاحتجاجات في درعا على وجود عناصر مندسة تقف وراء أعمال التخريب وأورد استنادا الى تقرير للوكالة الرسمية للأنباء / سانا/ على وجود حالة استنكار عامة للأعمال التخريبية مع إيراد شهادات لشخصيات محلية في وقت غابت أي تصريحات ممن أصيبوا في الأحداث أو ذويهم أو حتى الاقتراب من المطالب التي تقدم بها المحتجون بما فيها شكواهم من ممارسات المسؤولين المحليين.

وفيما بدا أن التغطية الإعلامية تستند الى ذلك السقف قامت الصحف الرسمية الثلاث : البعث وتشرين والثورة و الخاصة الوطن على التعامل مع الحدث من بعيد دون عناء الذهاب الى موقع الحدث ، مثلا ، أو الاتصال بالمعنيين سواء كانوا من المسؤولين في محافظة درعا أو ممن قيل أنهم شاركوا في الاحتجاجات. ورغم محاولة صحيفة الوطن إظهار صورة مختلفة أو محاولة التميز لكنها لم تبتعد كثيرا عن التقرير الذي بثته /سانا/ مع إيراد بيان الفصائل الفلسطينية الذي نفى وجود أي مشاركة فلسطينية من مخيمات درعا في الاحتجاجات، وكذلك إجراء الصحيفة اتصال مع مواطنين في درعا نفوا كذلك وجود مشاركة لنازحي الجولان في تلك الأحداث وكأن الحدث يقتصر على النقطتين المشار إليهما !! .

الفضائية السورية ، كما قناة دنيا ، لم تبعدا عما أوردته الصحف بل على العكس ثمة تقرير للفضائية السورية صوّر على عجل وبعيدا عن أي حركة في المدنية واستند على اللقاء مع بعض الأطباء والمواطنين والجرحى من عناصر الشرطة. بل وحتى البلاتوه للمراسل أجري في منطقة بعيدة جدا بحيث ظهر المراسل وحيدا وراءه مشهد لأشجار زيتون بحيث يمكن تصويره في أي مكان دون أن يعطي أي دلائل على أن مكان الحدث في درعا.

لا يزال الارتباك يميز التغطية الإعلامية للاحتجاجات في درعا وأكثر من ذلك بدا أن محاولة الاجتهاد توقفت في مكان بعيد جدا عن حقيقة ما يجري بما فيها مطالب تحدث بها المحتجون ويجري نقلها ليل نهار على الفضائيات العربية التي لا تعتمد سوى على تسجيلات على اليوتوب واتصالات هاتفية مع شخصيات في سوريا وخارجها ، وبالتالي يصبح تقديم تلك التقارير والمواد الإعلامية في وسائل الإعلام السورية جزءا من الوظيفة البيروقراطية دون النظر إلى من يتابعها أو يستمع إليها .وفي ذلك تفويت الفرصة على إمكانية إحداث تواصل حقيقي وجدي ومسؤول بين الإعلام الرسمي والمتابع السوري لحدث حساس يجب التعاطي معه بجرأة ومسؤولية.