شهدت مدينة دوما، تظاهرة ضمت عشرات آلاف المواطنين الذين شيّعوا عدد من المتظاهرين قتلوا برصاص قوات الأمن بحسب الشهود، وذكرت وكالات الأنباء أن الأهالي رددوا شعارات تطالب بالحرية وبإسقاط النظام فيما قاموا باحتواء مجموعة هتفت بـ’إسقاط النظام’.

ونزل أهالي دوما إلى شوارع المدينة للمشاركة في تشييع ثمانية متظاهرين قتلوا الجمعة الماضي.

وقال مدير المركز الوطني لإعلام وحرية التعبير مازن درويش، الذي حضر التشييع: ’شارك في الجنازة عشرات آلاف المشيعين هاتفين بشعارات تكرم الشهداء وتطالب بالحرية وتندد بالإعلام الرسمي الذي وصفته بالخائن’. وأوضح بحسب صحيفة السفير اللبنانية أن موكب التشييع ’انطلق من المسجد الكبير في دوما باتجاه المقبرة الجديدة مروراً بشوارع المدينة’.

وأضاف درويش أن المتظاهرين حملوا لافتات كتب على بعضها ’اين العصابات؟’ في تهكم على اتهام الاعلام السوري الرسمي لـ’عصابات مسلحة’ بالهجوم على المواطنين الجمعة وإطلاق النار عليهم، كما هتفوا ضد ’الخائن الذي يقتل شعبه’.

وقال درويش إن ’متظاهرين قاموا باحتواء مجموعة من الأشخاص أطلقت هتافات دعت الى إسقاط النظام’.

وأكد درويش انه ’لم يكن هناك تواجد ظاهر لأي قوات أمنية في المدينة، وبعد التشييع توجه قسم كبير من المتظاهرين إلى ساحة البلدية حيث اعتصموا’.

في الغضون، قامت قوات الأمن بحسب ناشطين حقوقيين بحملة اعتقالات واسعة في عدد من المدن السورية، في حين أفرجت السلطات عن عدد من الناشطين والمتظاهرين الذين اعتقلوا في الأيام الاخيرة.

كما نقل مواطن سوري من سكان درعا أن السلطات السورية أفرجت مساء أمس الأول عن تسعين شخصا كانوا اعتقلوا خلال تظاهرات الجمعة الماضية، وقامت باصات بنقلهم الى وسط المدينة حيث أطلق سراحهم.

وفي هذا السياق، قرر القضاء السوري الإفراج بكفالة عن الناشطة سهير الأتاسي، التي اعتقلت إثر المشاركة في اعتصام أهالي المعتقلين السياسيين أمام وزارة الداخلية في دمشق منتصف الشهر الماضي.

في هذه الأثناء،كلف الرئيس بشار الأسد أمس الأحد عادل سفر (58 عاما) وزير الزراعة في الحكومة المستقيلة لتشكيل الحكومة المقبلة وذلك بعد خمسة أيام من قبول الأسد لاستقالة حكومة ناجي العطري.

وعادل سفر بعثي ترأس فرع حزب البعث الحاكم بجامعة دمشق على مدى سنتين وهو مهندس زراعي أوفدته بلاده في الثمانينات إلى فرنسا ثم أصبح وكيلاً ثم عميداً لكلية الزراعة بجامعة دمشق.

وخلال عمله وزيراً للزراعة منذ العام 2003 حتى 2011 كثُرت الانتقادات لعادل سفر بخصوص عديد الجوانب الزراعية التي قادها وتبنتها وزارته سواء على مستوى تراجع مساهمة الزراعة في الناتج المحلي والتصدي لموجة الجفاف التي عصفت بسورية لا سيما المناطق الشمالية أو على مستوى الثروة الحيوانية وغيرها من الملفات الزراعية التي قال بعض المراقبين انه فشل في إدارتها، فيما تصفه تقارير إعلامية بالأكاديمي المتميز الذي يقوم بمسؤوليته وأنه يمتلك صراحة وشفافية جعلته يتحدث دون حرج عن مواطن الفساد في وزارته (الزراعة) خلال لقاء سابق مع مجموعة إعلاميين.

لجنة قانون الطوارئ تنهي عملها قبل نهاية هذا الأسبوع

وفي سياق، التغييرات والإصلاحات التي وعدت بها القيادة السورية، أكدت مصادر في اللجنة المكلفة دراسة رفع قانون الطوارئ أنها بصدد الانتهاء من وضع التشريعات اللازمة تمهيداً لرفع قانون الطوارئ ورجحت المصادر أن تنتهي اللجنة من عملها قبل يوم الجمعة المقبل.

وأكدت المصادر بحسب صحيفة الوطن السورية أن اللجنة اعتمدت في التشريعات الجديدة على تجربة وتشريعات الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا في قوانين الحفاظ على أمن المواطن والوطن وأنها اعتمدت على معادلة بسيطة تضمن كرامة كل المواطنين السوريين وتحفظ أمنهم في آن واحد.

وأضافت المصادر أن ما توصلت إليه اللجنة سيتم إعلانه رسمياً قبل إقراره وسيخضع للنقاش العام وأن اللجنة ستستمع إلى كل الآراء قبل أن ترفع مشاريع القوانين للحكومة لإقرارها.

من جهة ثانية لجنة التحقيق في أحداث درعا واللاذقية ماضية في عملها وبشكل سريع أيضاً وأنها استمعت إلى الكثير من الشهادات وتستكمل عملها وستحدد مهلة نهاية عملها في وقت قريب بعد أن تكون حصلت على كل الإثباتات والقرائن.

واشنطن تجلي مواطنيها مجاناً

إلى ذلك، عرضت الولايات المتحدة رحلات مجانية لعائلات موظفيها الراغبين في مغادرة سورية بسبب الأحداث التي تشهدها البلاد.

وقال بيان صدر عن الخارجية الأمريكية إنها ’تحذر مواطنيها من تداعيات التوتر السياسي في سورية’.وطالب البيان المواطنين الأمريكيين عدم السفر إلى سورية إلا للضرورة القصوى.

ويعد التحذير الأمريكي، تجديداً لتحذير مماثل أصدرته في 31 آذار الماضي، ولكن دون تخصيص رحلات مجانية.

وفيما عدت الخارجية الأمريكية السفر طوعياً، إلا أن تقارير أشارت إلى أن تعليمات صدرت للأمركيين بتجنب الذهاب إلى مدينة اللاذقية.

ورغم الطابع السلمي للمظاهرات، فإن الخارجية الأمريكية لا تستبعد أن تتطور الأوضاع إلى مواجهات عنيفة، حسبما جاء في البيان.