أكد الثوار الليبيون، أمس، أنهم واصلوا تقدمهم نحو الغرب واستعادوا السيطرة على مدينة البريقة النفطية، فيما أكدت صحافية ترافقهم أن الثوار موجودون وسط المدينة الواقعة على بعد 80 كلم غرب اجدابيا .

وقال احد المعارضين ويدعى عبدالسلام المعداني ’نحن في وسط البريقة’ وأضاف أن قوات القذافي انسحبت ويبدو أن بعضها يتمركز في منطقة البشر.

ولاحقاً، أفادت الصحافية التي ترافق الثوار أن هؤلاء واصلوا تقدمهم غرباً وسيطروا أيضاً على منطقة البشر 30 كلم غرب البريقة، لافتة إلى أنهم وصلوا إلى بوابة العقيلة وسمع إطلاق نار.

وكان متحدث باسم المعارضة قال إن مقاتليها وصلوا إلى مشارف بلدة البريقة، بعدما استعادوا أجدابيا من قوات القذافي. وأضاف العقيد أحمد باني في مؤتمر صحافي في بنغازي معقل المعارضة، أن مقاتليه باتوا على مشارف مدينة البريقة. وأكد أن استعادة أجدابيا، وهي بوابة الغرب الليبي، معناها أن رياح التغيير بدأت تهب.

وكان مصدر طبي أعلن العثور على 21 جثة لمقاتلين من قوات القذافي في الصحراء قرب اجدابيا، إثر الهجمات الجوية التي شنها التحالف الدولي. وأكد أسامة القصي في مستشفى الهواري في بنغازي انه عثر على الجثث على بعد نحو 10 كيلومترات غرب اجدابيا.

وقال محمد جمعة الصيدلي في مستشفى بنغازي وهو يشارك في جمع الجثث أنا حزين لأن بعضهم ليبيون ممن كانوا يجهلون الحقيقة، القذافي خدعهم وقال لهم إننا ننتمي إلى تنظيم القاعدة.

واستبشر محمد سالم المهندس من اجدابيا بأن سقوط المدينة يوحي ببداية نهاية القذافي. وقال أظن أن القذافي سيرحل بعد أيام معدودة، إنها مدينة أساسية لذلك كبدنا هذه الخسائر.

وانسحبت قوات القذافي من مواقعها في مدخل المدينة الشرقي ولم تبق سوى دبابات متفحمة. وارتفع في المدينة التي سادها الهدوء، صوت أبواق سيارات الثوار الذين رفعوا أيديهم بشارات النصر. ورقصوا فوق الدبابات ولوحوا بالأعلام وأطلقوا النار في الهواء قرب مبانٍ امتلأت بثقوب أحدثها الرصاص. وكانت ست دبابات مدمرة ترقد قرب المدخل الشرقي للبلدة.

وأكد وكيل وزارة الخارجية الليبي خالد كعيم أن قوات القذافي انسحبت من اجدابيا، وشدد على أنها ستعود إليها.
وأعلن أن الائتلاف العسكري شنوا هجوماً قوياً فقررت القوات المسلحة الليبية مغادرة اجدابيا هذا الصباح’. وأضاف انه انسحاب، وستعود قواتنا إلى اجدابيا.

من جهة أخرى، أكد مصطفى الغرياني الناطق باسم المعارضة أن ميناء مصراتة التي تتعرض لهجمات قوات القذافي غربي البلاد في حاجة ماسة إلى دعم دولي في شكل غارات ومساعدات. وقال ’أرجوكم افعلوا شيئاً من اجل مصراتة، أرسلوا مستشفى ميدانياً’.

وقال متحدث باسم المعارضة إن طائرات حربية غربية قصفت مشارف بلدة مصراتة في محاولة لمنع القوات الموالية للقذافي من قصف البلدة. وقال أحد السكان إن 115 قتيلاً سقطوا في مصراتة في أسبوع وإن القناصة مستمرون في إطلاق الرصاص على الناس من فوق أسطح المباني.

إلى ذلك، كتب رئيس مجلس الوطني الانتقالي إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لشكره على ما قام به، واصفاً الجنود الفرنسيين بأنهم ’محررون’، لكنه جدد رفض ’قوات خارجية’ على الأراضي الليبية.