أعلنت لجنة المتابعة العليا، وهي أعلى لجنة تمثل فلسطينيي الداخل، إضرابا عاما وشاملا في جميع مرافق الحياة اليوم الأربعاء، بمناسبة إحياء الذكرى الـ35 ليوم الأرض.

ويحل يوم الأرض هذا العام في ظل استمرار هدم إسرائيل للمنازل العربية وتشريع سلسلة من القوانين التي يصنفها الفلسطينيون ضمن القوانين العنصرية.

وقالت اللجنة، في بيان صادر عنها، إن الإضراب سيشمل جميع المؤسسات والقطاعات والمجالات دون استثناء، لا سيما السلطات المحلية والمحال التجارية والمدارس والمؤسسات المجتمعية والصحية والتجار والفلاحين، ويشمل العمال والموظفين من مختلف التخصصات وفي مختلف المؤسسات.

ومن المقرر أن تخرج مسيرة جماهيرية كبيرة، في شمال قطاع غزة، بمشاركة جميع القوى الوطنية والإسلامية، إحياءً للذكرى حيث جرى الاتفاق على رفع العلم الفلسطيني فقط.

وذكرت وزارة الداخلية الفلسطينية في غزة أنها أعطت إذنًا للقوى الوطنية والإسلامية بتنظيم المسيرة المذكورة في شمال قطاع غزة، لافتة النظر إلى أنها المسيرة الوحيدة المرخص لها في القطاع.

من جانبها دعت حركة (حماس) جماهير الشعب الفلسطيني للمشاركة في المسيرة، التي توافقت عليها القوى الوطنية والإسلامية.

وشددت حماس على أن هذه المسيرة تأتي ’استحضاراً لذكرى شهداء الأرض الذين أكدوا بدمائهم الزكية التي سالت على أرض فلسطين في آذار 1976 وحدة الأرض ووحدة الشعب، وتواصلاً مع التاريخ الفلسطيني والجغرافيا التي لا يمكن شطبها’.

كما دعت عدة مجموعات شبابية في قطاع غزة إلى المشاركة الفاعلة بالمسيرة، التي دعت لها القوى الوطنية والإسلامية، وأكد ’التجمع الشبابي الوطني’ في بيان صحفي أنه سيتم رفع علم فلسطين خلال المسيرة التي ستنطلق بمناسبة يوم الأرض.

وكان ستة فلسطينيين قد استشهدوا برصاص الشرطة الإسرائيلية عام 1976 عندما قمعت احتجاجات المواطنين العرب على سياسة مصادرة الأراضي العربية.

إلى ذلك، هددت اسرائيل بخطوات من جانب واحد، إذا واصلت السلطة الفلسطينية سعيها للحصول من الامم المتحدة على اعتراف بدولة في حدود العام 1967.

وحذرت إسرائيل في الاسبوع الماضي أعضاء مجلس الامن في الامم المتحدة وبعض الدول الأوروبية البارزة من عواقب خطوة من هذا النوع.

وأشارت صحيفة ـ هآرتس ـ العبرية إلى برقية سرية بعث بها المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية رفائيل باراك إلى أكثر من 30 سفارة اسرائيلية تتضمن تعليمات بتقديم احتجاج دبلوماسي على أعلى مستوى ممكن ضد المسعى الفلسطيني لتحقيق اعتراف دولي بدولة فلسطينية في الدورة المقبلة للجمعية العامة للامم المتحدة في أيلول المقبل.

وأوضحت الصحيفة أن برقية التهديد هذه هي تصعيد في محاولات تل أبيب احباط الخطوة الفلسطينية في الامم المتحدة.

وقد اتخذ القرار بتصعيد النشاط الدبلوماسي في هذا الشأن في أعقاب تسريب وثيقة داخلية من منظمة التحرير الفلسطينية الى وكالة الأنباء الفرنسية قبل نحو اسبوع.

وشددت الوثيقة على ان الفلسطينيين قرروا التخلي عن خيار المفاوضات مع اسرائيل لصالح خطوات أحادية الجانب في الامم المتحدة للحصول على اعتراف بدولة فلسطينية في حدود 1967.

ومن المتوقع أن تصل الخطوة الفلسطينية ذروتها في أيلول المقبل لعدة أسباب: أولا، خطاب الرئيس الاميركي باراك اوباما في الجمعية العامة للامم المتحدة في أيلول الماضي، والذي أعلن فيه عن رغبته أن يرى بعد سنة فلسطين كعضو جديد في الامم المتحدة. ثانيا، اسرائيل والفلسطينيون اتفقوا على ان تستمر المفاوضات التي بدأت في الثاني من ايلول العام 2010 في واشنطن، نحو سنة. ثالثا، في أيلول المقبل ستصل خطة رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض لبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية المستقبلية نهايتها.